هو بهاء الدولة أبو نصر بن عضد الدولة بن بويه الديلمي الشيعي، وهو المتحكم حينئذ بالعراق، خلع بهاء الدولة الخليفة الطائع لله، ونصب القادر بالله مكانه.

بينما كان هو خاضعا للسلطان محمود بن سبكتكين، مداريا له، مؤثرا لمصافاته بحكم الجوار.

كان مرضه الذي مات فيه تتابع الصرع مثل مرض أبيه، وكان موته بأرجان، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين علي، فدفن عند أبيه عضد الدولة، وكان ملكه 24 سنة، وقيل 22 سنة، وعمره 42 سنة و9 أشهر، ولما توفي ولي الملك بعده ابنه سلطان الدولة أبو شجاع، وسار من أرجان إلى شيراز، وولى أخاه جلال الدولة أبا طاهر بن بهاء الدولة البصرة، وأخاه أبا الفوارس كرمان.

بقي أبو شجاع في الملك 12 سنة، وأخذت الدولة البويهية تتناقص خلالها.


توفيت زوجة بعض رؤساء النصارى، فخرجت النوائح والصلبان معها جهارا، فأنكر ذلك بعض الهاشميين، فضربه بعض غلمان ذلك الرئيس النصراني بدبوس في رأسه فشجه، فثار المسلمون بهم فانهزموا حتى لجؤوا إلى كنيسة لهم هناك، فدخلت العامة إليها فنهبوا ما فيها، وما قرب منها من دور النصارى، وتتبعوا النصارى في البلد، وقصدوا الناصح وابن أبي إسرائيل فقاتلهم غلمانهما، وانتشرت الفتنة ببغداد، ورفع المسلمون المصاحف في الأسواق، وعطلت الجمع في بعض الأيام، واستعانوا بالخليفة، فأمر بإحضار ابن أبي إسرائيل فامتنع، فعزم الخليفة على الخروج من بغداد، وقويت الفتنة جدا، ونهبت دور كثير من النصارى، ثم أحضر ابن أبي إسرائيل، فبذل أموالا جزيلة، فعفى عنه، وسكنت الفتنة.


سار يمين الدولة الغزنوي عندما خرج الشتاء غازيا إلى الهند في جمع عظيم وحشد كثير، وقصد واسطة البلاد من الهند، فسار شهرين، حتى قارب مقصده، ورتب أصحابه وعساكره، فسمع عظيم الهند به، فجمع من عنده من قواده وأصحابه، وبرز إلى جبل هناك، صعب المرتقى، ضيق المسلك، فاحتمى به، وكتب إلى الهنود يستدعيهم من كل ناحية، فاجتمع عليه منهم كل من يحمل سلاحا، فلما تكاملت عدته نزل من الجبل، وتصاف هو والمسلمون، واشتد القتال وعظم الأمر، ثم إن الله تعالى منح المسلمين أكتافهم فهزموهم، وأكثروا القتل فيهم، وغنموا ما معهم من مال وفيل وسلاح، وغير ذلك، وفتح الله نادرين, ووجد المسلمون في بيت الصنم حجرا عظيما منقوشا عليه، دلت كتابته على أنه مبني منذ قرون طويلة، فعجب المسلمون لقلة عقولهم, فلما فرغ الغزنوي من غزوته عاد إلى غزنة، وأرسل إلى القادر بالله يطلب منه منشورا، وعهدا بخراسان وما بيده من الممالك، فكتب له بذلك، ولقب نظام الدين.


منع الحاكم صاحب مصر النساء من الخروج من منازلهم، أو أن يطلعن من الأسطحة أو الطاقات، ومنع الخفافين من عمل الخفاف لهن، ومنعهن من الخروج إلى الحمامات، وقتل خلقا من النساء على مخالفته في ذلك، وهدم بعض الحمامات عليهن، وجهز نساء عجائز كثيرة يستعلمن أحوال النساء لمن يعشقن أو يعشقهن، بأسمائهن وأسماء من يتعرض لهن، فمن وجد منهن كذلك أطفأها وأهلكها، ثم إنه أكثر من الدوران بنفسه ليلا ونهارا في البلد، في طلب ذلك، وقد أكد على هذا المرسوم في العام التالي، وبقي على ذلك من المنع إلى هلاك الحاكم.