Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
خرج الترك- وهم وثنيون- من الصين، وكان سبب خروجهم أن طغان خان ملك تركستان التركي كان مسلما فاضلا يحب أهل العلم والدين.
لما مرض مرضا شديدا، وطال به المرض، طمعوا في البلاد لذلك، فساروا إليها وملكوا بعضها وغنموا وسبوا، وبقي بينهم وبين بلاساغون ثمانية أيام، فلما بلغه الخبر كان بها مريضا، فسأل الله تعالى أن يعافيه لينتقم من الكفرة، فاستجاب الله له وشفاه، فجمع العساكر، وكتب إلى سائر بلاد الإسلام يستنفر الناس، فاجتمع إليه من المتطوعة مئة ألف وعشرون ألفا، فلما بلغ الترك خبر عافيته وجمعه العساكر وكثرة من معه، عادوا إلى بلادهم، فسار خلفهم نحو ثلاثة أشهر حتى أدركهم وهم آمنون لبعد المسافة، فكبسهم وقتل منهم زيادة على مئتي ألف رجل، وأسر نحو مئة ألف، وغنم من الدواب وغير ذلك من الأواني الذهبية والفضية ومعمول الصين ما لا عهد لأحد بمثله، وعاد إلى بلاساغون، فلما بلغها عاوده مرضه فمات منه.
استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرؤوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم.
قال ابن كثير: "وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك، واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة، والإسماعيلية والقرامطة، والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام"
قدم إلى مصر داع عجمي اسمه محمد بن إسماعيل الدرزي المعروف بأبي عبد الله أنوشتكين النجري الدرزي، وهو أول رجل تكلم بدعوى ألوهية الحاكم، وأمر برفع ما جاء به الشرع، وسير مذهبه إلى بلاد الشام والساحل، ولهم مذهب في كتمان السر لا يطلعون عليه من ليس منهم, وكان الدرزي يبيح البنات والأمهات والأخوات, واتصل بالحاكم فأنعم عليه، ودعا الناس إلى القول بإلهية الحاكم، فأنكر الناس عليه ذلك، فقاموا عليه بمصر فقتلوه، وثب به أحد الأتراك وهو في موكب الحاكم فقتله، وثارت الفتنة، فنهبت داره، وغلقت أبواب القاهرة، واستمرت الفتنة ثلاثة أيام، قتل فيها جماعة من الدرزية، وقبض على التركي قاتل الدرزي وحبس ثم قتل, وقتل معه سبعون رجلا بالدرزي، ثم ظهر داع آخر اسمه حمزة بن أحمد، وتلقب بالهادي، وأقام بمسجد تبر خارج القاهرة، ودعا إلى مقالة الدرزي، وبث دعاته في أعمال مصر والشام، وترخص في أعمال الشريعة، وأباح الأمهات والبنات ونحوهن، وأسقط جميع التكاليف في الصلاة والصوم ونحو ذلك، فاستجاب له خلق كثير، فظهر من حينئذ مذهب الدرزية ببلاد صيدا وبيروت وساحل الشام، وقيل: إن حمزة هو الدرزي، كان درازا فنسب ذلك إليه مع أن أصل الفكرة من محمد بن إسماعيل، وقيل: قدم رجل يقال له يحيى اللباد، ويعرف بالزوزني الأخرم، فساعده على ذلك.
ونشط اللباد وجماعة معه على الخروج عن الشريعة.
فركب يوما من القاهرة في خمسين رجلا من أصحابه إلى مصر، ودخل الجامع بدابته، وأصحابه كذلك، فسلم إلى القاضي رقعة فيها باسم الحاكم الرحمن الرحيم، فأنكر القاضي ذلك، وثار الناس بهم وقتلوهم، وشاع هذا في الناس فلعنوه.
كان أول من ملك البطيحة أو البطائح- تقع بين واسط والبصرة- عمران بن شاهين، أصله من الجامدة (من أعمال واسط) مجهول النسب، سوادي المنشأ، ينتسب إلى بني سليم, كان عليه دماء فهرب إلى البطيحة, واحتمى بالآجام, يتصيد السمك والطير, فرافقه صيادون, ثم التف عليه لصوص, ثم استفحل أمره, وكثر جمعه, فأنشأ معاقل وتمكن من البطيحة, فحاربه معز الدولة ثم ابنه عز الدولة غير مرة, ولم يظفروا به، وعجز وزراء وقواد بغداد عن إزالته عنها إلى أن مات على فراشه سنة 369, وامتدت دولته بعده أربعين سنة، حيث تعاقب أولاده بعده على حكم البطيحة، وفي هذه السنة توفي مهذب الدولة أبو الحسن علي بن نصر آخر حكام دولة البطيحة، ثم إن ابن أخت مهذب الدولة، وهو أبو محمد عبد الله بن يني، استدعى الديلم والأتراك، ورغبهم ووعدهم، واستحلفهم لنفسه، واتفق معهم على تنحية ولد مهذب الدولة فقاموا بأخذه وحبسه عند أبي محمد، وولي الأمر أبو محمد، وتسلم الأموال والبلد، وأمر بضرب أبي الحسين بن مهذب الدولة، فضرب ضربا شديدا توفي منه بعد ثلاثة أيام من موت أبيه، وبقي أبو محمد أميرا إلى منتصف شعبان، وتوفي بالذبحة، فكان ملكه أقل من ثلاثة أشهر، فلما توفي اتفق جماعة على تأمير أبي عبد الله الحسين بن بكر الشرابي، وكان من خواص مهذب الدولة، فصار أمير البطيحة، وبذل للملك سلطان الدولة بذولا، فأقره عليها, فآلت تلك البلاد بعد ذلك إلى سلطان الدولة صاحب بغداد.
بعد أن أعلنت إثيوبيا دولة اشتراكية.
ومات هيلاسيلاسي في آب 1975م.
وتعهدت الطغمة العسكرية الحاكمة بإقامة دولة الحزب الواحد، ونفذت برنامجا ناجحا للإصلاح الزراعي، وتم قمع المعارضة بعنف، والحد من نفوذ الكنيسة القبطية الملكية في 1975م.
وفي 1977م قتل تفري بنتي الحاكم السابق، وحل محله العقيد منجستو هيلا مريام، وكانت المدة من 1977م إلى 1979م هي فترة الإرهاب الأحمر، حيث قتل نظام مريام الماركسي آلاف الأبرياء، ودفع الناس إلى إقامة المزارع الجماعية.
وبدأت عصابة جبهة تحرير شعب تيجراي القتال؛ لتحقيق حكم ذاتي في المرتفعات الشمالية، وتدهورت العلاقات مع الولايات المتحدة التي كانت حليفا رئيسا.
ومن ناحية أخرى تم توقيع اتفاقيات للتعاون مع الاتحاد السوفياتي في 1977م.
وفي عام 1988 وقعت إثيوبيا والصومال اتفاق سلام بينهما.
وفي أيلول 1984م تأسس نظام الحكم الشيوعي وأصبح منجستو زعيما للحزب، وفي 1985م وقعت أسوأ مجاعة، وأرسلت المساعدات الخارجية، وتم بالقوة تنفيذ برامج إعادة توطين الناس في إريتريا وتيجراي في الشمال.
وكان قد نتج عن القحط والجفاف الذي أصاب البلاد، وامتد أمده إلى أن مات قرابة مليون شخص من الجوع والمرض.
وفي 1988م حدت الحكومة من أعمال الإغاثة في المناطق المنكوبة بالجفاف؛ لأن رجال العصابات الإريترية كانوا قد حققوا انتصارات على القوات الحكومية.
في 1989م أحبطت محاولة انقلابية ضد منجستو، وفي ذلك العام قام الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بمحادثات سلام مع ثوار إريتريا.
وفي شباط 1991م شنت الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، التي تضم تحت مظلتها ستة جيوش ثورية هجوما كبيرا ضد القوات الحكومية.
وتمت الإطاحة بمنجستو وفر من البلاد، وأقامت الجبهة الثورية الديمقراطية للشعب الإثيوبي حكومة انتقالية برئاسة ميليس زيناوي.
وفي ديسمبر 1994م تم إقرار دستور جديد أجريت في ظله أول انتخابات تعددية عامة في تاريخ إثيوبيا، وذلك في 1995م حقق فيها الحزب الحاكم نصرا ساحقا، بينما قاطعتها معظم الجماعات المعارضة.
ساءت العلاقات السعودية الإيرانية منذ قيام الثورة الخمينية، وإعلان الجمهورية الإسلامية المزعومة في إيران تصدير الثورة، والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول، ودعم الطوائف الشيعية فيها، كما قامت إيران بإثارة القلاقل والفوضى في مواسم الحج، والتي منها أحداث مكة عام 1407هـ التي خرج الحجاج الإيرانيون فيها بمظاهرات مؤيدة للثورة الإسلامية؛ مستغلة المواسم الدينية لمصالحها السياسية، وأدى ذلك إلى حدوث منعطف مهم في العلاقة بين البلدين، ترتب عليه قطع العلاقات بينهما، واستمر ذلك الانقطاع حتى عام 1411هـ.
قمة عمان في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، شاركت فيها عشرون دولة عربية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، صدر عنه بيان ختامي، ومجموعة من القرارات أهمها: - إدانة إيران لاحتلالها جزءا من الأراضي العراقية، والتضامن مع العراق.
- تضامن المؤتمر مع السعودية والكويت، والتنديد بالأحداث التي اقترفها الإيرانيون في المسجد الحرام بمكة المكرمة.
- التمسك باسترجاع كافة الأراضي العربية المحتلة، والقدس الشريف كأساس للسلام، وضرورة بناء القوة الذاتية للعرب.
- إدانة الإرهاب الدولي.
- العلاقات الدبلوماسية بين أي دولة عضو في الجامعة العربية وبين مصر عمل من أعمال السيادة تقررها كل دولة بموجب دستورها وقانونها.
- تكثيف الحوار مع حاضرة الفاتيكان، ودعوة الملك حسين إلى إجراء الاتصالات معها.
في سنة 1985م جرى تعيين زين العابدين وزير دولة للأمن في مكتب رئيس الوزراء محمد مزالي، وفي سنة 1986م عين وزيرا للداخلية، وظل في منصبه هذا حتى تولى رئاسة الوزارة، فجمع بين منصب الوزير الأول، ووزير الحكومة، فضلا عن توليه الأمانة العامة للحزب الاشتراكي الدستوري، الحزب الحاكم.
وزين العابدين بن علي رجل عسكري اصطفاه بورقيبة منذ سنوات؛ ليكون قبضته الحديدية في مواجهة خصومه والأزمات التي حلت بنظامه.
يعتبر عام 1987م هو عام بدء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث بدأت في الضفة الغربية، وقطاع غزة.
وأعلن يومها عرفات ارتباطه بالانتفاضة.
أخذت أوضاع الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة تزداد سوءا جسميا ونفسيا، حتى أثر ذلك على قراراته الرئاسية، وتقدمت به السن حتى فقد الرصانة في تسيير الحكم كما فقد المنطق، وأخذ تأثير الحاشية يظهر على القرارات السياسية، فقام في 16 ربيع الأول 1408هـ / 7 تشرين الثاني 1987م الوزير الأول زين العابدين بن علي بتنحية الرئيس الحبيب بورقيبة وتسلم السلطة، وأخذ بإزالة العهد الماضي، فأزال التماثيل التي ملأت الشوارع للحبيب بورقيبة، وأخرج كثيرا من قادة التيار الإسلامي من المعتقلات، ولكنه لم يلبث على هذا طويلا؛ إذ رجع، فسار على نفس الطريق الذي سار عليه سلفه.
توفي اللغوي العراقي أحمد عبد الستار الجواري.
وقد ولد في الكرخ ببغداد، وحصل من جامعة القاهرة على الدكتوراه سنة 1953م، ثم عاد إلى بغداد للتدريس في دار المعلمين العالية.
وانتخب نقيبا للمعلمين ثم رئيسا لاتحاد المعلمين العرب سنة 1969م، ثم تولى وزارة التربية سنة 1963م، ووزارة شؤون رئاسة الجمهورية سنة 1970م، وحضر كثيرا من المؤتمرات، وكان عضوا عاملا في المجامع اللغوية في بغداد ودمشق وعمان والقاهرة.
وقد غذى مجلة المجمع العلمي العراقي بعدد من الدراسات، وكان له دور كبير في وضع المعجم الطبي الموحد الذي استمر إعداده سبع سنوات.
وله أبحاث وكتب تختص باللغة والنحو.
ارتكب الروس فظائع وجرائم في حق الشعب الأفغاني المسلم، أدت إلى مقتل أكثر من مليون مسلم، وتشريد حوالي خمسة ملايين آخرين، واستخدم الروس أحدث ما في ترسانتهم العسكرية من أسلحة فتاكة ومحرمة دوليا، غير أنها لم توفر لهم البقاء الآمن في أفغانستان، حيث شن المجاهدون الأفغان حربا شرسة ضد الروس، أدت إلى استنزاف دائم لقواتهم، وخسر الروس حوالي أكثر من (13) ألف قتيل و(35) ألف جريح في حربهم التي استمرت أكثر من ثماني سنوات في أفغانستان حتى انسحبوا منها في 26 جمادى الآخرة 1408هـ = 15 فبراير 1988م، غير أن "نجيب الله محمد" رئيس الاستخبارات الأفغانية، والموالي للسوفييت، سيطر على الحكم في البلاد، وهو ما دفع المجاهدين إلى الاستمرار في الحرب حتى استطاعوا تقويض أركان حكمه، ثم قتله علنا أمام كاميرات التلفاز.
في جمادى الآخرة بدأت الانتخابات الرئاسية في السنغال، وأخذت الصراعات تظهر في بعض المناطق بين رجال الأمن ورجال الأحزاب المعارضة، ثم أعلنت النتائج في رجب من العام نفسه، فظهر أن رئيس الجمهورية عبده ضيوف قد حصل على 73.
2% من الأصوات، وحصل حزبه الحاكم حزب التجمع الديمقراطي السنغالي على أكثر المقاعد.
دخلت العراق في حرب مع إيران، ولكن لم تكن هي الجبهة الوحيدة التي يقاتل عليها العراقيون في ذلك الوقت، فقد كانت مشكلة الأكراد ما تزال قائمة، ولما كانت العراق لا تستطيع أن تقاتل على جبهتين معا، لجأت إلى المباحثات مع جلال الطالباني رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردي، ووقف القتال، فتم التفاهم معه في ربيع الأول 1404هـ / ديسمبر 1983م على إطلاق تسعة وأربعين سجينا سياسيا، وعودة ثمانية آلاف عائلة كردية إلى مناطقها في كردستان، بعد أن كانوا أجبروا على الإقامة بجنوب العراق، وشمول منطقة الحكم الذاتي للأكراد على منطقة كركوك الغنية بالنفط، وإعطاء نسبة ثابتة للأكراد من النفط تتراوح بين عشرين إلى ثلاثين بالمائة، ثم بعد فترة تغير موقف الرئيس العراقي صدام حسين تجاه الاتحاد الوطني الكردي، والحزب الشيوعي الكردي بعد الدعم الدولي للعراق، فعاد لاستئناف الحوار بشكل جدلي، وحاولت العراق التفاهم مع تركيا للقضاء على المقاومة الكردية، وبالتالي رفض حزب الاتحاد الوطني الكردي العرض العراقي بالعفو عن السياسيين، فانهارت المفاوضات حول الحكم الذاتي، وعاد القتال معهم ثانية بعد أن توقف لأكثر من عام، ثم لما أخذ التهديد الإيراني يقل عام 1407هـ ركزت العراق اهتمامها على الشمال، حيث سيطر الأكراد على عشرة آلاف كيلو مترا مربعا، فاتخذت الحكومة سياسة الأرض المحروقة، فدكت أكثر من ثمانمائة قرية كردية على طول الحزام الأمني مع إيران، وأجبرت أعدادا كبيرة على المغادرة والانتقال للجنوب، واستمر هذا حتى منتصف عام 1408هـ، ثم في بداية النصف الثاني منه نجح الأكراد في شن غارات على الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة، فقامت العراق بهجمة انتقامية ضد بلدة حلبجة، وقتلت أربعة آلاف كردي، وقد اندمجت التنظيمات الكردية مع بعضها في سبيل الوقوف المشترك في وجه الحكومة العراقية، وهم ستة أحزاب، ثم في أواخر السنة بعد أن بدأت أمور الحرب مع إيران تنتهي خصص ما يقرب من سبعين ألف جندي؛ لإنهاء المسألة الكردية، واستعملت الأسلحة الممنوعة دوليا، فهرب أكثر من مائة ألف كردي إلى إيران وتركيا، ثم في الخامس من صفر 1409هـ / 16 أيلول 1988م صدر عفو عام، ودعت الحكومة العراقية الأكراد للعودة إلى الوطن خلال ثلاثين يوما، ووعدت بإطلاق المعتقلين، وفعلا رجع للبلاد ما يقرب من ستين ألف كردي، تم توزيعهم على المناطق العراقية.
كانت باكستان مأوى للاجئين الأفغان، وكذلك كانت محضنا للمجاهدين، وكانت روسيا تتهم باكستان بإثارة الأفغان على نظام كابل، وبدأت المحادثات تجري في جنيف بين باكستان وبين نظام أفغانستان الخاضع للروس في 28 رمضان 1402هـ / 19 تموز 1982م، واستمرت حتى تم التوقيع على الاتفاقية بين الطرفين في 27 شعبان 1408هـ / 14 نيسان 1988م، وكانت حول مبادئ العلاقات، واحترام السيادة والسلامة الإقليمية، وعدم التدخل المسلح، والتخريب والاحتلال العسكري، أو حتى تشجيع الأنشطة المتمردة، أو مساعدة دول أخرى ضدها، ووقعت روسيا وأمريكا إعلانا بشأن الضمانات الدولية الخاصة بهذه الاتفاقية، ثم وقع اتفاق آخر بين أفغانستان وباكستان بشأن عودة اللاجئين الطوعية.
عبد السلام محمد هارون بن عبد الرزاق، ولد في مدينة الإسكندرية في 25 من ذي الحجة 1326هـ ونشأ في بيت كريم من بيوت العلم، فجده عضو جماعة كبار العلماء، وأبوه كان يتولى عند وفاته منصب رئيس التفتيش الشرعي في وزارة الحقانية (العدل)، أما جده لأمه فهو الشيخ محمود بن رضوان الجزيري عضو المحكمة العليا.
حفظ عبد السلام القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، والتحق بالأزهر سنة 1340هـ حيث درس العلوم الدينية والعربية، ثم التحق بتجهيزية دار العلوم بعد اجتيازه مسابقة للالتحاق بها، وكانت هذه التجهيزية تعد الطلبة للالتحاق بمدرسة دار العلوم، وحصل منها على شهادة البكالوريا سنة 1347هـ ثم أتم دراسته بدار العلوم العليا، وتخرج فيها سنة 1351هـ، وبعد تخرجه عمل مدرسا بالتعليم الابتدائي، ثم عين في سنة 1365هـ مدرسا بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وهذه هي المرة الوحيدة في تاريخ الجامعات التي ينتقل فيها مدرس من التعليم الابتدائي إلى السلك الجامعي، بعد أن ذاعت شهرته في تحقيق التراث، ثم عين في سنة 1370هـ أستاذا مساعدا بكلية دار العلوم، ثم أصبح أستاذا ورئيسا لقسم النحو بها سنة 1379هـ ثم دعي مع نخبة من الأساتذة المصريين في سنة 1386هـ لإنشاء جامعة الكويت، وتولى هو رئاسة قسم اللغة العربية، وقسم الدراسات العليا حتى سنة 1394هـ، وفي أثناء ذلك اختير عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1389هـ.
وبدأ عبد السلام هارون نشاطه العلمي منذ وقت مبكر، فحقق وهو في السادسة عشرة من عمره كتاب "متن أبي شجاع" بضبطه وتصحيحه ومراجعته في سنة 1344هـ، ثم حقق الجزء الأول من كتاب "خزانة الأدب" للبغدادي سنة 1346هـ، ثم أكمل أربعة أجزاء من الخزانة، وهو طالب بدار العلوم.
ولنبوغه في هذا الفن اختاره الدكتور طه حسين 1363هـ ليكون عضوا بلجنة إحياء تراث أبي العلاء المعري، وتدور آثاره العلمية في التحقيق حول العناية بنشر كتب الجاحظ، وإخراج المعاجم اللغوية، والكتب النحوية، وكتب الأدب، والمختارات الشعرية.
فأخرج كتاب الحيوان في ثماني مجلدات، وكتاب البيان والتبيين في أربعة أجزاء، وكتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان، ورسائل الجاحظ في أربعة أجزاء، وكتاب العثمانية، وأخرج من المعاجم اللغوية: معجم مقاييس اللغة لابن فارس في ستة أجزاء، واشترك مع أحمد عبد الغفور العطار في تحقيق "صحاح العربية" للجوهري في ستة مجلدات، و"تهذيب الصحاح" للزنجاني في ثلاثة مجلدات، وحقق جزأين من معجم "تهذيب اللغة" للأزهري، وأسند إليه مجمع اللغة العربية الإشراف على طبع "المعجم الوسيط"، وحقق من كتب النحو واللغة كتاب سيبويه في خمسة أجزاء، وخزانة الأدب للبغدادي في ثلاثة عشر مجلدا، ومجالس ثعلب في جزأين، وأمالي الزجاجي، ومجالس العلماء للزجاجي أيضا، والاشتقاق لابن دريد.
وحقق من كتب الأدب والمختارات الشعرية: الأجمعيات، والمفضليات بالاشتراك مع العلامة أحمد شاكر، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي مع الأستاذ أحمد أمين، وشرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري، والمجلد الخامس عشر من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني.
وحقق من كتب التاريخ: جمهرة أنساب العرب لابن حزم، ووقعة صفين لنصر بن مزاحم، وكان من نتيجة معاناته وتجاربه في التعامل مع النصوص المخطوطة ونشرها، أن نشر كتابا في فن التحقيق بعنوان: "تحقيق النصوص ونشرها" سنة 1374هـ، فكان أول كتاب عربي في هذا الفن، يوضح مناهجه ويعالج مشكلاته، أما عن مؤلفاته فله: الأساليب الإنشائية في النحو العربي، والميسر والأزلام، والتراث العربي، وحول ديوان البحتري، وتحقيقات وتنبيهات في معجم لسان العرب، وقواعد الإملاء، وكناشة النوادر، ومعجم شواهد العربية، ومعجم مقيدات ابن خلكان.
وعمد إلى بعض الكتب الأصول فهذبها ويسرها، من ذلك: تهذيب سيرة ابن هشام، وتهذيب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، والألف المختارة من صحيح البخاري، كما صنع فهارس لمعجم تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري في مجلد ضخم.
وخلاصة القول: إن ما أخرجه للناس من آثار سواء أكانت من تحقيقه، أو من تأليفه تجاوزت 115 كتابا، وقد حصل عبد السلام هارون على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي سنة 1402هـ، وانتخبه مجلس مجمع اللغة العربية أمينا عاما له في 3 من ربيع الآخر 1404هـ، واختاره مجمع اللغة العربية الأردني عضو شرف به.
وإلى جانب نشاطه في عالم التحقيق كان الأستاذ عبد السلام هارون أستاذا جامعيا متمكنا، تعرفه الجامعات العربية أستاذا محاضرا ومشرفا ومناقشا لكثير من الرسائل العلمية التي تزيد عن 80 رسالة للماجستير والدكتوراه.
توفي عبد السلام هارون في 28 من شعبان 1408هـ وبعد وفاته أصدرت جامعة الكويت كتابا عنه بعنوان: الأستاذ عبد السلام هارون معلما ومؤلفا ومحققا.
خليل إبراهيم محمود الوزير (1935 - 16 إبريل 1988م) والمعروف بأبي جهاد.
ولد في بلدة الرملة بفلسطين، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948م مع أفراد عائلته.
درس في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية، فأقام فيها أقل من عام، وبعدها توجه إلى الكويت، وظل بها حتى عام 1963م.
وهناك تعرف على ياسر عرفات، وشارك معه في تأسيس حركة فتح.
في عام 1963م غادر الكويت إلى الجزائر حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح، وتولى مسؤولية ذلك المكتب.
وفي عام 1965م غادر الجزائر إلى دمشق، وأقام فيها مقر القيادة العسكرية، وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب 1967م وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى.
وتولى بعد ذلك المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح.
وقد تقلد العديد من المناصب، فكان أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة.
وفي 16 إبريل 1988م تم إنزال 20 عنصرا مدربا من الموساد من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة في تونس، وبعد مجيئه إلى بيته كانت اتصالات عملاء الموساد على الأرض تنقل الأخبار، فتوجهت هذه القوة الكبيرة إلى منزله، فقتلوا الحراس، وتوجهوا إلى غرفته، وأطلقوا عليه الرصاص، فاستقرت به سبعون رصاصة، وتوفي في نفس اللحظة.
معركة تحرير الفاو هي عملية عسكرية نفذها الجيش العراقي في 17 إبريل / نيسان 1988 خلال حرب الخليج الأولى؛ لإخراج الجيش الإيراني من شبه جزيرة الفاو بعد احتلال دام عامين.
شملت العملية العسكرية التي نفذها الجيش العراقي قبل شروق شمس يوم 17 إبريل 3 مراحل، استطاعت القوات العراقية من خلالها تحرير كامل شبه جزيرة الفاو في 35 ساعة، وتكبيد القوة الإيرانية خسائر كبيرة ما بين قتلى وأسرى، بالإضافة إلى الاستيلاء على معداته.
وكانت إيران قد حصنت الفاو بخنادق وحقول ألغام كما شقت القوات الإيرانية مجاري مائية؛ لمنع الدبابات والمركبات المجنزرة من الحركة بينها.
مثلت الفاو نقطة تحول لحرب الخليج، ودفعت هي وباقي الانتصارات التي حققها العراق بعد معركة الفاو آية الله الخميني، مرشد الثورة الإيرانية، في 5 يوليو 1988م، للإعلان عن قبول إيران وقف إطلاق النار، كما أنها منحت العراق منفذه المائي على البحر الذي حرم منه سنتين.
قمة الجزائر من 7 - 9 حزيران 1988م مبادرة من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد طالبت هذه القمة (غير العادية) بعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية، وكررت دعمها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وصدر عن المؤتمر بيان ختامي، ومن قراراته: - دعم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وتعزيز فعاليتها وضمان استمراريتها.
- المطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تحت إشراف الأمم المتحدة.
- تجديد التزام المؤتمر بتطبيق أحكام مقاطعة إسرائيل.
- إدانة السياسة الأمريكية المشجعة لإسرائيل في مواصلة عدوانها وانتهاكاتها.
- الوقوف إلى جانب لبنان في إزالة الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان.
- تجديد التضامن الكامل مع العراق، والوقوف معه في حربه ضد إيران.
- إدانة الاعتداء الأميركي على ليبيا، وتأييده لسيادة ليبيا على خليج سرت.
- إدانة الإرهاب الدولي، والممارسات العنصرية.
- الاهتمام بالانفراج الدولي في البدء بالنزع التدريجي للأسلحة النووية.