Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هو الإمام، الفقيه الحافظ، عالم الوقت، أبو عثمان ويقال: أبو عبد الرحمن ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ القرشي، التيمي مولاهم، المشهور بربيعة الرأي، من موالي آل المنكدر.

أحد أئمة الاجتهاد ومن أوعية العلم.

أدرك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم, وروى عن أنس بن مالك، وعن كثير من التابعين، كان بصيرا بالرأي، حتى لقب بهذا اللقب، عليه تفقه الإمام مالك، كان صاحب الفتوى في المدينة، وكان صاحب اجتهاد، كريما عابدا، أقدمه السفاح الأنبار ليوليه القضاء, فتوفي فيها, وقيل توفي بالمدينة, وطلبه المنصور للقضاء.

قال الإمام مالك: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة، قال: الشافعي، حدثنا سفيان: كنا إذا رأينا طالبا للحديث يغشى ثلاثة ضحكنا منه: ربيعة، ومحمد بن أبي بكر بن حزم، وجعفر بن محمد؛ لأنهم كانوا لا يتقنون الحديث.


هو الخليفة أبو العباس عبد الله السفاح بن محمد الإمام بن علي السجاد بن عبد الله الحبر بن العباس، القرشي الهاشمي أمير المؤمنين، وهو أول خلفاء العباسيين.

ولد السفاح سنة 105 بالحميمة ونشأ به وهي من أرض الشراة من أرض البلقاء بالشام.

كان السفاح شابا، مليحا، مهيبا، أبيض، طويلا، وقورا.

هرب أبو العباس مع أهله من جيش مروان الحمار، وأتوا الكوفة لما استفحل لهم الأمر بخراسان.

حتى طلب أخوه إبراهيم، فقتله مروان الحمار بحران، فانتقلوا إلى الكوفة، فآواهم أبو سلمة الخلال في سرب بداره.

بويع أبي العباس السفاح بالخلافة بعد مقتل أخيه إبراهيم في حياة مروان سنة ثنتين وثلاثين ومائة، توفي بالجدري بالأنبار، وكان عمره ثلاثا وثلاثين سنة.

وقيل: ثمانيا وعشرين سنة.

وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.


عقد السفاح عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس لأخيه أبي جعفر عبد الله بن محمد بالخلافة من بعده، وجعله ولي عهد المسلمين، ومن بعد أبي جعفر ولد أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي، وجعل العهد في ثوب وختمه بخاتمه وخواتيم أهل بيته، ودفعه إلى عيسى بن موسى.

فلما توفي السفاح كان أبو جعفر بمكة، فأخذ البيعة لأبي جعفر عيسى بن موسى، وكتب إليه يعلمه وفاة السفاح والبيعة له بعد أن دامت خلافة السفاح أربع سنين.


ثورة رشيد عالي الكيلاني هي سلسلة الأحداث الدستورية التي تصاعدت بسبب تضارب مدارس الحكم الملكي في العراق وتياراته ما بين التيار الوطني الثوري التحرري، والتيار الليبرالي الميال لممالأة الإنجليز، في وقت كان العراق يمثل زعامة ومدرسة سياسية يعتد بها في المنطقة العربية، فلما تفاقمت الأمور في الحكومة العراقية وتأزمت بسبب موقف العراق من الحرب العالمية الثانية وموقفها من الدول المتحاربة، وكذلك بسبب رفض إنجلترا تسليح العراق، شعرت إنجلترا بما يساور نفوس العراقيين وما يختلجها من الاستياء من سياستها في العراق، وكرههم للحكومة العراقية الموالية للمحتل ودورانها في فلكها، فأرادت بريطانيا أن تخفف من وطأة هذه الكراهية عليها وعلى أعوانها، ورأت أن تسلم الحكم للمعارضة، وقد برز بين رجال المعارضة رشيد عالي الكيلاني -المعروف بوطنيته وعدم ارتياحه للإنجليز- وأن تعمل ما في وسعها ليدور في فلكها، وربما يحدث هذا فيما إذا قربه أعوانها، وأظهرت رضاها عن ذلك، ولما لم تستطع تنفيذ خططها بجلبه إلى دائرة سياستها أبرزت كيفية تسلم الكيلاني الحكم، وأنه قد تم عن ترشيح أصدقائها.

وتبعا لهذا فقد رشحه نوري السعيد والوصي معا لتسلم السلطة، غير أن رشيد الكيلاني لم يعتمد على هذا الترشيح، وإنما كان يرتكز على قاعدة قوية؛ فالشعب يدعمه، والجيش يؤيده، وإضافة إلى هذا فقد أخذ تعهدا من رجال السياسة سواء الذين يناوئونه؛ أمثال نوري السعيد، وتوفيق السويدي، وعلي جودت الأيوبي، وجميل المدفعي، أم الذين يؤيدونه؛ أمثال ناجي شوكت، وناجي السويدي.

ورفع هذا التعهد إلى الوصي فأيده، وبذا كانت الأرض التي يقف عليها رشيد عالي الكيلاني صلبة، وخاب فأل إنجلترا من كل النواحي؛ فمن ناحية ابتهج الشعب به، وضمن سلامة الخط، فأبدى الكيلاني معارضته للسياسة البريطانية، وأخذ يصرح بذلك، ومن ناحية ثانية لم تستطع إنجلترا جر رشيد عالي الكيلاني إلى سياستها، بل أبدى قوة في الشخصية، وأظهر استقلاليته؛ حيث رفض قطع العلاقة مع إيطاليا التي أعلنت الحرب ضد إنجلترا وفرنسا، وهذا ما أغضب إنجلترا أشد الغضب؛ إذ أحست أن العراق ليست تحت نفوذها، ولا تسير برأيها، غير أنه من الجانب الآخر قد ألهب هذا التصرف الشعب في العراق حماسة لموقف حكومته، وهذا ما زاده معارضة للسياسة الإنجليزية.

وانهارت فرنسا أمام الألمان، فطار الشعب فرحا ليس حبا بالألمان، ولكن كرها لفرنسا ولسياستها الاستعمارية، وفي الواقع فقد زادت الدعاية لدول المحور في العراق رغبة في هزيمة الحلفاء، ولم تقصر المفوضية الإيطالية بذلك، وحتى توقعت إنجلترا أن تستأنف العراق علاقتها مع ألمانيا، وهذا ما خشيته أشد الخشية، واستشاطت إنجلترا غضبا وأخذت تعمل للتخلص من حكومة رشيد عالي الكيلاني، وكان لها ما أرادت؛ إذ أوعزت إنجلترا لأعوانها بالانسحاب من الوزارة، فكان عليها أن تستقيل وتفسح المجال لحكومة جديدة وأرادت إنجلترا أن تخرج من المأزق الذي وقعت فيه بتسليم رشيد الكيلاني الحكم، وأرادت أن تخرج من المأزق بهدوء ولا تعطي السلطة لأحد أعوانها؛ فقد يؤدى إلى مظاهرات وربما تندلع ثورة، وبمجرد أن طلب الوصي من الكيلاني أن يقدم استقالة حكومته حتى اهتز الوضع وتحرك الجيش وقامت مظاهرات تطالب بتحقيق رأي الكيلاني بحل المجلس النيابي، وإجراء انتخابات جديدة، وتشكلت وزارة طه الهاشمي، وهو قريب من المعارضة، وفي الخامس من ربيع الأول 1360هـ اجتمع في معسكر الرشيد رشيد علي الكيلاني: رئيس الحكومة، واللواء أمين زكي: رئيس الأركان، وبعض الضباط، وأعلنوا الاستنفار بالمعسكر وقرروا القيام بانقلاب إذا رفضت حكومة طه الهاشمي الاستقالة، وهي الحكومة التي ترضى عنها بريطانيا ويؤيدها الوصي على الملك عبد الإله بن علي، ثم طلبوا منه التفاهم مع الكيلاني لتشكيل وزارة جديدة، فأبى ثم أجبر على الاستقالة، ولما أعلم الوصي بذلك هرب متسللا ودعا طه أعضاء وزارته للاجتماع به، وكان الجيش قد دخل المدينة وسيطر على المداخل الرئيسة وحاصر قصر الوصي الذي هرب منه، ثم في صباح 6 من ربيع الأول ذهب رشيد الكيلاني إلى دار طه لإقناعه بالانضمام لحركتهم فوجدوا الوزارة ما زالت مجتمعة، فجرى نقاش حاد ثم اجتمع الرأي على إبقاء الوزارة في الحكم، وألا يتدخل الجيش في السياسة، ويتعهد المدنيون والعسكريون على السواء بأن يقبلوا بما يتم الاتفاق عليه، ويطلب من الوصي العودة للعاصمة، الذي كان قد انتقل إلى البصرة، ثم عاد رشيد الكيلاني والضباط فسحبوا الثقة من حكومة طه، وقرر الجيش تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الحرجة, وقام رشيد باستدعاء المستشار الإنجليزي بوزارة الداخلية، وأعلمه أن حكومة طه الهاشمي استقالت والوصي غائب، وبذلك فالجيش هو مصدر السلطة، وقد أوكل الجيش لرشيد الأمر وهرب الوصي ومن معه إلى فلسطين، وتم عزل الوصي عبد الإله، وتعيين وصي جديد هو الشريف شرف الذي قبل استقالة حكومة طه الهاشمي، وسر الشعب بحركة رشيد عالي الكيلاني، وأما إنجلترا فقد عدت هذا عملا غير مشروع فقررت التخلص من حركته بالقوة، فطلبت من الهند إرسال قوات فنزلت رغم أنف الحكومة الجديدة، وحاصر الجيش العراقي قاعدة الحبانية الجوية، وفي 5 ربيع ثاني وزعت السفارة البريطانية منشورا تتهم فيه الكيلاني وقادة الجيش أنهم باعوا أنفسهم للألمان والطليان، وأنها خولت سفيرها اتخاذ ما يراه مناسبا، وفي الغد صباح 6 ربيع الثاني بدأ الهجوم الجوي الإنجليزي وضرب المواقع العراقية وقصفت معسكر الرشيد، وأعلن المفتي الفلسطيني الجهاد، وجاءت قوات ألمانية تعين العراقيين بحكم عدائها لبريطانيا ضمن الحرب العالمية الثانية إلا أن قصفها ليس جادا بالنسبة لما عرف عن السلاح الجوي الألماني، ثم تدخلت قوات برية إنجليزية من الأردن، فقام رشيد الكيلاني بتشكيل لجنة الأمن الداخلي واتصل بالسياسيين لوقف القتال، وفي 6 جمادى الأولى رحل رشيد الكيلاني ومفتي فلسطين وغيرهم إلى طهران، وفي 7 جمادى الأولى وافق أمين العاصمة أرشد العمري على شروط هدنة قاسية على العراقيين؛ لأنهم لم يعودوا قادرين على مقاومة الإنجليز، فلم يكن لهم خيار غير القبول بالهدنة، وعاد الوصي عبد الإله ونوري السعيد ومن معهما من أعوان الإنجليز إلى بغداد على متن طائرة بريطانية، وبهذا انتهت حركة رشيد عالي الكيلاني التي تعلقت بها آمال العراقيين في التخلص من الاستعمار البريطاني بمساعدة أعداء بريطانيا المتمثل في الألمان والطليان.


خرجت اليابان من هذه الحرب بملايين القتلى والجرحى من شعبها، واقتصاد مدمر كليا، وسيطرة كاملة على أراضيها من قبل القوات الأمريكية؛ فمن هو المسؤول عن إشراك اليابان في هذه الحرب المدمرة، وتعرض الشعب إلى الكوارث بسببها؟ يرى البعض أن الإمبراطور هيروهيتو غير مسؤول؛ لأن الحكومة والجيش الياباني ذا التوجهات القومية المتطرفة والنزعة التوسعية يعملون خلال السنوات الأخيرة منذ عهد الإمبراطور السابق يوشيهيتوا على إحكام سيطرتهم على مقدرات البلاد، وأنه بعد وفاته واعتلاء ابنه هيروهيتو العرش لم ترغب الحكومة ولا الجيش في إعادة السلطات والامتيازات التي حصلوا عليها خلال سنوات حكم أبيه الأخيرة لهيروهيتو؛ ليحكموا باسمه أمام الشعب الياباني.

بالإضافة إلى أن الإمبراطور هيروهيتو كان يبدي معارضته وامتعاضه منذ بداية تنفيذ قادة الجيش والحكومة اليابانية لخطتهم التوسعية في قارة آسيا وغزوهم الصين والمذابح التي ارتكبوها هناك قبل الحرب الثانية، وحاول حث الحكومة اليابانية على حل خلافاتها مع الحكومة الأمريكية عن طريق الحوار؛ لأنه كان يريد السلام، لكنهم لم يصغوا إليه ولا لتوسلاته.

بينما يرى البعض الآخر أن الإمبراطور هيروهيتو هو سبب رئيس في دخول بلاده الحرب؛ ولذا كان من الواجب أن يحاكم دوليا لدوره في الحرب؛ فقد حضر جميع الاجتماعات الخاصة بحكومته وقادة جيشه، وأنه كان يناقش ويحاور، وكان لا يوقع على أي مرسوم أو قرار حتى يفهمه ويعرف الغرض منه، كما أن أحد أفراد العائلة المالكة ومن المقربين إلى الإمبراطور ناشده هو وبعض مستشاري الإمبراطور في السنة الأخيرة من الحرب بوقف الحرب والدخول في محادثات مع الحلفاء، فرفض مشيرا إلى أنه اجتمع مع قواد جيشه وأمرهم بفعل كل ما يستطيعون لتحقيق بعض الانتصارات السريعة على القوات الأمريكية؛ لحفظ ماء وجه الإمبراطورية، وأنه في الشهور الأخيرة من الحرب أمر بالتعبئة الشعبية العامة؛ وذلك لإيجاد دروع بشرية تواجه أي إنزال بحري محتمل لقوات الحلفاء على السواحل اليابانية؛ حيث أدى هذا التعنت في إيقاف الحرب إلى فقد مليون ونصف مليون ياباني حياتهم خاصة بعد إلقاء قنبلتي هيروشيما وناجازاكي، وأما السبب في عدم محاكمة الإمبراطور هيروهيتو كمجرم حرب مثل بعض المسؤولين في الحكومة والجيش الياباني فهو أنه بعد إعلان اليابان استسلامها ودخول طلائع قوات التحالف إلى الأراضي اليابانية، خشي قائد تلك القوات والمفوض بإدارة اليابان الجنرال الأمريكي دوغلاس مكارثر أن يواجه هو وقواته مقاومة عنيفة من الشعب الياباني خاصة مع ورود تقارير تفيد بأن مجموعات كبيرة من السكان تنوى القيام بعمليات انتحارية ضد قوات التحالف إذا دخلت مدنهم وقراهم؛ لذلك عقد مكارثر اتفاقا مع الإمبراطور هيروهيتو ينص على منح الإمبراطور هيروهيتو حصانة من أن يحاكم كمجرم حرب أمام أي محكمة دولية، وأعطاه وعدا بأن تقوم الولايات المتحدة بمساعدته في إعادة إعمار اليابان شريطة أن يدعم وجود القوات الأجنبية في بلاده، فتم الاتفاق وسارت الأمور كما أراد مكارثر، وقام الأمريكيون وحلفاؤهم بحملة دعائية ترويجية عالمية تبين أن هيروهيتو لم يكن له يد فيما قام به الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية من غزو ومذابح، وكان مغلوبا على أمره أمام السيطرة الكلية لقادة جيشه وأعضاء حكومته المتشددة.


كانت إيران قد وقفت في الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا ضد الحلفاء الذين طالبوا إيران بتسليم الألمان الموجودين في إيران، وفي 15 شعبان 1360هـ / 6 أيلول 1941م عاد الحلفاء فطلبوا من إيران طرد البعثات السياسية لدول المحور، وفي 23 شعبان / 14 أيلول طلبت بريطانيا وروسيا من الشاه رضا بهلوي التنازل عن العرش لولي عهده محمد رضا، وإعلان الحرب على ألمانيا وبقية دول المحور، فرفض فأجبره الحلفاء على التنازل؛ ففي 25 شعبان / 16 أيلول تنازل الشاه لابنه عن الحكم، وقرأ محمد علي فروغي رئيس الوزراء وثيقة التنازل للمجلس، وترك رضا شاه طهران إلى أصفهان، ثم انتقل إلى جزيرة موريشيوس وفرضت عليه الإقامة الجبرية هناك، ثم نقل إلى جوهانسبرغ جنوبي إفريقيا حتى توفي فيها، وبعد عدة سنوات نقل رفاته إلى طهران، أما ابنه فتوج في نفس اليوم الذي تنازل له فيه والده عن الحكم، وتوج شاها على إيران وأدى اليمين الدستورية، وتعهد أمام المجلس بحفظ سيادة إيران، وصيانة حقوق الشعب، واحترام الدين الإسلامي، ورعاية الدستور والقوانين.


دخلت اليابان الحرب العالمية الثانية إلى جانب دول المحور تتزعمهم ألمانيا النازية واستطاعت اليابان القيام بحروب خاطفة باحتلال جنوب شرقي آسيا، وكان من بين ما احتلته: جزيرة بورنيو (أندونيسيا)، وشبه جزيرة الملايو (ماليزيا) بعد حملة دامت أكثر من شهرين، وذلك في 20 ذي القعدة 1360هـ / 8 ديسمبر 1941م، كما استولت على سنغافورة معقل القوات البريطانية في المنطقة، ووضعت البلاد تحت الإدارة العسكرية اليابانية، فعينت رؤساء يابانيين مهمتهم الإشراف، ولم يكن اليابانيون أرحم من غيرهم؛ فالكفر ملة واحدة، وحقده على الإسلام وأهله، ولكن الأمر لم يدم طويلا؛ فبعد الانتهاء من الحرب وهزيمة اليابان ودول المحور عادت بريطانيا إلى البلاد التي كانت فيها وخرج اليابانيون.


بعد أن عاد هيلا سيلاسي إلى الحكم في عام 1361 / 1942م وبعد أن أتم استئناف برامجه لتنصير المسلمين، جاءت الهيئات التنصيرية السويدية بإيعاز منه إلى منطقة القراقي الإسلامية، والتي لا يوجد فيها نصراني واحد، أو يهودي أو وثني، فهب شيخ المقاطعة عبد السلام يطالب عن طريق القانون منع دخول المنصرين إلى هذه المقاطعة الإسلامية؛ تجنبا لما يحدث من أضرار للمنصرين، فاتهمته السلطات بأنه يبيت العدوان على المنصرين، فاعتقلته وزجته في السجن، فاحتشد المسلمون في تلك المقاطعة أمام بيت الحاكم الأمهري، وطلبوا الإفراج عن الشيخ عبد السلام، فأخذ الجنود بضرب المسلمين، ثم تلاه إطلاق النار الذي خلف عشرات القتلى، وأعلن عن موت الشيخ بالسجن، فانتقم الأهالي بإحراق مراكز التنصير، فقام الإمبراطور هيلا سيلاسي بمنح أراضيهم الزراعية للمنصرين، وشرد من نجا من رصاص جنوده، وأصبحت القرية ملكا للنصارى بكاملها بعد أن كانت للمسلمين بأكملها!


احتلت إيطاليا الحبشة عام 1354هـ / 1935م رغم معارضة الأمم المتحدة وفرض العقوبات الاقتصادية، ثم لما قامت الحرب العالمية الثانية قامت الثورات في الحبشة ضد الطليان بتحريض من البريطانيين وباقي الحلفاء، وزحفت القوات البريطانية من السودان إلى الحبشة، وخرج الطليان من البلاد ودخل الإنجليز أديس أبابا عام 1360هـ / 1941م، وأعيد الإمبراطور هيلا سيلاسي من منفاه في العام نفسه، وبعد أن استسلمت آخر الحاميات الإيطالية في غوندار عام 1361هـ / 1942م أعلنت الحبشة الحرب على دول المحور، ووقفت بجانب الحلفاء، وانتهت الحرب، وفصلت الأمم المتحدة التي تشكلت بعد الحرب بين الحبشة وأريتريا، فعادت الحبشة دولة مستقلة، وهكذا لم تخضع الحبشة للاستعمار إلا لمدة سبع سنوات، بخلاف ما حدث لبقية الدول الأوربية وما ذلك إلا لنصرانيتها.


أثناء إقامة المفتي الحاج أمين الحسيني في ألمانيا بعد فراره من الإنجليز أيام الحرب العالمية الثانية سمع بالمآسي التي حلت بالشعب البوسني المسلم عندما تصارعت عليه القوميتان الكرواتية والصربية؛ حيث اجتمع بزعماء بوسنة وهرسك، وبعد البحث معهم ومع قيادة القوات الألمانية في كيفية المحافظة على حياة البشناق ومنع وقوع المذابح فيهم، وافقت الحكومة الألمانية على تجنيد الشبان منهم وتسليحهم للدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم، كذلك اتفق المفتي مع السلطات الألمانية على إنشاء معهد للأئمة لتوزيعهم على وحدات الفرق البوسنية الذين زاد عددهم عن 100 ألف مقاتل، وقد أنشأ المعهد واختير له عدد من علماء البشناق؛ لتوجيه أولئك الأئمة، وأنشأ المفتي كذلك بالاتفاق مع الألمان معهدا آخر في (دردسن)؛ لتخريج الأئمة الأذربيجانيين والقوقازيين وغيرهم، وبذلك زاد عدد المجندين في بلاد المحور من عرب وبوسنيين وأذربيجانيين وغيرهم على مائتي ألف مقاتل، استطاعوا أن يمنعوا المجازر عنهم وعن جميع مسلمي البلقان وشرق أوروبا.


في منتصف محرم - 1 فبراير قامت مظاهرات تطالب بإسقاط الحكومة بعد أن ظهر أنها توالي الإنجليز، وصادف ذلك هوى في نفس فاروق الملك، فأقال الحكومة، وكلف علي ماهر بتشكيل وزارة جديدة، واستمرت المظاهرات، وفي 17 محرم اتصل السفير الإنجليزي مايلز لامبسون بالملك فاروق، وأخبره أن الحكومة البريطانية تصر على تغيير الوزارة القديمة، وتشكيل حكومة وفدية برئاسة مصطفى النحاس، واجتمع الملك بالشخصيات السياسية، وبينها مصطفى ماهر، وفي صبيحة يوم الثامن عشر سلم السفير الإنجليزي لمكتب أحمد حسنين رئيس الديوان الملكي إنذارا إنجليزيا خطيرا، وينص: إذا لم أسمع قبل الساعة السادسة مساء هذا اليوم أن مصطفى النحاس قد دعي لتشكيل الوزارة فإن جلالة الملك فاروق يجب أن يتحمل ما يترتب على ذلك من نتائج، فاجتمع الملك ثانية بزعماء مصر السياسيين، وقرأ عليهم الخطاب الذي أشعرهم بالإهانة جميعا، فقرروا إرسال احتجاج للسفير ووقعوه جميعا، وأجمعوا على تشكيل وزارة وطنية برئاسة مصطفى النحاس الذي أصر أن تكون وفدية خالصة (يعني: كلهم من حزب الوفد) وهذا ما تريده إنجلترا؛ لثقتها بالنحاس كما كانت تثق قبله بسعد زغلول فهي تتظاهر في الظاهر بمخالفتهم ليكبروا في أعين الشعب ويصبحوا أبطالا قوميين!! وفي الشدة تستعين بهم للاستفادة من زعامتهم، ورفض السفير ذلك الاحتجاج وأخطر رئيس الديوان الملكي أنه سيزور الملك بنفسه في التاسعة مساء، وقبل نصف ساعة من الموعد تحركت دبابات بريطانيا وطوقت قصر عابدين والزعماء ما يزالون مجتمعين فيه، وجاء السفير ودخل كأنه ملك العالم لا كأنه سفير دولة، دخل متغطرسا فوثب الجميع وقوفا وسلموا عليه، فجلس، وخير الملك فاروق بين أمرين لا ثالث لهما إما التوقيع على وثيقة تنازله عن العرش، وإما التوقيع على تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الوزارة فورا، فاختار الملك الخيار الثاني فشكلها من أعضاء حزب الوفد، وأرسل مصطفى النحاس خطاب شكر للسفير الذي بادله برسالة مماثلة!! وبعد تأليف الوزارة في اليوم نفسه ذهب السفير وهنأ النحاس بين هتافات أفراد حزب الوفد بحياة بريطانيا!!


بعد أن أجبر الإنجليز رضا شاه بهلوي بالتنازل عن الحكم لابنه محمد بسبب ميوله للألمان عقدت معاهدة ثلاثية بين إيران وبريطانيا وروسيا في 12 محرم / 29 يناير اعترفت بريطانيا وروسيا فيها بوحدة الأراضي الإيرانية واستقلالها وسيادتها، وتعهدت الدولتان بالدفاع عن إيران ضد أي اعتداء، كما احتفظتا بما تراه ضروريا من قوات برية وبحرية وجوية على أرض إيران، وتعهدتا بسحب قواتهما خلال ستة أشهر بعد انتهاء الحرب مع ألمانيا، ولكن المعاهدة كانت في الواقع عبارة عن إطلاق يد كل من هاتين الدولتين في إيران وسياستها.


شنت القوات الألمانية بقيادة المارشال إيروين روميل (رومل ثعلب الصحراء) هجوما كاسحا على مدينة طبرق الليبية التي كانت قد سقطت في أيدي القوات البريطانية في وقت سابق.

لم يكن البريطانيون يتصورون أن يفكر الألمان في مهاجمة مدينة طبرق التي تتميز بموقع استراتيجي؛ حيث يسهل الدفاع عنها بسبب وقوعها على قمة هضبة مرتفعة تجعل من الهجوم عليها مهمة صعبة.

وقد لعبت خطة روميل دورا مهما في ترسيخ هذا الاعتقاد لدى البريطانيين عندما جعل قواته تتمركز بصورة تعطي انطباعا بأنه يعتزم المرور حول طبرق وتجاوزها دون محاولة اقتحامها، حتى يفاجئ البريطانيين بهجومه الكاسح.


بعد فشل حركة رشيد عالي الكيلاني في العراق بمناهضة الاحتلال الإنجليزي هرب إلى إيران، فلما دخلتها الجيوش البريطانية والروسية فر إلى تركيا، والتقى هناك بعدد من الزعماء العرب الذين طالبوه بالعمل السريع من أجل العرب، وحرر المجتمعون وثيقة تتضمن اعتراف الحكومة الألمانية بأنه رئيس وزراء العراق لتكون لمحادثاته صفة رسمية، وأن يحصل على تصريح رسمي من الحكومتين الإيطالية والألمانية باحترام استقلال الدول العربية المستقلة، وتأييد استقلال البلدان الواقعة تحت سيطرة الاستعمار البريطاني والفرنسي، ومنها فلسطين، ونسف وعد بلفور، كما عليه العمل على الحصول على تصريح رسمي من دول المحور لاحترام اتحاد البلدان العربية الذي سيعملون على تنفيذه بعد الحرب.

وقابل الكيلاني وزير الخارجية الألمانية، كما قابل هتلر، وسافر الكيلاني ومفتي فلسطين إلى إيطاليا، وقابلا وزير الخارجية (تشيان) وموسوليني والملك.

بعد هزيمة ألمانيا اتجه رشيد الكيلاني إلى سويسرا غير أنها رفضت دخوله، فاتجه إلى بلجيكا، ثم فرنسا، ومن مرسيليا هرب إلى بيروت، ومنها إلى دمشق، ومن دمشق سار إلى الرياض حيث حصل على حق اللجوء السياسي، ورفض الملك عبد العزيز تسليمه إلى العراق رغم ضغط إنجلترا الشديد، ثم انتقل الكيلاني إلى مصر، ومنح حق اللجوء السياسي، وبقي فيها حتى قضي على العهد الملكي في العراق في 37 ذي الحجة 1377هـ 14 تموز 1958م وأعلن النظام الجمهوري، فانتقل الى العراق حيث استقبل استقبال الأبطال، ما أزعج السفير الإنجليزي الذي طلب من عبد الكريم قاسم قتله بأي ثمن، وأشيع أن الكيلاني يدبر انقلابا للإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم، فألقي القبض عليه، وقدم للمحكمة التي قضت بقتله شنقا بتهمة العمل لتغيير نظام الحكم لصالح الجمهورية العربية المتحدة، ولم ينفذ فيه حكم القتل، ولكن بقي في السجن، ثم أفرج عنه يوم 1 صفر 1381هـ 14 تموز 1961م، فسافر إلى بيروت، ومنها إلى القاهرة، وبعد زوال حكم عبد الكريم قاسم في 15 رمضان 1383هـ 8 شباط 1963م رجع إلى بغداد، ومنها انتقل إلى بيروت، وبقي فيها إلى أن توفي عام 1385ه


معركة العلمين الثانية هي المعركة التي وقعت في العلمين التي تبعد 90 كيلومترا عن الإسكندرية، وكانت بين القوات الألمانية والإيطالية بقياده إرفين رومل، وبين القوات البريطانية بقيادة برنارد مونتغمري، وتعد هذه المعركة من أهم معارك التحول في الحرب العالمية الثانية، كما أنها كانت من أهم معارك الدبابات على مدار التاريخ، وبعد انتصار القوات الألمانية في معارك الصحراء، وكان الفرق بين قوات الجانبين يتمثل في: 1/ عدد الجنود: 195,000 جندي بريطاني ومن الحلفاء، مقابل 104,000 جندي من قوات المحور.

2/ الدبابات: 1029 دبابة للبريطانيين مقابل 489 للمحور.

3/ المدافع: 2311 مدفعا للبريطانيين مقابل 1219 للمحور.

4/ الطائرات: 750 طائرة للبريطانيين مقابل 675 للمحور.

إضافة إلى ذلك كان طريق الإمدادات قصيرا بالنسبة للبريطانيين؛ حيث يبعد ميناء الإسكندرية حوالي 110 كم عن الجبهة، ويبعد ميناء السويس حوالي 345 كم عن الجبهة.

أما بالنسبة للمحور فإن أقرب ميناء وهو طبرق يبعد أكثر من 590 كم عن الجبهة، كما يبعد ميناء بنغازي أكثر من 1050 كم، ويبعد ميناء طرابلس أكثر من 2100 كم.

فضلا على أن طريق الإمدادات بالنسبة لقوات المحور يتعرض للغارات من جزيرة مالطا، ومن الفدائيين في الصحراء, وأدى النقص الكبير في الوقود عند الألمان بسب إغراق البريطانيين لحاملة النفط الإيطالية إلى شلل في حركة تقدم الدبابات، فاستطاعت القوات البريطانية طرد الألمان إلى ليبيا، ثم من كل أفريقيا وصولا إلى مالطة.

وهذه المعركة هي التي شهدت بداية الخسائر التي ألحقت بالألمان، التي خسر فيها الألمان المئات من الدبابات، بالإضافة إلى آليات أخرى وعتاد وذخائر، وكان من الأسباب التي أدت لخسارة الألمان نجاح البريطانيين في فك شفرة الاتصالات الألمانية، وهو خلل في القيادة الألمانية التي ظلت تحارب 6 سنوات بدون تغيير شفرة الإرسال التي اعتقدوا أنها معقدة وغير قابلة للكشف.

وأصبح الحلفاء في ميدان المعركة على علم بكل التحركات الألمانية قبل حدوثها، وهو ما ساعد مونتغمري على اكتشاف خطة رومل قبل بدء المعركة.


اتجه النضال في طرابلس نحو العمل السياسي والمطالبة بوحدة أراضيه والاستقلال، فأنشئ النادي السياسي الأول عام 1362هـ / 1943م في مدينة طرابلس، وافتتح فروعا له في النواحي.

وازداد نفوذ النادي حتى تمكن بعد عامين من تنظيم مظاهرة كبرى أزالت اللافتات الفاشية من الشوارع.

وتقدم بعض الذين سبق لهم التعاون مع الإيطاليين بعرائض طالبوا فيها بوصاية بريطانية.

ونشأ كرد فعل لهذه الحركة الحزب الوطني عام 1364هـ/ 1945م برئاسة (علي بن حسن الفقيه، وسالم بن منتصف.

ونشر الحزب الوطني ميثاقه في أول شعبان 1364هـ /1944م دعا فيه إلى مقاومة عودة إيطالية، والعمل على إلغاء القوانين الإيطالية، ومنع هجرة الإيطاليين إلى طرابلس.

وعلى الرغم من أهداف الحزب المعتدلة فإن الإدارة العسكرية البريطانية لم تعترف به إلا في عام 1365 وضاق بعض الأعضاء وعلى رأسهم رئيس الحزب باعتدال الحزب، فانشقوا وشكلوا في الكتلة الوطنية الحرة، وأرادت الإدارة العسكرية البريطانية إضعاف هذين الحزبين، فشكلت في 10 مايو حزبا ثالثا من المتعاونين أيام الاحتلال مع الإيطاليين برئاسة سالم المنتصف، وعضوية الشيخ محمد أبو الإسعاد مفتي طرابلس في العهد الإيطالي، وسمي الحزب بالجبهة الوطنية المتحدة، وأعضاء الجبهة ينتمون إلى أسر كبيرة عرفوا بتعاونهم مع السلطات الإيطالية.

وانشق عن الكتلة الوطنية الحرة ثلاثة أعضاء وشكلوا في 16 ديسمبر 1365 حزب الاتحاد المصري الطرابلسي برئاسة علي رجب الذي دعا إلى الاتحاد مع مصر.

كذلك ألف العمال حزبا في شوال 1366هـ، وشكل صادق بن زارع وكيل الحزب الوطني حزب الأحرار في الأول من جمادى الأول 1367هـ!!


عقد مؤتمر الحلفاء بعد انتصارهم على دول المحور في الحرب العالمية الثانية بحضور الرئيس الأمريكي فرانكلن وروزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل، ومثل فرنسا الحرة الجنرال شارل ديغول، واعتذر عن الحضور رئيس الوزراء الروسي جوزيف ستالين؛ لانشغاله بمتابعة القتال الدائر في ستالينغراد.

انعقد المؤتمر في فندق أنفا بمدينة الدار البيضاء بالمغرب؛ بهدف رسم الاستراتيجية الأوروبية للحلفاء بعد الحرب، وقد أسفرت المفاوضات عن "إعلان الدار البيضاء" المتمثل في مبدأ الاستسلام غير المشروط من قبل دول المحور.


كانت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي، وبعد سنة من بدء الحرب العالمية الثانية بدأت الحرب بين إيطاليا وإنجلترا في ليبيا ومصر؛ حيث كانت مصر تحت احتلال إنجلترا، وكانت الحرب سجالا، حتى استطاعت إنجلترا ومعها حلفاؤها من القوات أن تدخل طرابلس الغرب في تاريخ 17 محرم 1362هـ / 23 يناير وانسحب الإيطاليون بعد أسبوعين، واستمر تراجع دول المحور المقابلين لدول الحلفاء، فأصبحت ليبيا تحت النفوذ الإنجليزي التابع لدول الحلفاء، وبينما كانت القوات الإنجليزية تتقدم، وتنهار في نفس الوقت المقاومة الألمانية الإيطالية كانت القوات الفرنسية تتقدم من الجنوب، وقد احتلت فران فأصبحت ليبيا تحت دولتين من دول التحالف، وأقامت فرنسا حكما عسكريا في فران، كما حصلت أمريكا على قواعد جوية فيها، ثم فصلت إنجلترا بين برقة وطرابلس وميزت في الحكم بينهما.


استطاع الحلفاء أن يستولوا على مدينة قفصة التونسية، وذلك بعد طرد القوات الألمانية منها أثناء الحرب العالمية الثانية.


لما اندلعت الحرب العالمية الثانية لم تلبث فرنسا كثيرا حتى انهارت أمام ألمانيا وقامت حكومة فيشي برئاسة الجنرال بيتان الذي وقع الهدنة مع الألمان، وكان مواليا لهم، وتبعت المغرب حكومة فيشي، إلا أن السلطان كان بجانب ألمانيا كرها لدول الحلفاء، ثم استطاعت قوات الحلفاء أن تنزل بالمغرب في 11 ذي القعدة 1362هـ / 8 نوفمبر وخرج منها أتباع حكومة فيشي، علما أن أسبانيا خلال هذه الفترة احتلت طنجة وسمحت للألمان بالتدريب في المنطقة المراكشية الخاضعة لنفوذها، وقامت مظاهرات تطالب الحكومة باحتلال المحمية الفرنسية من مراكش.


نشأ حزب الاستقلال مع انطلاق الحركة الوطنية التي سعت للتحرر من الهيمنة الأجنبية، واستعادة السيادة المغربية.

فقام الحزب بتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال والديمقراطية يوم 11 يناير 1944، ومن هذا التاريخ أصبح الحزب الوطني يحمل اسم حزب الاستقلال.

وفي 28 يناير تمت حملة اعتقالات في صفوف مسيري الحزب وقادته وفي مقدمتهم الأمين العام أحمد بلفريج؛ حيث نفي إلى جزيرة كورسيكا، فعمت البلاد موجة من الإضرابات وسقط عدد من القتلى، وخاصة في فاس والرباط وسلا.

كما قدم عدد من المعتقلين إلى محكمة عسكرية بتهمة المساس بالأمن العام، ونفذ الحكم فيهم بالقتل.

واستمرت سنوات القمع حتى ربيع سنة 1946م حيث تم الإفراج عن المعتقلين كالزعيم علال الفاسي من المنفى بالغابون، وأحمد بلفريج من كورسيكا، وبقية القيادة الاستقلالية، وسمح بإنشاء بعض الصحف تحت الرقابة.


بعد أن خرجت حكومة فيشي من المغرب أخذت الحركة الوطنية بنشاطها من جديد؛ حيث نشأ حزب الاستقلال في 1363هـ / 27 ديسمبر 1943م وحل محل الحزب الوطني ونال تأييدا شعبيا واسعا، ثم التقت الأحزاب المغربية واتخذت ميثاقا تضمن أهداف الشعب المغربي، وفوضوا حزب الاستقلال بتقديم المطالب للملك، وإلى المقيم الفرنسي العام ومتابعة مراحل المطالبة بالاستقلال، وكانت أهم بنود الميثاق: المطالبة بالاستقلال التام، ووحدة الأراضي المغربية، وإقرار الملكية الدستورية كنظام للحكم، وغيرها من البنود، وقدم الحزب الوثيقة للملك وللحاكم الفرنسي العام، فأيدها الملك، وأما الحاكم الفرنسي فكان رده القبض على زعماء الحزب ونفيهم إلى الجنوب، ووقعت أحداث دامية وامتلأت السجون.


هو إروين روميل (إرفين رومل) ولد في 15 نوفمبر عام 1891، في هايدنهايم بألمانيا، يطلق عليه الألمان "مارشال الشعب" أو "ثعلب الصحراء" كان روميل واحدا من جنرالات هتلر الأكثر نجاحا، وواحدا من القادة العسكريين الأكثر شعبية في ألمانيا، انضم روميل إلى قوات المشاة الألمانية في عام 1910م، وحارب كملازم أول في الحرب العالمية الأولى، وفي شهر فبراير عام 1940 تم تعيين روميل قائدا لفرقة بانزر السابعة، وفي العام التالي عين قائدا للقوات الألمانية في شمال أفريقيا؛ فقد أدت خسائر الإيطاليين أمام البريطانيين في شمال أفريقيا قيام هتلر بإرسال روميل إلى ليبيا، حيث حاصر ميناء مدينة طبرق حتى فتحها في يونيو 1942م بعد معركة غزالة، فمنحه هتلر رتبة مشير، وفي خريف عام 1942 استعادت القوات البريطانية السيطرة على طبرق بعد معركة العلمين الثانية التي وقعت بالقرب من مدينة العلمين المصرية.

ومع خسارة روميل في العلمين تم استدعاؤه إلى أوروبا للإشراف على الدفاع عن ساحل المحيط الأطلسي إلى أن توفي هناك.

تمتع روميل بسلسة متصلة من الانتصارات، وبسبب هجماته المفاجئة على العدو أطلق عليه الألمان لقب ثعلب الصحراء، كما أصبح معروفا بين مواطنيه باسم "مارشال الشعب" واكتسب شعبية كبيرة في العالم العربي باعتباره المحرر من الحكم البريطاني.

كانت نهاية روميل الانتحار؛ فبعد اكتشاف هتلر مؤامرة يدبرها مجموعة من القادة لاغتياله وإسناد قيادة الأمة الألمانية لروميل عندها عرض عليه جنرالات هتلر إما شرب السم وإنهاء حياته، أو مقابلة هتلر ومحاكمته، فاختار الأول.

توفي رومل عن عمر 52 سنة، ثم تم دفنه في مراسم عسكرية كاملة في 14 أكتوبر من هذا العام.


هو عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الرحمن الثعالبي: زعيم تونسي، وهو عالم، أديب، كاتب، خطيب، سياسي، صحافي, جزائري الأصل، ولد بتونس في 15 شعبان 1293هـ.

حفظ القرآن الكريم وأتم الدراسة الأولية في البيت على يد مدرس خاص، ثم دخل مدرسة "باب سويقة الابتدائية" في تونس، ثم التحق بجامع الزيتونة وتخرج سنة 1896م، وأخذ يتردد على المدرسة الخلدونية حتى حصل على الدراسات العليا.

وبظهور أول حزب لتحرير تونس ومقاومة الاستعمار الفرنسي حزب "تونس الفتاة" كان الثعالبي من أوائل من انضم إليه؛ ليؤسس بعدها الحزب الوطني الإسلامي الذي كان يدعو إلى تحرير العالم العربي كله، وقيام الوحدة بين أقطاره.

وكان قد كتب وعمل محررا في صحيفتي "المبشر" و"المنتظر" إلى أن عطلتها الحكومة، ثم أصدر جريدة "سبيل الرشاد" وكرسها للوعظ والإرشاد والدعوة إلى الإصلاح.

وبعد سنة عطلتها الحكومة وأصدرت قانونا قيدت به الصحافة.

جاهر الثعالبي بطلب الحرية لبلاده، فسجنه الفرنسيون، ولما أطلق سراحه سافر إلى باريس، وزار الأستانة والهند وجاوى، وعاد إلى تونس قبيل سنة 1332ه / 1914م، وقد حل الفرنسيون حزب تونس الفتاة، فعمل في الخفاء مع بقايا من أعضائه بالدعاية والمنشورات.

وسافر إلى باريس بعد الحرب العالمية الأولى فطبع كتابه "تونس الشهيدة" بالفرنسية.

واتهم بالتآمر على أمن الدولة الفرنسية، فاعتقل ونقل سجينا إلى تونس، وأخلي سبيله بعد 9 أشهر سنة 1920م، فرأس حزب "الدستور"، وقد ألفه أنصاره وهو في السجن، وأنشأ مجلة "الفجر" في أغسطس 1920, ثم غادر الثعالبي تونس مرة أخرى سنة 1923م متنقلا بين مصر وسورية والعراق والحجاز والهند، مشاركا في حركاتها الوطنية، ولا سيما مقاومة الاستعمار الفرنسي، ثم عاد إلى تونس سنة 1937م، فناوأه بعض رجال حزبه، فابتعد عن الشؤون العامة إلى أن توفي في تونس.

من كتبه: تاريخ شمال إفريقية، وفلسفة التشريع الإسلامي، ومحاضراته في جامعة آل البيت ببغداد نشرت تباعا في مجلتها، وتاريخ التشريع الإسلامي، ومذكرات في خمسة أجزاء عن رحلته إلى مصر والشام والحجاز والهند وغيرها، و"معجزة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم".


لم يتجاوب الشعب الجزائري مع السياسة الفرنسية في جميع الجهات بدون استثناء؛ فلم يكن هناك أثر في فرنسة الشعب الجزائري المسلم، وهو ما دفع مخططي السياسة الفرنسية إلى اتهام الجزائريين بأنهم شعب يعيش على هامش التاريخ.

حارب الجزائريون سياسة التفرقة الطائفية، وقد رأى المصلحون من أبناء الجزائر في ظل فشل حركات المقاومة يتقدمهم الشيخ العالم عبد الحميد بن باديس أن العمل يجب أن يقوم في البداية على التربية الإسلامية؛ لتكوين قاعدة صلبة يمكن أن يقوم عليها الجهاد في المستقبل، مع عدم إهمال الصراع السياسي؛ فتم تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1350هـ -1931م بزعامة عبد الحميد بن باديس، وعلى الصعيد السياسي بدأ الجزائريون المقاومة من خلال التنظيم السياسي الذي خاض هذا الميدان بأفكار متعددة، وظهرت عدة تنظيمات سياسية، ولما اشتعلت الحرب العالمية الثانية ذهب كثير من الجزائريين إلى الحرب للدفاع عن فرنسا، فدمر الإنتاج في الجزائر وزادت صعوبات الحياة؛ لذلك تقدموا ببيان إلى السلطات الفرنسية يطالبون فيه بحق تقرير المصير، تقدم به فرحات عباس زعيم حزب اتحاد الشعب الجزائري، ورفضت فرنسا قبول البيان كأساس للمحادثات، فأحدث ذلك رد فعل عنيفا عند الجزائريين الذين أصروا على تمسكهم بالبيان والتزامهم به، ففرض الجنرال كاترو الحاكم العام في الجزائر الإقامة الجبرية على فرحات عباس وغيره من الزعماء الجزائريين، فاستغلت فرنسا قيام بعض المظاهرات في عدد من المدن الجزائرية وإحراقها للعلم الفرنسي، فارتكبت مذبحة رهيبة سقط فيها (45) ألف شهيد جزائري، فاتجه الجزائريون بعد تلك المذابح البشعة إلى العمل السري، وكان يتم اختيار أفراد هذا العمل من خيرة الشبان خلقا وأدبا، فلم يكن يسمح بضم الملحدين أو الفوضويين، وبدأت خلايا المجاهدين تنتشر في الجزائر طولا وعرضا، وأحيطت أساليب العمل بسرية تامة؛ مما كان له أكبر الأثر في نجاح الثورة، واستطاع هذا التنظيم الدعاية للثورة في صفوف الشعب وإعداده للمعركة القادمة.


بدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب، وممثلي كل من العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية والأردن واليمن من جانب آخر، وهي المشاورات التي أسفرت عن تبلور اتجاهين رئيسين بخصوص موضوع الوحدة العربية: الاتجاه الأول يدعو إلى ما يمكن وصفه بالوحدة الإقليمية الفرعية وقوامها سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب.

والاتجاه الثاني يدعو إلى نوع أعم وأشمل من الوحدة يظلل عموم الدول العربية المستقلة، وإن تضمن هذا الاتجاه بدوره رأيين فرعيين: أحدهما يدعو لوحدة فيدرالية أو كونفدرالية بين الدول المعنية، والآخر يطالب بصيغة وسط تحقق التعاون والتنسيق في سائر المجالات وتحافظ في الوقت نفسه على استقلال الدول وسيادتها.

وعندما اجتمعت لجنة تحضيرية من ممثلين عن كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن (بصفة مراقب) في الفترة 25/9 إلى 7/10/ 1944م رجحت الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها.

كما استقرت على تسمية الرابطة المجسدة لهذه الوحدة بـ "جامعة الدول العربية" وآثرته على مسمى "التحالف" و"الاتحاد".

وعلى ضوء ذلك تم التوصل إلى بروتوكول الإسكندرية الذى صار أول وثيقة تخص الجامعة، والذي نص على المبادئ الآتية: - قيام جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة التي تقبل الانضمام إليها، ويكون لها مجلس تمثل فيه الدول المشتركة في الجامعة على قدم المساواة.

مهمة مجلس الجامعة هي: مراعاة تنفيذ ما تبرمه الدول الأعضاء فيما بينها من اتفاقيات، وعقد اجتماعات دورية لتوثيق الصلات بينها، والتنسيق بين خططها السياسية تحقيقا للتعاون فيما بينها، وصيانة لاستقلالها وسيادتها من كل اعتداء بالوسائل السياسية الممكنة، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية.

قرارات المجلس ملزمة لمن يقبلها فيما عدا الأحوال التي يقع فيها خلاف بين دولتين من أعضاء الجامعة، ويلجأ الطرفان إلى المجلس لفض النزاع بينهما.

ففي هذه الأحوال تكون قرارات المجلس ملزمة ونافذة.

لا يجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة، كما لا يجوز اتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية، أو أية دولة من دولها.

يجوز لكل دولة من الدول الأعضاء بالجامعة أن تعقد مع دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها اتفاقات خاصة لا تتعارض مع نصوص هذه الأحكام وروحها.

وأخيرا الاعتراف بسيادة واستقلال الدول المنظمة إلى الجماعة بحدودها القائمة فعلا.

كما اشتمل البروتوكول على قرار خاص بضرورة احترام استقلال لبنان وسيادته، وعلى قرار آخر باعتبار فلسطين ركنا هاما من أركان البلاد العربية، وحقوق العرب فيها لا يمكن المساس بها من غير إضرار بالسلم والاستقلال في العالم العربي، ويجب على الدول العربية تأييد قضية عرب فلسطين بالعمل على تحقيق أمانيهم المشروعة، وصون حقوقهم العادلة!! وأخيرا نص في البروتوكول على أن (تشكل فورا لجنة فرعية سياسية من أعضاء اللجنة التحضيرية المذكورة للقيام بإعداد مشروع لنظام مجلس الجامعة، ولبحث المسائل السياسية التي يمكن إبرام اتفاقيات فيها بين الدول العربية) ووقع على هذا البروتوكول رؤساء الوفود المشاركة في اللجنة التحضيرية، وذلك في 7/10/1944 باستثناء السعودية واليمن اللتين وقعتاه في 3/1/1945 و5/2/1945 على التوالي بعد أن تم رفعه إلى كل من الملك عبد العزيز آل سعود، والإمام يحيى حميد.

ولقد مثل هذا البروتوكول الوثيقة الرئيسية التي وضع على أساسها ميثاق جامعة الدول العربية، وشارك في إعداده -أي الميثاق- كل من اللجنة السياسية الفرعية التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلها، ومندوبي الدول العربية الموقعين على بروتوكول الإسكندرية، مضافا إليهم مندوب عام كل من السعودية واليمن، وحضر مندوب الأحزاب الفلسطينية كمراقب.

وبعد اكتمال مشروع الميثاق كنتاج لستة عشر اجتماعا عقدتها الأطراف المذكورة بمقر وزارة الخارجية المصرية في الفترة بين 17/2 و3/3/1945 أقر الميثاق بقصر الزعفران بالقاهرة في 19/3/1945 بعد إدخال بعض التنقيحات عليه.

وفى 22/3/1945 تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبي الدول العربية عدا السعودية واليمن اللتين وقعتا على الميثاق في وقت لاحق.

وحضر جلسة التوقيع ممثل الأحزاب الفلسطينية، وأصبح يوم 22 مارس من كل عام هو يوم الاحتفال بالعيد السنوي لجامعة الدول العربية.


عندما انتقل الحاج أمين الحسيني مفتي القدس من باريس إلى مصر شكل الهيئة العربية العليا لفلسطين برئاسته؛ حيث نظم الحركة الوطنية الفلسطينية تنظيما حديثا، وقرر إعداد الشعب لخوض الكفاح المسلح ضد الصهاينة والإنجليز، وألف لجنة من قادة المجاهدين الفلسطينيين وبعض الضباط السوريين والعراقيين والمصريين لوضع الخطط وتحديد المطلوب من الأسلحة والمعدات للجهاد الذي كان أوانه قد اقترب بعد بروز فكرة التقسيم من جديد في الأوساط الأمريكية والبريطانية والصهيونية ومحيط الأمم المتحدة، كما أعاد تنظيم جيش الجهاد المقدس، وأسند قيادته إلى عبد القادر الحسيني، وأنشأ المفتي كذلك منظمة الشباب الفلسطيني التي انصهرت فيها منظمات الفتوة والجوالة والكشافة، وأسند قيادتها للمجاهد الصاغ محمود لبيب أحد قادة الحركة الإسلامية بمصر، وكلفه بمهمة تدريب الشباب على القتال.


حصلت الكارثة الذرية بتاريخ 6 آب/ أغسطس عام 1945م عندما أمرت حكومة الرئيس الأمريكي هاري ترومان بإلقاء القنبلة الذرية على اليابان.

عندما رفضت اليابان الإنذار الأمريكي بالاستسلام غير المشروط، فأغار الطيران الأمريكي على وسط مدينة هيروشيما، وألقى القنبلة الذرية المعبأة باليورانيوم والتي كانت تزن أكثر 4.
5 أطنان من على ارتفاع 1980 قدما عند الساعة الثامنة والربع من صباح ذلك اليوم، عندما كان معظم سكان المدينة في الشوارع متجهين لأعمالهم؛ لتتحول المدينة بعد دقائق قليلة إلى كومة من اللهب والرماد، وبمحيط انفجار بلغ 13كم2، وذلك في أكبر تفجير عالمي كان معروفا حتى ذلك الوقت!! وأسفرت هذه الكارثة عن سقوط نحو 140 ألف قتيل؛ نحو 30 % من عدد السكان، ومثلهم من الجرحى الذين مات معظمهم لاحقا متأثرين بالتسمم الإشعاعي الناتج عن التفجير، فيما وصل ارتفاع سحب الدخان الناتج عن الانفجار إلى 1000 متر فوق سطح المدينة، وبعد مرور نحو ساعتين على الانفجار سقطت أمطار سوداء شحمية في أماكن متفرقة من المدينة كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشعة! ورغم إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما رفضت حكومة اليابان بقيادة الإمبراطور هيرو هيتو الاستجابة للإنذار الذي وجهه لها ترومان بالاستسلام، فأعطى الأخير أوامره بإلقاء قنبلة أخرى في 9 أغسطس على مدينة ناغازاكي اليابانية بعد ثلاثة أيام من قنبلة هيروشيما؛ حيث شملت هذه الكارثة تدمير مساحة 6 كم2، ومقتل نحو 40 ألف ياباني، و70 ألف جريح، وفي النهاية لم تجد طوكيو خيارا أمامها سوى الاستسلام بعد الخراب الذي لحق بها!! فاستسلمت للحلفاء في 14 أغسطس 1945م، ثم وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر في نفس العام.

ولم تقتصر أضرار القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي على وقت حدوث الانفجار، بل امتدت إلى سنين طويلة في مستقبل الأجيال؛ بسبب استمرار التأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الإشعاعي؛ فمن لم يقتل ساعة الانفجار مات بعد ذلك بسبب تأثيرات الإشعاع الضارة التي تشير الدراسات إلى أن تأثيرها مستمر حتى اليوم!! وتتسبب في الإصابة بالسرطان، وإصابة المواليد بعيوب خلقية.

وقد قامت إحدى الجامعات اليابانية بدراسة آثار الإشعاع الناجم عن القنبلة، فتبين للباحثين أنه بين كل 4 مواليد من أبناء الجيل الأول لضحايا الكارثة يصاب واحد منهم بعيوب خلقية، ولا يستطيع أحد في الوقت الحالي أن يقرر إلى أي حد من الأجيال سيستمر توارث آثار الإشعاع، كما أدت الكارثة إلى أضرار كبيرة على البيئة والطبيعة!!


ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية، وكانت اليابان قد هزمت، بعد أن ألقيت عليها القنبلة الذرية الأمريكية، وكانت اليابان قد احتلت فيما احتلته جزر أندونيسيا، وبعد يومين من الهزيمة اليابانية أعلن عن قيام حكومة أندونيسية برئاسة أحمد سوكارنو، ونائبه محمد حتا، وأخذت الحكومة تعمل على الحيلولة دون عودة المحتلين الهولنديين، فتحركوا لنزع السلاح من اليابانيين، وأسست حكومة وسط جزيرة جاوه، عرفت باسم دار الإسلام، وأطلقوا على عاصمتهم اسم المدينة المنورة، وجعلوا من اللغة العربية لغة رسمية للبلاد، وعملوا على تطبيق الشريعة برئاسة زين العارفين، لكن الحلفاء أصدروا أوامرهم لليابانيين بإبقاء السلاح معهم ريثما تصل قوات التحالف، ثم حضر الإنجليز ومعهم الهولنديون الذين أخذوا باعتقال الزعماء الأندونيسيين، ولما بدا للسكان نواياهم الاستعمارية الجديدة بدأ القتال بينهم، وتداعى المسلمون من أرجاء أندونيسيا لعقد اجتماع بعد أن وجدوا أن الحركات الاستعمارية الصليبية والشيوعية الإلحادية والمحلية العلمانية ومن معهم للمصلحة: كلهم يقفون ضد المسلمين.

عقد لقاء في جاكرتا في ذي الحجة 1364هـ / نوفمبر، وكان أكبر مؤتمر إسلامي، وتم الاتفاق على الانضواء في تنظيم إسلامي واحد سمي مجلس شورى مسلمي أندونيسيا، وعرف باسم ماشومي، وأيقن الاستعماريون قوة مثل هذا التحالف، فأخذوا في التفاهم مع العلمانيين الذين عرفوا باسم الوطنيين، ونتج عنه توقيع اتفاق لنيجار دجاتي الذي اعترفت هولندا بموجبه بسلطة الحكومة القائمة الفعلية على جزر جاوه وسومطرة ومادورا فقط.


في أعقاب الحرب العالمية الثانية اتفق قادة خمس دول عربية في مدينة الإسكندرية بمصر على إنشاء منظمة تربط العرب بعضهم ببعض، فتم إنشاء جامعة الدول العربية في العام التالي.

وكلهم توافقوا على ما يسمى اليوم ببروتوكول الإسكندرية.

وكان الهدف الرئيسي لهذه المنظمة هو تعزيز العلاقات بين الدول العربية والمشاركة بفعالية في تنسيق الخطط السياسية، والسياسة الخارجية من دون التدخل في استقلاليتها، وإيجاد الوسائل المناسبة للحماية في حالة العدوان على دولة أو سيادتها.

شمل الاجتماع الذي عقد في الإسكندرية خمس لجان مع ممثلي الأعضاء المستقبليين في جامعة الدول العربية من البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وهذه الدول: مصر، والعراق، وسوريا، والأردن، ولبنان.

وقد احتوى البروتوكول عددا من المبادئ، ووقع عليه رؤساء الوفود المشاركة في اللجنة التحضيرية، وذلك في 7 أكتوبر 1944م.