Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
لما تولى الوليد بن يزيد بن عبد الملك الخلافة سار في أول أمره سيرة حسنة مع أنه كان قد اشتهر عنه أنه صاحب شراب، ولكن الذي ولد النقمة عليه أنه عقد لولديه بالخلافة من بعده الحكم وعثمان، وهما لم يبلغا سن الرشد بعد، كما أسرف في شرابه وانتهاك المحرمات فثقل ذلك على الناس ونقموا عليه مما حداهم إلى أن بايعوا سرا لابن عمه يزيد بن الوليد، فنادى يزيد بخلع الوليد الذي كان غائبا في عمان الأردن، وكان قد وضع نائبا له على دمشق ففر منها وأرسل يزيد جماعة من أصحابه بقيادة عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك إلى الوليد بن يزيد فقتلوه في قصره البخراء الذي كان للنعمان بن بشير، فكانت مدة خلافته سنة وثلاثة أشهر تقريبا.
بويع ليزيد بن الوليد الذي يقال له: الناقص، وإنما سمي الناقص لأنه نقص الزيادة التي كان الوليد زادها في عطيات الناس، وهي عشرة عشرة، ورد العطاء إلى ما كان أيام هشام، لما قتل الوليد بن يزيد خطب يزيد بن وليد الناس فذم الوليد بن يزيد وأنه قتله لفعله الخبيث.
قال: (.
.
.
ظهر الجبار العنيد، المستحل الحرمة، والراكب البدعة، والمغير السنة، فلما رأيت ذلك أشفقت إذ غشيتكم ظلمة لا تقلع عنكم على كثرة من ذنوبكم، وقسوة من قلوبكم، وأشفقت أن يدعو كثير من الناس إلى ما هو عليه، فيجيبه من أجابه منكم، فاستخرت الله في أمري، وسألته ألا يكلني إلى نفسي، ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهلي وأهل ولايتي، وهو ابن عمي في نسبي وكفئي في حسبي، فأراح الله منه العباد، وطهر منه البلاد، ولاية من الله، وعونا بلا حول منا ولا قوة، ولكن بحول الله وقوته وولايته وعونه.
ثم قال: أيها الناس إن لكم علي أن لا أضع حجرا على حجر ولا لبنة، ولا أكتري نهرا، ولا أكثر مالا، ولا أعطيه زوجة وولدا، ولا أنقل مالا عن بلد حتى أسد ثغره وخصاصة أهله بما يغنيهم، فما فضل نقلته إلى البلد الذي يليه، ولا أجمركم في ثغوركم فأفتنكم، ولا أغلق بابي دونكم، ولا أحمل على أهل جزيتكم، ولكم أعطياتكم كل سنة، وأرزاقكم في كل شهر حتى يكون أقصاكم كأدناكم، فإن وفيت لكم بما قلت فعليكم السمع والطاعة وحسن الوزارة، وإن لم أف فلكم أن تخلعوني إلا أن أتوب، وإن علمتم أحدا ممن يعرف بالصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيكم وأردتم أن تبايعوه فأنا أول من يبايعه.
أيها الناس لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
لما استلم يزيد بن الوليد الخلافة بعد أن قتل ابن عمه الوليد بن يزيد اضطربت الأمور عليه واختلفت كلمة بني مروان، وخرج سليمان بن هشام من السجن واستولى على الأموال، وكان في سجن الوليد بن يزيد في عمان ثم حضر دمشق، وثار أهل حمص يطالبون بدم الوليد بن يزيد وخلعوا أميرهم، وثار أهل فلسطين وبايعوا يزيد بن سليمان، وأهل الأردن كذلك ثاروا وبايعوا محمد بن عبد الملك، وكان مروان بن محمد في أرمينية يحرض على الأخذ بدم الوليد بن يزيد، ثم إن يزيد بن الوليد بايع لأخيه إبراهيم من بعده ومن بعده لعبد العزيز بن الحجاج؛ ولكن لم يلبث أن توفي يزيد بالطاعون في 7 ذي الحجة من العام نفسه فلم تدم خلافته أكثر من ستة أشهر.
انتصر العثمانيون على البنادقة وأخذوا منهم ما بقي بأيديهم من جزيرة كريت وبعض الجزر الأخرى، فاستنجد البنادقة بالنمسا التي ارتاحت من الحروب بينها وبين فرنسا، فطلب إمبراطور النمسا من الدولة العثمانية إرجاع ما أخذ من البنادقة إليهم، فرفضت الدولة العثمانية وقامت الحرب من جديد بين الطرفين وانتصرت النمسا وقتل الصدر الأعظم علي باشا.
لما استعمل الإمام فيصل عبد الله بن سعد المداوي أميرا على القطيف استلحق علي بن عبد الله بن غانم الرافضي رئيس القطيف السابق، فناوبه بأشياء ذكرت له فضربه بالخشب حتى مات، فغضب الإمام فيصل وأرسل إليه غلامه بلال بن سالم الحرق، فأشخصه إلى الإمام وجلس مكانه في القطيف، فلما أتى المداوي إلى الإمام ذكر له عذره في ضربه لابن غانم، فقبل منه ورده إلى القطيف أميرا.
اندلعت معارك عنيفة بين الجزائريين والفرنسيين، وذلك في أثناء الاحتلال الفرنسي لمنطقة جبال الأوراس بقيادة أحمد باي، وقد استمرت عشرين يوما.
لم يعجب الدروز أن يكون الموارنة في الجبل تحت سلطة غيرهم -وهو الرأي الذي أخذ به الخليفة العثماني في حل المشكلة بين الدروز والموارنة في الجبل- فقام الدروز باعتداءاتهم الثانية في هذا العام بعد الاعتداء الأول عام 1258هـ، فأرسلت الدولة العثمانية بعد ذلك جيوشها واحتلت المنطقة كلها، وأعلنت فيها الأحكام العرفية، ثم اتفقت الدول الأوربية مع الخليفة على تشكيل مجلس يضم أعضاء من المجموعتين ومن غيرهم، ولم تنته القضية إلا بمذابح عام 1277هـ.
أقدمت القوات الاستعمارية بقيادة الجنرال بليسي السفاح على جريمة خطيرة ظلت طي الكتمان، وهي محارق في كل من النقمارية وأولاد رباح، وحسبما تداول عن هذه المعارك أن القوات الاستعمارية كانت وراء كل أنواع التعذيب التي حدثت في المنطقة، ومنها ثلاث محارق في النقمارية وأولاد رباح، حيث تم حشد مئات المواطنين في شهر أوت من سنة 1845م داخل مغارات وكهوف تحت الأرض وبعد الغلق عليهم بالإسمنت المسلح، تم إبادة أكثر من 1000 مواطن (رجال ونساء وشيوخ وأطفال) عن طريق المحارق! وكل هذه الإبادة الجماعية هي رد فعل على انطلاق مقاومة شعبية من طرف السكان الذين لم يتقبلوا وجود قوات الاستعمار بمنطقتهم.
في رمضان من هذه السنة كانت وقعة ابن رشيد رئيس الجبل على أهل عنيزة، وذلك أن عبد الله بن سليم بن زامل أمير عنيزة أخذ إبلا لابن رشيد، فطلب منه الأداء، فأبى عليه وحذره وأنذره، فجهز ابن رشيد إليهم أخاه عبيد في 250 مطية وخمسين من الخيل، فأغار على غنم عنيزة قريبا من البلد، ففزع أهل عنيزة، وكان ابن رشيد قد جعل لهم كمينا، فلما نشب القتال خرج عليهم الكمين فولوا منهزمين، واستولى عبيد وقومه على أكثر الفزع، فقتلوا في المعركة كثيرا من رجالهم، منهم الأمير عبد الله بن سليم وإخوته وبنو عمه، قتلهم صبرا، وأمسك منهم رجالا وربطهم وأنفذهم إلى أخيه عبد الله في الجبل، فركب إليه عبد العزيز بن الشيخ العالم عبد الله أبا بطين، فألفى عليه في الجبل فأطلق له رجالا وكساهم.
في آخر هذه السنة أقبل حاج الأحساء والقطيف والبحرين وسيف البحر ومعه عجم كثير، فرصد لهم في الطريق فلاح بن حثلين رئيس العجمان ومعه أناس من أعراب سبيع، فشنوا عليهم الغارة، فتفرق من الحاج نحوا من نصفه، وانهزم أكثر الحاج، فمنهم السالم والمأخوذ، فلما بلغ الإمام فيصل خبرهم استنفر المسلمين فركب من الرياض آخر ذي القعدة ومعه الشيخ العالم القاضي عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونزل حريملاء حتى اجتمع عليه غزوانه من جميع النواحي، فلما سمع ابن حثلين بمغزى الإمام انهزم إلى ديرة بني خالد، فقصده الإمام في ديار بني خالد فأقبل عليه رؤساء العجمان وسبيع، وسألوه بالله ألا يأخذ البريء المطيع بالغوي المضيع، وهذا الجاني ابن حثلين ومن تبعه دونك, فعفا عنهم وأمرهم أن يخرجوا من ديرة بني خالد هم وأتباعهم من سبيع ولا يمكثوا فيها ولا يوما واحدا، فرحلوا عنها وقصدوا السر فشن عليهم عربان مطير وغيرهم، فأخذوا كثيرا من أدباشهم وأوباشهم، فمزقهم الله كل ممزق, ثم إن رؤساء العجمان طلبوا من فيصل الأمان وأنهم يدفعون ما أخذوا للمسلمين والنكال، فأخذ فيصل منهم خمسة وعشرين فرسا، ثم أرسل الإمام فيصل قافلة إلى أهل الأحساء فيها زهاب وغيره، أما ابن حثلين فانسلخ العجمان عنه وتبرأوا منه، فهرب إلى محمد بن هادي بن قرملة، فلما علم الإمام بذلك قصد ابن حثلين فهرب من عند ابن قرملة فرجع الإمام فيصل إلى الرياض.
تمكن الإمام فيصل خلال هذا العام من القبض على فلاح بن حثلين وقطع رأسه في الأحساء على إثر قطعه الطريق على حاج الأحساء والقطيف والبحرين، وكذلك تمكن من مشعان بن هذال لما أخذ الحدرة ولم يمتنع بعدها إلا خمسين يوما حتى اقتص منه، وكذلك هادي بن مذود لما أخذها لم يحل عليه الحول، وقطع الله أصله ونسله على يد الإمام، وكذلك ما جرى على الدبادية -وهم فرع من مطير- قتلهم مرة واحدة لما فعلوا بأهل سدير ما فعلوا بحفر الباطن، وما جرى على عربان السويلمات من القتل والأخذ لما قطعوا طرق المسلمين.
كانت كشمير تحت حكم المغول المسلمين، ثم سيطر الأفغان عليها بعد المغول، ثم بعد التدخل الإنجليزي استطاع السيخ أن يتحكموا بالإقليم الكشميري، وكانت أيامهم فيها من أسوأ الأيام على المسلمين من إراقة الدماء وهدم المساجد، ثم أخذها الإنجليز من السيخ عام 1262هـ / 1846م ثم قاموا ببيعها بموجب اتفاقية أمريتسار (وهي المدينة التي تعد قاعدة السيخ) بمبلغ سبعة ملايين ونصف مليون روبية إلى أسرة الدوغرا الشيخية لمدة مائة عام من 1846 إلى 1946م، ولم ينس الإنجليز (لتمر هذه الصفقة على المسلمين) أن يجعلوا أسرة الدوغرا تتعهد بأن تحكم رعيتها المسلمة بالعدل، وكان -كما هو مشهور- حبرا على ورق، وإلا فالواقع خير شاهد على ما قام به الدوغرا تجاه المسلمين الذين ظلوا طيلة قرن من الزمن مكبلين بأغلال العبودية والاضطهاد والتنكيل، رغم أنهم الأكثرية؛ فهم يشكلون ثمانين بالمائة من السكان!
هو فلاح بن مانع بن حثلين العجمي أمير قبيلة العجمان، قام في السنة الماضية ومعه بعض العجمان وعربان من سبيع بالغارة على حاج الأحساء والقطيف والبحرين وسيف البحر، فطلبه الإمام فيصل بن تركي ففر إلى ديرة بن خالد، فأجلى الإمام فيصل العجمان من ديرة بني خالد، ففر ابن حثلين إلى محمد بن هاد بن قرملة بعد أن انسلخ منه العجمان وتبرؤوا منه، ثم إن فلاح بن حثلين قام يدير الرأي في الحيلة للرجوع إلى ديرة بني خالد، ووقع في نفسه أنه لا يقدر على ذلك إلا بمصافاة الدويش وأتباعه، فرحل من مكانه وقصدهم في ديرة بني خالد، ومعه قطعة قليلة من العجمان، فنزل على منديل بن غنيمان رئيس من الملاعبة من مطير، وطلبه أن يجيره ويجمع بينه وبين الدويش، فأبى ابن غنيمان وقال: لا نقدر على ذلك، ونحن بيد الإمام فيصل، ولا يجسر يجير عليه أحد، وأرسل منديل إلى الحميدي الدويش وأخبره بالأمر، فركب من ساعته بعدده وعدته وألفى عند ابن غنيمان ورحل معه بابن حثلين ومن تبعه وأدخلهم مع عربانه، وأرسل إلى فيصل يخبره، وركب وافدا عليه ومعه رؤساء قومه فلما دخلوا على الإمام ذكر لهم ما فعل ابن حثلين بالمسلمين، وقال: لا بد من إمساكه وأخذه من عندكم وأخذ الثأر منه للمسلمين، وألزمه بذلك فلم يجد بدا من طاعته، فأمر الإمام على رجال من خدامه يركبون معهم ويأخذون ابن حثلين من عند الدويش، وقصدوا به الأحساء وأدخلوه قصر الكوت عند أحمد السديري، فقطعوا رأسه، وعندما قتل فلاح بن حثلين خلفه أخوه العجمان الشيخ حزام بن حثلين عم راكان بن فلاح حوالي خمسة عشرة عاما في زعامة قبيلة العجمان، ثم تنازل عن زعامته لابن أخيه الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين، عام 1276هـ.
زار محمد علي باشا والي مصر استانبول عاصمة الدولة العثمانية؛ لتقديم فروض الولاء والطاعة، وذلك بعد سنوات من الحروب بين الجانبين، وكان عمره آنذاك 77 عاما، وتعد هذه الزيارة هي الأولى والأخيرة له للعاصمة العثمانية، وقد استمرت لمدة 29 يوما.
هو الشيخ المحدث الكبير، أشرف علي التهانوي بن عبد الحق بن الحافظ فيض علي، صاحب التصانيف النافعة المفيدة، ولد صباح الخامس من شهر ربيع الثاني سنة 1280هـ / 10 سبتمبر 1863م، في إحدى قرى الهند وهي قرية (تهانه بهون)، وترعرع في بيئة علمية، وكان منذ نعومة أظفاره مكبا على العلم والعلماء، بعيدا عن اللهو.
ويعتبر أشرف علي التهانوي أحد كبار مشيخة ديوبند، تخرج عليه خلق كثيرون، وعلماء أمثال: الشيخ المفتي محمد شفيع المفتي الأكبر بباكستان، والعلامة السيد سليمان الندوي، والمحدث ظفر أحمد التهانوي، والشيخ محمد إدريس الكاندهلوي، والشيخ عبد الباري الندوي.
مات رحمه الله في النصف الأول من ليلة الأربعاء، 16 رجب، وصلى عليه ابن أخته العلامة المحدث الشيخ ظفر أحمد العثماني التهانوي، ودفن في المقبرة التي وقفها الشيخ بنفسه لدفن موتى المسلمين.
أسست المملكات القعيطية في حضرموت على يد عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي، والأسرة القعيطية ترجع جذورها إلى قبيلة يافع، فبعد موت السلطان بدر أبي طويرق الكثيري، دخل حلفاؤه من السلاطين في تطاحن على السلطة، حتى إن بعض السلاطين الكثيريين استنجد بالجيش الإمامي في صنعاء، فكان أن تلاشت تدريجيا السلطة الكثيرية، وأصبحت الشحر وحضرموت ضمن الحكومة المركزية في صنعاء، فاضطر الكثيريون إلى الاستنجاد بقبائل يافع ضد السلطة الإمامية، فتمكنوا من إخراجها من حضرموت، ولكن المنطقة وقعت في يد يافع، وانتهت الدولة الكثيرية الأولى، وظهر حكم الطوائف اليافعية بساحل حضرموت على أنقاض الكثيريين، وبعد أن قامت الدولة الكثيرية الثانية في القرن التاسع الهجري كان تركيز سلاطينها على استعادة تريم وسيئون من يد اليافعيين، واستولى أيضا الكثيريون على الشحر من اليافعيين، لكن استطاع التحالف القعيطي بقيادة عوض بن عمر مع الكسادي إخراج الكثيريين منها، وأصبحت الشحر منذ ذلك الحين جزءا من السلطنة القعيطية، ووقعت اتفاقية اعترفوا فيها لآل كثير بتريم وسيئون.
ثم وقعت خلافات بين القعيطيين والكساديين، ورأت بريطانيا أن تمنح حمايتها للقعيطي بدلا من الكسادي، وحذرت الكثيريين من مساعدة الكسادي، وسمحت للقعيطي بشن هجوم على المكلا، وانتهى أمر الكسادي، واعترفت انجلترا بسلطنة القعيطي على الشحر والمكلا، ووقعوا اتفاقية حماية، وكذلك فعلوا مع السلطنة الكثيرية في حضرموت، حكمت الدولة الكثيرية سيئون وتريم، وتريس والغرف ومريمة والغيل، في الوقت الذي حكمت فيه الدولة القعيطية المكلا والشحر وغيل أبا وزير وجميع بلدان الشواطئ، وتمت محاولات لتهدئة الوضع المحتدم بين الدولة الكثيرية، والدولة القعيطية، ليتسنى تنظيم شؤون بلاد حضرموت، فكانت معاهدة عدن عام 1336هـ، ثم كان في عام 1346هـ مؤتمر سنغافورة، الذي أذاعت فيه الدولتان القعيطية والكثيرية بلاغا رسميا إلى أهالي حضرموت كافة بتجديد الاتحاد وتوثيق عرى الصداقة والتعاون.
بعد أن سيطر الروس تماما على سيبيريا عام 1078هـ أصبحت تركستان تحدهم من جهة الجنوب حيث تمتد سهول القازاق الواسعة والتي تعد قليلة السكان؛ الأمر الذي أغراهم بها، ولكن كان قبل ذلك انصب همهم على القفقاس فما أن انتهوا من أمر القفقاس وأصبحت تحت قبضتهم حتى توجهوا إلى تركستان فسيطروا على سواحل بحر الخزر الشمالية والشرقية عام 1249هـ، ثم تابعوا تقدمهم نحو نهر سيحون، واحتلوا طاشقند وسمرقند، ووصلوا حتى نهر جيحون، أي: فصلوا بين الأراضي التابعة لخانية خوقند والأراضي التابعة لخانية بخارى، وتوقفوا عند نهر جيحون، ولا يزال الحد الفاصل بين الإمبراطورية الروسية وبلاد الأفغان، وذلك في المدة 1270هـ إلى 1286هـ، ثم توسعوا نحو الجنوب على سواحل بحر الخزر الشرقية ليحيطوا بخانية خوارزم من جهة الغرب، ولم يبق أمام الاستعمار الروسي إلا هذه الخانيات الثلاث خوقند وبخارى وخوارزم إضافة إلى بلاد الطاجيك وبلاد التركمان، وبدؤوا بخانية خوقند التي أصبحت منعزلة عن الخانيتين الأخريين، ففرضوا سيطرتهم عليها عام 1293هـ ثم اتجه الروس إلى خانية بخارى، ففرضوا سيطرتهم عليها عام 1303هـ وتابعوا سيرهم إلى بلاد التركمان فدخلوها في العام نفسه بعد مقاومة عنيفة مدافعين عن عاصمتهم مرو دفاعا مجيدا، وهكذا أصبحوا على حدود إيران، وعزلوا خوارزم التي بقيت وسط البلاد الخاضعة أو المحمية للروس، فدخلوها عام 1306هـ وتوجهوا بعدها إلى بلاد الطاجيك فأخضعوها عام 1311هـ.
تمردت قبائل شمال عمان ضد القائد السعودي سعد بن مطلق المطيري، وشكوا إلى الإمام فيصل أنه يتشدد في معاملته معهم، واستدعى الإمام فيصل قائده سعد بن مطلق المطيري إلى الرياض للتفاهم معه بشأن الموقف المتدهور في البريمي.
وفي غياب سعد بن مطلق حل محله محمد بن يوسف العجاجي بالوكالة، واستطاع توثيق عرى الصداقة بين القبائل هناك، وظل يحكم عدة شهور حتى وصل حاكم جديد للبريمي من قبل الإمام فيصل هو عبد الرحمن بن إبراهيم.
قصد في هذه السنة شريف مكة محمد بن عون بتحريض من رؤساء أهل القصيم الذين زينوا له أنه إن سار إلى نجد فلا يقاومه أحد ولا يثبت فيصل بن تركي في مكانه، فجهز نفسه وعساكره واستلحق عساكر الترك من المدينة والحناكية، وظهر معه خالد بن سعود واجتمع عليه عساكر كثيرة، وقدم القصيم في ربيع الآخر وأطاعه أهل القصيم كلهم، ووفد عليه كثير من رؤساء العربان وأمراء البلدان، فلما علم فيصل بهذا الخبر استنفر رعيته وأمر ابنه عبد الله أن يركب من الرياض، وجهز معه الخيل والرجال ونزل ناحية سدير، وتكاملت عليه باقي غزوانه فيها، فلما علم الشريف بذلك داخله الفشل، وأرسل إلى فيصل يطلب الصلح وأن يرسل له أحد إخوانه مع هدية تكسر عنه الفشل، فقبل فيصل فأرسل له أخاه محمدا ومعه ثماني عمانيات وخيل، لكن أهل القصيم أشاروا عليه برد الهدية ليعلم أهل نجد بقوته فيكاتبوه، فلما علم فيصل بذلك غضب وأمر بالنفير لملاقاة الشريف، فلما بلغ الشريف خروج الإمام فيصل وابنه عبد الله داخله الفشل وحل به الرعب وقنع باليسير وشتم من أشار عليه من أهل القصيم بالخروج، وأرسل إلى فيصل للمصالحة الأبدية والمسالمة المرضية فقبل منه فيصل وأرسل له هدايا من النجائب العمانيات وأطايب الخيل، وعاد من عنيزة إلى مكة في منتصف رجب من هذه السنة راضيا على فيصل ساخطا على أهل القصيم ورؤسائهم.
هو الأمير عبد الله بن علي بن رشيد، من الجعافرة (آل جعفر) من الربيعية، من عبدة، من شمر: أول حكام آل رشيد في جبل شمر، ومؤسس حكمهم فيها.
ولد بحائل سنة 1202ه.
كان جده رشيد من سكان حائل ومات في أواخر القرن الثاني عشر للهجرة, وعرف أبناء رشيد وأحفاده بآل رشيد.
وكانت لهم في شمالي جزيرة العرب إمارة واسعة ظهر فيها أمراء وفرسان عرفوا في تاريخ نجد الحديث.
خلف رشيد عليا.
وعلي خلف عبد الله وعبيدا، حاول عبد الله بن علي بن رشيد -وهو من أغنياء أسرة جعفر العريقة وأعيانها- سنة 1235ه أن يستولي على العرش في حائل وينتزعه من آل علي بمعاونة أقاربه الكثيرين ذوي النفوذ، فنشبت الحرب بينهم وبين آل علي ودارت الدائرة على عبد الله فنفي، ولكن عبد الله عاد بعد عشر سنوات إلى جبل شمر فعينه فيصل بن تركي أميرا على جبل شمر؛ اعترافا بفضله في استرداد حكم الرياض، ومساعدته له في قتل مشاري بن عبد الرحمن الذي تآمر على قتل والده تركي بن عبد الله، وقتل عبد مشاري حمزة بن إبراهيم الذي باشر قتل تركي بن عبد الله، وبعد أن تمكن عبد الله بن رشيد في حائل طرد بيت آل علي من جبل شمر, ثم بنى عبد الله القصر الكبير، وقد توثقت العلاقة بين فيصل بن تركي وبين ابن رشيد بالمصاهرة بين الأسرتين، فقد تزوج عبد الله بن فيصل بن تركي من نورة آل عبد الله الرشيد، ثم من ابنة عمها طريفة بنت عبيد ابن رشيد، ولما توفي عنها، تزوجها شقيقه محمد بن فيصل بن تركي, وكذلك تزوج عبد الله ابن رشيد بالجوهرة أخت فيصل بن تركي، وتزوج ابنه طلال من الجوهرة بنت فيصل.
توفي عبد الله بن رشيد في حائل بعد عودته من غزوة غزا فيها عنزة، وخلفه في حكم الجبل ابنه طلال, وكان ابن رشيد خلف من الأبناء متعبا الأول-وتوفي صغيرا- ومحمدا، وطلالا، ومتعبا.
بادر الإمام فيصل بن تركي إلى عزل أمير عنيزة في هذه السنة؛ وذلك لاعتقاده بأنه أغرى شريف مكة محمد بن عون بغزو نجد، وفتح له أبواب بلدته.
وأمر الإمام فيصل على عنيزة ناصر بن عبد الرحمن السحيمي.
فناصب آل سليم أسرة الأمير المعزول أسرة السحيمي الأمير الجديد العداء، وحاولوا بزعامة عبد الله بن يحيى بن سليم اغتيال السحيمي، والاستيلاء على قصر الإمارة، ولكن محاولتهم باءت بالفشل، فهربوا من عنيزة واحتموا بأمير بريدة، وألزمهم الإمام فيصل بن تركي بالقدوم إليه في الرياض؛ ليرى فيهم، وقتل السحيمي أمير عنيزة السابق.
وأمر الإمام فيصل بن تركي السحيمي بالحضور إليه ليحاكم مع عبد الله بن يحيى بن سليم ومن معه عند قاضي الرياض.
قدم الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن من مصر إلى نجد واستعمله الإمام فيصل قاضيا في الأحساء، ثم عاد إلى الرياض ليكون قاضيا فيها مع أبيه.
وكان قد جلب معه كتبا كثيرة انتفع بها وبعلمه كثير من أهل العلم، والقضاة.
الأمير خالد بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود أمير من آل سعود، وهو من أم حبشية.
نشأ بمصر بعد حرب إبراهيم باشا للدرعية, ولما قوي أمر الإمام فيصل بن تركي في الديار النجدية أرسل محمد علي باشا خالدا مع قوة عسكرية يقودها إسماعيل بك سنة 1252 هـ لقتال فيصل بن تركي، فنشبت بينهما معارك انتهت باستسلام فيصل لخورشيد باشا في رمضان 1255 1838 م ووجهه خورشيد إلى مصر، ومعه ولداه عبد الله ومحمد وأخوه جلوي بن تركي.
وتولى خالد الإمارة، فسير حملة بقيادة سعد بن مطلق إلى الأراضي المجاورة لنجد، وخضعت له عدد من بلدان نجد عدا الخرج وبلدة الحلوة، رفض أهلها الخضوع له؛ لعلمهم أن حكمه صوري والحكم الحقيقي لمحمد علي باشا.
كتب خالد بن سعود إلى إمام مسقط سعيد بن سلطان يطالبه بالجزية التي كان يؤديها من قبل لأجداده آل سعود.
ومال خالد بن سعود إلى اللهو، فنفر منه أصحابه، وثار عليه عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان ابن سعود، فرحل خالد إلى الأحساء، فلما دخل ابن ثنيان الرياض واجتمع عليه أهل نجد مضى خالد بن سعود إلى الدمام ثم الكويت، ومنها إلى مكة.
وتوفي بجدة محموما.
بدأ الأمير عبد القادر الجزائري سياسة جديدة في حركته، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، وبعد أن كبد عبد القادر الجزائري الآليات الفرنسية هزائم متلاحقة، دعمت فرنسا قواتها بسرعة، فلجأ الجزائري مرة ثانية إلى بلاد المغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على جيش الاستطلاع الفرنسي فإن المشكلة الرئيسية أمام الأمير كانت هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الأسباني ولكنه لم يتلق أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي الجنرال لامور يسيار على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من أتباعه، وتلقى وعدا زائفا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، أول محرم 1264هـ، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون، ثم سيق إلى قلعة (أمبوزا) بمدينة طولون الفرنسية، وظل حبيسا مدة خمس سنوات، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة.
وفي هذه السنة منع الله الغيث بحكمته، فلم يقع في الأرض حيا في بلدان نجد ولا غيم ولا مطر كثير ولا قليل، من أولها إلى آخر الشتاء، وقت حلول الشمس برج الحوت، فقنط الناس قنوطا عظيما؛ لأن الناس يقولون: ما نعلم أن السماء عدم فيها الغيم مثل هذه السنة، فلما كان رابع عشر صفر أنشأ الله الغيم في السماء فصب الغيث فامتلأ كل وادي بما فيه، وضاقت مجاريه وخرب السيل في البلدان كثيرا، فلم يأت آخر الليل إلا وكل إنسان يستغيث ربه أن يرفعه عنهم، ثم عادهم السيل في رابع عشر ربيع الآخر ليلة الثلاثاء ويومها على أول حلول الشمس برج الحمل، فجاء سيل ضاقت منه الوديان وخرب البلدان في كل بلد من بلدان نجد، ثم عادها الحيا على أول دخول جمادى الآخرة، واستمر على جميع البلدان المطر نحو أربعة عشر يوما لم تطلع الشمس، وكل يوم معه سيل يجري، وحار الماء في وسط منازل البلدان حتى إنه ظهر في مسجد الجامع في بلد المجمعة، وسقط أكثر من ثلثه، وظهر الماء في المجالس وبطون النخل، وأعشبت الأرض عشبا لم يعرف له نظير!
استطاع الجيش التركي أن يدخل رومانيا، وقد ردت روسيا على هذه الخطوة من تركيا باحتلال مولدافيا، وذلك في إطار التنافس بين الدولتين في منطقة البلقان في أوروبا.
هو الشاه محمد بن عباس القاجاري الشيعي، شاه إيران في الفترة من 23 أكتوبر 1834 إلى وفاته سنة 1848، ينتمي إلى سلالة القاجاريين التي حكمت بلاد فارس بين عامي 1779 و1925.
وهو ابن عباس ميرزا، ابن فتح علي شاه وولي عهده.
خلف محمد شاه جده في الحكم.
ثم ثار عليه عمه علي ميرزا.
توفي محمد شاه يوم الثلاثاء 6 شوال من هذا العام ودام ملكه أربع عشرة سنة وثلاثة أشهر، وكان ابنه ناصر الدين ميرزا ولي العهد الذي تولى بعد وفاة والده ملك إيران.
دخلت مسقط مع الرياض في نزاع عندما رأت ضعف القوة السعودية إثر اعتداء حاكم أبو ظبي سعيد بن طحنون عليها، فرفض الثويني ابن حاكم مسقط أن يدفع ما تعهد به من الزكاة عام 1261هـ وتحالف معه ابن طحنون في السنة نفسها واتفقا على مساعدة بعضهما البعض ضد السعوديين.
لما قفل عبد الله بن فيصل راجعا بعد غارته على عنزة، نزل النفوذ المسماة اليتيمة، ووجد آثار جيش عبد العزيز المحمد أبو عليان معه أهل عنيزة واستنفر معه أيضا من وافقه من أهل بريدة على قتال عبد الله ومن معه، فأشار على عبد الله بن فيصل من معه أن يسير في طريقه ويتركهم ما دام أنهم لم يعترضوه، فقال: لا والله لا أرجع عنهم حتى يطأهم جيشي، فقصدهم في موضعهم فثار القتال وصمدوا للقتال وحمي وطيسه، ثم انهزم عبد العزيز المحمد ومن معه، وتركوا بالميدان نحو مائة وخمسين قتيلا، وقصد عبد العزيز عنيزة وتلاحق عليه فلول جيشه.
وكان يظن أن أهل عنيزة يساعدونه على إعادة الكرة، ولكن الشيخ عبد الله أبا بطين ثبط عزمهم، وأشار عليهم بعدم الدخول في أمر عبد العزيز، ثم ذهب إلى عبد العزيز المحمد أبو عليان وحذره من الفتنة، فرحل عبد العزيز من عنيزة، وقصد بريدة وهرب السحيمي قاصدا ابن رشيد، فوافاه في القوارة مقبلا لنصرة الإمام فيصل.
فلما فارق عبد العزيز عنيزة وهرب السحيمي، انتدب أهل القصيم الشيخ عبد الله أبا بطين فركب إلى الإمام فيصل وقال له: إن أهل البلاد يطلبون العفو عما مضى، وفوضوني أن أقدم لكم خضوعهم، وإنهم بالسمع والطاعة.
وكان عبد الله اليحيى، وزامل العبد الله مع الإمام فيصل، فاستشرفا للإمارة، ولكن الإمام فيصل أرسل محمد بن أحمد السديري في عدة رجال وأمره أن ينزل القصر، فدخل البلد ونزل القصر، ورحل الإمام فيصل ونزل خارج البلد، ثم دخلها بنفسه وحاشيته، فبايعوه على السمع والطاعة.
ثار أهل الأفلاق والبغدان رغبة في تكوين دولة واحدة تشمل الإقليمين مع ترانسلفانيا، ففر أمير الإقليمين وتشكلت حكومة مؤقتة، فأرسلت الدولة العثمانية جيشا بقيادة عمر باشا لإعادة الوضع إلى ما كان عليه، وسارعت روسيا واحتلت البغدان والأفلاق، وطردت الحكومة المؤقتة فاحتجت الدولة العثمانية على هذا الفعل، وكادت تقع الحرب بين الطرفين، ثم جرى اتفاق بلطة ليمان قرب استانبول عام 1265هـ ينص على أن يبقى تعيين أمراء الإقليمين من حق الدولة العثمانية، وأن يبقى فيهما جيش عثماني روسي لمدة أربع سنوات حتى يستقر الوضع.