خالد بن خلي أبو القاسم الكلاعي الحمصي قاضي حمص، استقدمه المأمون إلى دمشق فولاه قضاء حمص، وكان قد وقع اختياره على أربعة من الشيوخ بحمص: منهم يحيى بن صالح الوحاظي، وأبو اليمان الحكم بن نافع، وعلي بن عياش، وخالد بن خلي، فأشخصوا إلى دمشق، فأدخلوا على المأمون رجلاً رجلاً، فأول من دخل عليه أبو اليمان الحكم بن نافع، فسأله يحيى بن أكثم وحادثه، ثم قال له: يا حكم، ما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: فقال له: أورد علينا من هذه الأهواء شيئاً لا نعرفه. قال: فما تقول في علي بن عياش؟ قال: قلت: رجل صالح، لا يصلح للقضاء. قال: فما تقول في خالد بن خلي؟ فقال: أنا أقرأته القرآن. فأمر به فأخرج. ثم أدخل يحيى بن صالح وحادثه ثم قال له: يا يحيى، ما تقول في الحكم بن نافع؟ قال: شيخ من شيوخنا، مؤدب أولادنا، قال: فما تقول في علي بن عياش؟ فقال: رجل صالح لا يصلح للقضاء. قال: فما تقول في خالد بن خلي قال: عني أخذ العلم وكتب الفقه. قال: فأمر به فأخرج. ثم دعي علي بن عياش، فدخل عليهن فساءله وحادثه ساعة ثم قال له: يا علي، ما تقول في الحكم بن نافع؟ قال: فقلت له: شيخ صالح يقرأ القرآن، قال: فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: أحد الفقهاء. قال: فما تقول في خالد بن خلي؟ قال: رجل من أهل العلم، ثم أخذ يبكي، فكثر بكاؤه، ثم أمر به فأخرج. ثم دخل عليه خالد بن خلي: فساءله وحادثه ساعة ثم قال له: ما تقول في الحكم بن نافع؟ فقال: شيخنا وعالمنا ومن قرأنا عليه القرآن وحفظنا به. قال: فما تقول في يحيى بن صالح؟ قال: فقلت: أحد فقهائنا ومن أخذنا عنه العلم والفقه. قال: فما تقول في علي بن عياش؟ قال: رجل من الأبدال، إذا نزلت بنا نازلة سألناه فدعا الله فكشفها، فإذا أصابنا القحط واحتبس عنا المطر سألناه، فدعا الله فأسقانا الغيث. قال: ثم عمد يحيى بن أكثم إلى ستر رقيق بينه وبين المأمون، رفعه فقال له المأمون: يا يحيى، هذا يصلح للقضاء فوله. قال فأمر بالخلع فخلعت عليه، وولاه القضاء. وعن ابن عباس: أنه تمارى والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، هل سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر شأنه؟ فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر شأنه يقول: بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: تعلم أحداً أعلم منك؟ قال موسى: لا، فأوحى الله إلى موسى، بل عبدنا خضر، فسأل السبيل إلى لقيه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر، فقال فتى موسى لموسى " أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره " قال موسى " ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصاً " فوجدا خضراً، فكان من شأنهما، ما قص الله في كتابه.