عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران - ثقة

السيرة الذاتية

الاسم: عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران
الشهرة: عبد الله بن أبي داود السجستاني
الكنيه: أبو بكر
النسب: السجستاني, الأزدي
الرتبة: ثقة
عاش في: واسط, أصبهان, المدينة, سجستان, الجزيرة, البصرة, بغداد, الثغور, الشام, فارس, مصر, خراسان, الكوفة, مكة
مات في: العراق
ولد عام: 230
توفي عام: 316

الجرح والتعديل

أبو أحمد بن عدي الجرجاني : نسب في الابتداء إلى شيء من النصب، ونفاه ابن فرات من بغداد إلى واسط، ورده علي بن عيسى، وحدث وأظهر فضائل علي، ثم تحنبل فصار شيخا فيهم، وهو معروف بالطلب، وعامة ما كتب مع أبيه أبي داود، ودخل مصر والشام والعراق وخراسان وهو مقبول عند أصحاب الحديث وأما كلام أبيه
أبو الشيخ الأصبهاني : كان عالما بالأنساب والأخبار والعلل والمغازي، وقد عمل في كل فن من الفنون
أبو حاتم بن حبان البستي : الحافظ الثقة صاحب التصانيف
أبو حامد بن أسد المكتب : ما رأيت مثله يعني في العلم، وما رأيت بعد إبراهيم الحربي مثله
أبو حفص عمر بن شاهين : أملى علينا سنين، وما رأيت بيده كتابا، وبعدما عمي، كان ابنه أبو معمر يقعد تحته بدرجة، وبيده كتاب، فيقول له حديث كذا، فيقول من حفظه حتى يأتي على المجلس، وقد قال له أبو تمام الزينبي: لله درك، ما رأيت مثلك، إلا أن يكون إبراهيم الحربي
أبو دواد السجستاني : ابني عبد الله كذاب، ومن البلاء أن يطلب القضاء قال ابن عدي: أما كلام أبيه فيه فما أدري أيش تبين له منه
أبو يعلى الخليلي : حافظ إمام وقته عالم متفق عليه، وكان يقال: أئمة ثلاثة في زمن واحد: ابن أبي داود، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم
أحمد بن محمد الخلال : أحفظ من والده أبي داود
إبراهيم بن أورمة الأصبهاني : كذاب
ابن حجر العسقلاني : الحافظ الثقة، ومرة: كان يقال أئمة ثلاثة في زمن واحد: ابن أبي داود، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم
الخطيب البغدادي : كان فهما عالما حافظا زاهدا، وكان يتهم بالانحراف عن علي بن أبي طالب والميل عليه
الدارقطني : في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي، قال: ثقة، إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث
الذهبي : الحافظ الثقة، وعلق على قول أبيه عنه بقوله: لعله أراد الكذب في لهجته، لا في الحديث، فإنه حجة فيما نقله، أو كان يكذب ويوري في كلامه، ثم إنه شاخ وارعوى، ولزم الصدق والتقوي
صالح بن محمد جزرة : إمام العراق في وقته، وعلم العلم في الأمصار، نصب له السلطان المنبر فحدث عليه، لفضله ومعرفته
يحيى بن محمد بن صاعد : كفانا ما قال أبوه فيه
يحيى بن معين : ثقة
بيانات الراوي من موسوعة الأعلام

الكامل في ضعفاء الرجال - ابن عدي الجرجاني

عَبد اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ وسليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، وَعَبد الله، يُكَنَّى أبا بكر.
سمعت علي بن عَبد الله الداهري يقول: سَمعتُ أحمد بن مُحَمد بن عَمْرو بن
عيسى كركر يقول: سَمعتُ علي بن الحسين بن الجنيد يقول: سَمعتُ أبا داود السجستاني يقول ابني عَبد الله هذا كذاب.
وكان ابن صاعد يقول كفانا ما قال أبوه فيه.
سمعت مُوسَى بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الأَشْيَبِ يقول، حَدَّثني أبو بكر، قَالَ: سَمِعْتُ إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي داود كذاب سَمِعْتُ عَبد اللَّهِ بْنَ مُحَمد الْبَغَوِيُّ يَقُولُ وَقَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ بن أَبِي دَاوُدَ رُقْعَةٌ يَسْأَلُهُ عَنْ لَفْظِ حَدِيثٍ لِجِدِّهِ بَيَّنَ لَهُ مِنْ لَفْظِ غَيْرِهِ فِيهِ وَالْحَدِيثُ الَّذِي سَأَلَهُ جِدُّهُ عَنْ مُحَمد بْنِ قَيْسٍ أَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ، عَن أَبِي جَعْفَر الرازي عَن الرَّبِيعِ، عَن أَبِي الْعَالِيَةِ، عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ جَاءَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا انْسِبْ لَنَا رَبَّكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ}} فَقَالَ الْبَغَوِيُّ لَمَّا قَرَأَ رُقْعَتَهُ أَنْتَ وَاللَّهِ عِنْدِي مُنْسَلِخٌ مِنَ الْعِلْمِ.
سمعت عبدان يقول: سَمعتُ أبا داود السجستاني يقول ومن البلاء أن عَبد الله يطلب القضاء.
سمعت علي بن عَبد الله الداهري يقولُ: سَألتُ بن أبي داود بالري عن حديث الطير فقال إن صح حديث الطير فنبوة النبي باطل لأنه حكى عن حاجب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ خيانة وحاجب النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ يكون خائنا.
سمعت مُحَمد بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عَمْرو بْنِ أبي عاصم النبيل يقول أشهد على
مُحَمد بْنِ يَحْيى بْنِ مَنْدَه بين يدي الله أنه قَال لي أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قَال لي روى الزُّهْريّ عن عروة قال كانت قد حفيت أظافير علي من كثرة ما كان يتسلق على أزواج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأبو بكر بن أبي داود لولا شرطنا أول الكتاب أن كل من تكلم عنه متكلم ذكرته في كتابي هذا، وابن أبي داود قد تكلم فيه أبوه وإبراهيم الأصبهاني ونسب في الابتداء إلى شيء من النصب ونفاه بن فرات من بغداد إلى واسط ورده علي بن عيسى وحدث وأظهر فضائل علي ثم تحنبل فصار شيخا فيهم، وَهو معروف بالطلب وعامة ما كتب مع أبيه أبي داود ودخل مصر والشام والعراق وخراسان، وَهو مقبول عند أصحاب الحديث وأما كلام أبيه فيه فلا أدري أيش تبين له منه.

تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي

عَبْدُ اللَّه بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ بْنِ إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران، أبو بكر بن أَبِي داود الأزدي السجستاني :
رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقًا وغربًا، وسمعه من علماء ذلك الوقت.
فسمع بخراسان، والجبال، وأصبهان، وفارس، والبصرة، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والشام، ومصر، والجزيرة، والثغور، واستوطن بغداد وصنف «المسند» ، و «السنن» ، و «التفسير» ، و «القراءات» ، و «الناسخ والمنسوخ» ، وغير ذلك. وكان فهمًا عالِمًا حافظًا.
وحدث عن علي بن خشرم الْمَرْوَزِيّ، وأَبِي داود سليمان بن معبد السنجي، وسلمة بن شبيب ومُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي، وأَحْمَد بن الأزهر النّيسابوري، وإسحاق ابن منصور الكوسج ومُحَمَّد بن بشار بندار، ومُحَمَّد بن المثنى، وعمرو بن علي، ونصر بن علي البصريين، وإسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ النهشلي، وزياد بن أيوب، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المخرمي، ويعقوب الدورقي، ويوسف بن موسى القطان، وعباد بن يعقوب الرواجني، وأبي سعيد الأشج، ومُحَمَّد بن مصفى الحمصي، والمسيّب بن واضح
السلمي، وعلي بن حرب الموصلي، وعيسى بن حماد زغبة، وأَحْمَد بن صالح، وأبي طاهر بن السرح، ومُحَمَّد بن سلمة المرادي، وأبي الربيع الرشديني المصريين، وخلق كثير من أمثالهم. روى عنه أَبُو بكر بْن مجاهد المقرئ، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج ابن أَحْمَد، وَعبد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الواثق باللَّه، وأبو بكر الشافعي، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الوراق، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن الشخير، وأبو عُمَرَ بْن حيويه، وأَبُو بَكْرِ بْن شاذان، والدارقطني وابن شاهين، وأبو القاسم بن حبابة، ومُحَمَّد بن عبد الرحمن المخلص، وعيسى بن الوزير، فيمن لا يُحصى.
أَخْبَرَنِي الطناجيري، حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ قَالَ: سمعت عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُول: ولدت سنة ثلاثين ومائتين، ورأيت جنازة إسحاق بن راهويه، ومات سنة ثَمان وثلاثين، وكنت مع ابنه في كُتَّاب، وأول ما كتبت سنة إحدى وأربعين عن مُحَمَّد بن أسلم الطوسي، وكان بطوس، وكان رجلًا صالِحًا.
وسر بي أبي لَما كتبت عنه، وقَالَ لي: أول ما كتبت كتبت عَن رجل صالح.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر المروروذي، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: سمعت أبا حامد بن أسد المكتب يَقُول: ما رأيت مثل عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث- يعني في العلم- وذكر كلامًا كثيرًا ما ضبطته- إلا إِبْرَاهِيم الحربي وأحسب أنه قَالَ: ما رأيت بعد إِبْرَاهِيم الحربي مثله، أو كلامًا يشبه هذا.
أَخْبَرَنَا أبو منصور مُحَمَّد بن عيسى الهمذاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل صالح بْن أَحْمَدَ الْحَافِظُ قَالَ: أبو بكر عبد اللَّه بن سليمان إمام العراق، وعلم العلم في الأمصار، نصب له السلطان المنبر فحدث عليه لفضله ومعرفته، وحدث قديمًا قبل التسعين ومائتين قدم همذان سنة نيف وثمانين ومائتين، وكتب عنه عامة مشايخ بلدنا ذلك الوقت، وكان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري- من حفظه- قَالَ: سمعت أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان يَقُول- في المذاكرة- خرج أبو بكر بن أبي داود إلى سجستان في أيام عمرو بن الليث، فاجتمع إليه أصحاب الحديث وسألوه أن يحدثهم فأَبَى، وقَالَ: ليس معي كتاب، فقَالُوا له: ابن أبي داود وكتاب؟ قَالَ أبو بكر فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي، فلما قدمت بغداد قَالَ البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى سجستان ولعب بالناس، ثم فيجوا فيجًا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم
النسخة فكتبت، وجيء بها إلى بغداد وعرضت على الحفاظ بها فخطئوني في ستة أحاديث، منها ثلاثة حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أحاديث أخطأت فيها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن علي المقرئ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري قَالَ: سمعت أبا علي الْحُسَيْن بن علي الحافظ يَقُول: سمعت أبا بكر بْن أبي داود يَقُول: حدثت بأصبهان من حفظي ستة وثلاثين ألف حديث، ألزموني الوهم منها في سبعة أحاديث، فلما انصرفت إلى العراق وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به.
سمعت الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال يَقُول: كان أبو بكر بن أبي داود أحفظ من أبيه. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ قَالَ: أنشدنا أَبُو الْحُسَيْن علي بْن يَحْيَى ابن إسحاق الواسطيّ- في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة في جامع المدينة- قَالَ: أنشدنا ابن أَبِي داود لنفسه:
إذا تشاجر أهل العلم فِي خبر ... فليطلب البعض من بعض أصولهم
إخراجك الأصل فعل الصادقين فإن ... لم تخرج الأصل لم تسلك سبيلهم
فاصدع بعلم ولا تردد نصيحتهم ... وأظهر أصولك إن الفرع متهم
كتب لي أَبُو ذر عَبْد بْن أَحْمَد الْهَرَويّ- من مكة- يذكر أَنَّهُ سمع أبا حفص بن شاهين يَقُولُ: سمعت أبا بكر بْن أبي داود يَقُول: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد، فاشتريت به ثلاثين مدًا باقلَّاء، فكنت آكل منه [كل يوم] مدًا، وأكتب عن أَبِي سعيد الأشج ألف حديث، فلما كان الشهر حصل معي ثلاثون ألف حديث قَالَ أبو ذر: من بين مقطوع، ومرسل، وموقف.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيّ قَالَ: قرأتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِم بن النخاس: سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود يَقُول: رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أَبِي هريرة، كث اللحية، ربعة أسمر عليه ثياب غلاظ. فقلت: يا أبا هريرة إني لأُحبك، فقَالَ: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا. فقلت: يا أبا هريرة كم من رجل أسند عن أَبِي صالح عنك؟ فقَالَ: مائة رجل، قَالَ ابن أَبِي داود: فنظرت فإذا عندي نحوها.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي قَالَ: سمعت أبا القاسم طلحة بن مُحَمَّد بن جعفر- صاحب ابن مجاهد- يَقُول: سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود يَقُول: مررت يومًا بباب
الطاق فإذا رجل يعبر الرؤيا، فمر به رجل فأعطاه قطعة وقَالَ له: رأيت البارحة كأني أطالب بصداق امرأة ولم أتزوج قط؟ فرد عليه القطعة وقَالَ: ليس لِهذه جواب.
فتقدمت إليه فقلت: خذ منه القطعة حتى أفسر له جوابها، فأخذ القطعة فقلت للرجل: أنت تطالب بخراج أرض ليست لك، فَقَالَ: هوذا واللَّه معي العون.
سمعت بعض شيوخنا وأظنه هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري يحكي عن عيسى بن عليّ ابن عيسى الوزير أنه كان يشير إلى مواضع في داره يَقُول: حَدَّثَنَا أبو القاسم البغوي في ذلك الموضع، وحَدَّثَنَا يَحْيَى بن صاعد في ذلك الموضع، وحَدَّثَنَا أبو بكر بن مجاهد في ذلك الموضع، وذكر غير هؤلاء أيضًا، فيقَالَ له: لا نراك تذكر أبا بكر بن أَبِي داود؟ فيَقُول: ليته إذا مضينا إلى داره كان يأذن لنا في الدخول إليه، والقراءة عليه.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي- بِدَرْزِيجَانَ- قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أيوب القطان يَقُول: كنت عند مُحَمَّد بن جرير الطبري، فقَالَ له رجل: إن ابن أَبِي داود يقرأ على الناس فضائل علي بن أَبِي طالب، فَقَالَ ابن جرير: تكبيرة من حارس.
قلت: كان ابن أَبِي داود يُتهم بالانحراف عن علي والميل عليه.
فأَخْبَرَنِي علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن أَبِي داود- غير مرة- وهو يَقُول: كل من بيني وبينه شيء، أو ذكرني بشيء- شك أبو الْحَسَن- فهو في حل، إلا من رماني ببغض علي بن أَبِي طالب.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن أَبِي بكر بن أَبِي داود فَقَالَ:
ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث.
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عيسى بن حامد بن بشر الرخجي: مات عَبْدُ اللَّه بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ بْنِ أَبِي داود- أبو بكر السجستاني- ليلة الاثنين، ودفن يوم الاثنين الظهر لثمان عشرة خلت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وثلاثمائة، وصلى عليه مطلب الهاشمي صاحب الصلاة في جامع الرصافة، ودفن في مقابر باب البستان.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّه بن الفتح بن الشخير الصيرفي قَالَ: مات أبو بكر بن أَبِي داود يوم الأحد لاثنتي عشرة
بقيت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وثلاثمائة، وصلى عليه مطلب صاحب الصلاة ومات وهو ابن سبع وثَمانين سنة قد مضى له منها ثلاثة أشهر، ودفن في مقبرة باب البستان، وصلى عليه زهاء ثلاثمائة ألف إنسان أو أكثر، وصلي عليه في أربعة مواضع، وأخرج صلاة الغداة، ودفن بعد صلاة الظهر، وكان زاهدًا عالمًا ناسكًا رضي اللَّه عنه، وأسكنه الجنة برحمته.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت عبد الأعلى بن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن الأشعث يَقُولُ: توفي أَبِي وهو ابن ست وثَمانين سنة وستة أشهر وأيام، وصلى عليه مطلب الهاشمي ثم أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، صلى عليه ثَمانين مرة، حتى أنفذ المقتدر بنازوك فخلصوا جنازته ودفنوه، وخلف ثمانية أولاد، أبو داود مُحَمَّد، وأبو معمر عبيد اللَّه، وأبو أَحْمَد عبد الأعلى، وخمس بنات أكبرهن فاطمة وحدثت.

مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور

عبد الله بن سليمان بن الأشعث
ابن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران أبو بكر بن أبي داود، الأزدي الحافظ.
أصله من سجستان، وولد بها، ونشأ ببغداد. وقدم دمشق مع أبيه وسمع بها وطاف به أبوه شرقاً وغرباً، وأسمعه من علماء ذلك الوقت. وصنف المسند والسنن والتفسير والقراءات والناسخ والمنسوخ وغير ذلك. وكان فهماً عالماً حافظاً.
حدث أبو بكر بن أبي داود عن هشام بن خالد بسنده إلى ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يباشر أم سلمة وعلى قبلها ثوب. يعني: وهي حائض.
وحدث عن أحمد بن صالح المصري بسنده إلى أسماء بنت أبي بكر قالت: دخل علي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أكيل نفقة لنا وأحصيها فقال: يا أسماء، لا تحصي فيحصي الله عليك.
وحدث عن محمد بن قهزاذ بسنده إلى جابر بن عبد الله أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ في طست، فأخذت فصببته في بئر لنا.
ولد عبد الله بن أبي داود سنة ثلاثين ومئتين.
كان أحمد بن صالح يمتنع على المرد من رواية الحديث لهم، تعففاً وتنزهاً ونفياً للظنة عن نفسه، وكان أبو داود يحضر مجلسه ويسمع منه، وكان له ابن أمرد يحب أن يسمعه حديثه، وعرف عادته في الامتناع عليه من الرواية، فاحتال أبو داود بأن شد على ذقن ابنه قطعة من الشعر ليتوهم ملتحياً، ثم أحضره المجلس، وأسمعه جزءاً، فأخبر الشيخ بذلك فقال لأبي داود: أمثلي يعمل معه مثل هذا؟ فقال له: أيها الشيخ، لا تنكر علي ما فعلته، واجمع ابني هذا مع شيوخ الفقهاء والرواة فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرمه حينئذ من السماع. قال: فاجتمع طائفة من الشيوخ، فتعرض لهم هذا الابن مطارحاً وغلب الجميع بفهمه، ولم يرو له الشيخ مع ذلك شيئاً من حديثه، وحصل لذلك الجزء الأول، وكان ابن أبي داود يفتخر برواية هذا الجزء الواحد.
قال أبو بكر بن أبي داود: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد فاشتريت به ثلاثين مداً باقلاء، فكنت آكل منه مداً وأكتب عن أبي سعيد الأشج ألف حديث. فلما كان الشهر حصل معي ثلاثون ألف حديث. قال أبو ذر الهروي: من بين مقطوع، ومرسل، وموقوف.
وكان أبو بكر عبد الله بن سليمان إمام العراق وعلم العلم في الأمصار، ومن نصب له السلطان المنبر، فحدث عليه لفضله ومعرفته. وحدث قديماً قبل السبعين ومئتين. قدم
همذان سنة نيف وثمانين ومئتين. وكتب عنه عامة المشايخ ذلك الوقت. وكان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الإتقان ما بلغ هو.
قال ابن شاذان: قدم ابن أبي أصبهان، فسألوه أن يحدثهم فقال: ما معي أصل، فقالوا: ابن أبي داود وأصول؟! فأملى عليهم ثلاثين ألف حديث، ما أخطأ إلا في سبعة: ثلاثة هو أخطأ فيها، وأربعة كان شيوخه أخطؤوا فيها.
قال أبو بكر بن أبي داود: حدثت بأصبهان من حفظي نيفاً وثلاثين ألف حديث ألزموني الوهم منها في سبعة أحاديث، ولما انصرفت إلى العراق وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به.
خرج أبو بكر بن أبي داود إلى سجستان في أيام عمرو بن الليث، فاجتمع إليه أصحاب الحديث وسألوه أن يحدثهم فأبى وقال: ليس معي كتاب. فقالوا له: ابن أبي داود وكتاب؟! قال أبو بكر: فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي. فلما قدمت بغداد قال البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى سجستان ولعب بالناس، ثم فيجوا فيجاً اكتروه بستة دنانير، إلى سجستان ليكتب لهم النسخة، فكتب وجيء بها إلى بغداد وعرضت على الحفاظ بها فخطؤوني في ستة أحاديث: منها ثلاثة حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أحاديث أخطأت فيها.
قال أبو حفص بن شاهين: أملى علينا ابن أبي داود نحو العشرين سنة، ما رأيت بيده كتاباً، إنما كان يملي حفظاً. وكان يقعد على المنبر بعدما عمي، وكان ابنه أبو معمر يقعد تحته بدرجة وبيده كتاب يقول له: حديث كذا، فيقول من حفظه حتى يأتي على المجلس. وكان قرأ عليهم يوماً حديث القنوت من حفظه، فقام أبو تمام الزينبي وقال: لله درك، ما رأيت مثلك إلا أن يكون إبراهيم الحربي. فقال ابن أبي داود: كل ما كان يحفظ إبراهيم فأنا أحفظه، وأنا
أعرف الطب وإبراهيم ما كان يعرفه، وأنا أعرف النجوم وإبراهيم ما كان يعرف.
قال هبة الله بن الحسن الطبري، وحكى عن عيسى بن علي بن عيسى الوزير: إنه كان يشير إلى موضع في داره فيقول: حدثنا أبو القاسم البغوي في ذلك الموضع، وحدثنا يحيى بن صاعد في ذلك الموضع، وحدثنا أبو بكر بن مجاهد في ذلك الموضع، وذكر غير هؤلاء، فقلنا له: لا نراك تذكر أبا بكر بن داود: فقال: ليته إذا مضينا إلى داره كان يأذن لنا في الدخول إليه والقراءة عليه.
قال أبو حفص بن شاهين:
لما أراد الوزير عيسى بن علي أن يصلح بين ابن أبي داود وابن صاعد جمعهما عنده، وحضر القاضي أبو عمر، فقال الوزير لابن أبي داود: أبو محمد أكبر منك فلو قمت إليه يا أبا بكر وسلمت عليه فقال: لا أفعل، فقال له الوزير: أنت شيخ زيف، فقال ابن أبي دواد: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال الوزير: من الكذاب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: هذا، ثم قام وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل أن رزقي يصل على يدك، والله ما أخذت من يدك شيئاً أبداً، ويم آخذه يكون علي مئة بدنة مجللة مهداة إلى بيت الله الحرام. فكان المقتدر بعد ذلك يرزق رزقه بيده ويجعله في طبق ويبعثه إليه من يد الخادم. وكان مولد ابن صاعد سنة تسع وعشرين، ومولد ابن أبي داود سنة ثلاثين. بينهما سنة. وتوفي ابن أبي داود سنة ست عشرة وثلاث مئة. ومن شعر ابن أبي داود:
إذا تشاجر أهل العلم في خبر ... فليطلب البعض من بعض أصولهم
إخراجك الأصل فعل الصادقين فإن ... لم تخرج الأصل لم تسلك سبيلهم
فاصدع بعلمٍ ولا تردد نصيحتهم ... واظهر أصولك إن الفرع متهم
قال أبو بكر بن أبي داود: رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، كث اللحية ربعة، أسمر، عليه ثياب غلاظ فقلت: يا أبا هريرة، إني لأحبك فقال: أنا أول صاحب
حديث كان في الدنيا قلت: يا أبا هريرة، كم من رجل أسند عن أبي صالح عنك؟ فقال: مئة رجل، قال ابن داود: فنظرت فإذا عندي نحوها.
قال أبو بكر بن أبي داود: مررت يوماً بباب الطاق فإذا رجل يعبر الرؤيا، فمر به رجل فأعطاه قطعة، وقال: رأيت البارحة كأني أطالب بصداق امرأة ولم أتزوج قط، فرد عليه القطعة وقال: ليس لهذه جواب، فقلت له: خذ منه القطعة حتى أفسر له جوابها، فأخذ القطعة فقلت للرجل: أنت تطالب بخراج أرض ليست لك. فقال: هو ذا والله، معي العون.
سئل الدارقطني عن أبي بكر بن أبي داود فقال: ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث.
كان أبو داود السجستاني يقول: ابني عبد الله كذاب.
وكان يقول: ومن البلاء أن عبد الله يطلب القضاء.
وكان ابن أبي داود يتهم بالانحراف عن علي عليه السلام والميل عليه.
قال رجل لمحمد بن جرير الطبري: إن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي بن أبي طالب! فقال ابن جرير: تكبيرة من حارس.
قال علي بن عبد الله الداهري: سألت ابن أبي داود بالري عن حديث الطير، فقال: إن صح حديث الطير فنبوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باطل، لأنه حكى عن حاجب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيانة، وحاجب النبي لا يكون خائناً.
كان أبو بكر بن أبي داود قدم أصبهان، وكان من المتبحرين في فنون العلم والحفظ والفهم والذكاء، فحسده جماعة من الناس. وأخبرني يوماًفي مذاكرته ما قالته الناصبة في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وما نسبه الخوارج والنواصب إليه. فنسبوا الحكاية إليه، وتقولوا عليه، وحرضوا جعفر بن محمد بن شريك، وأقاموا بعض العلوية خصماً، فأحضر
مجلس الوالي أبي ليلى الحارث بن عبد العزيز، وأقاموا عليه الشهادة، فأمر الوالي أبو ليلى بضرب عنقه، فاتصل الخبر بمحمد بن عبد الله بن الحسن فحضر الوالي أبا ليلى وجرح الشهود وقدم في شهادتهم، وأخذ بيد عبد الله بن أبي داود فأخرجه وخلصه من القتل. وكان عبد الله بن أبي داود يدعو لمحمد بن عبد الله طول حياته، ويدعو على الذين شهدوا عليه، فاستجيب له فيهم، وأصابت كل واحد منهم دعوته، فمنهم من احترق، ومنهم من خلط وفقد عقله. وقد روي عنه أنه تبرأ من ذلك. وكان يقول: كل من بيني وبينه شيء أو ذكرني بشيء فهو في حل إلا من رماني ببغض علي بن أبي طالب.
لما توفي عبد الله بن سليمان صلى عليه مطلب الهاشمي ثم أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، ثم صلي عليه ثمانين مرة حتى أنفذ المقتدر بنازوك، فخلصوا جنازته ودفنوه. ومات وهو ابن سبع وثمانين سنة. وصلى عليه زهاء ثلاث مئة ألف إنسان وأكثر، وصلي عليه في أربعة مواضع، رحمه الله.