مدخل |
- وَجَعُ الذّكرى |
وتراتيلُ الليل ِ |
- ُطيورُ الغاب ِ المفجوعةُ في الأحباب ِ. |
- أباريقُ الفجْر ِ المسكوبةُ |
في عيني ُأنثى النورس ِ، |
قبلَ الهجرة ِ أوبعدَ وصولِ ِ السّربِ. |
- عناقيدُ العنبِ الحامِضْ. |
- أيدي القطّافينَ ، |
وأيدي الزّرّاعِ ، |
وأيدي المُنتظرينَ على بابِ الموسِمْ. |
- أفئدةُ العُشّاقِ المخدوعينَ |
بوعدِ الصّحراء ِ |
- أعاصيرُ الفِكرِ على ورق ِ الدّفترْ. |
-أشرِعةُ العودةِ للظّلِّ |
- أهازيجُ المهزومينَ على الشّاطئِِ |
ينتظِرونَ الأخبارَ المهزومةْ.. |
- أرغفهُ الصبرِ المقسومةُ |
بالعدلِ المُطلق ِ |
بينَ الطير ِ |
وبينَ الناس ِ |
وباقي خلقِ اللهِ |
- أنامِلُ حورِيّاتِ البحر ِ ، |
تُلامِسُ جِلْدَ الساحِلْ. |
يصحو السّاحِلُ من هذَيان ِ الحُمّى |
يستقبلُ بحّارتَهُ باللّهفة ِ والإعياءْ. |
- نقشُ العَرَبِ الخُلّصِ في صدر ِ الموجة ِ |
أو ظهر ِ كثيب ِ الرّمل ِ |
- نحيبُ الموجة ِ والرّمل ِ |
على أجفان ِالعرب ِالخُلّص ِ. |
- أضرِحةُ الصّوفيّةِ |
في الشّام ِومِصرَ.. |
- حُشودُ الزّوّار ِ، |
- البكّاؤونَ، |
- سماسِرةُ الدّفن ِ، |
- النّدّاباتُ ، |
- الدّجَلُ المُتفشّي في أسواق ِالموتْ.. |
مشهد التيه |
أضَعْتُ الوُجهةَ |
ضيّعتُ طريقي، |
نحوَ الكوخ ِ المضروب ِعلى رأس ِ التلِّ.. |
فقدْتُ جناحَيَّ |
ورِجلاي تذوبان ِبهذي الزّّّحمةْ. |
كيفَ أعودُ إلى حالتِِيَ الأولى؟ |
من يتأبّطُني زُوّادَةَ دربٍ؟ |
كي أغفو باقي أيّام ِالعُمر ِ |
وأصحو في رأس ِالتَلِّ |
مع الصُّبح ِ . |
غريبٌ |
أتلَمّسُ أقنِعةَ الخَلق ِ |
وأبحثُ عمّنْ يُشبِهُني.. |
وحدي في الزّحمة ِ.. |
من يُرشِدُني نحوي؟ |
قلبي يتناثرُ مِنّي في كُلّ مكان ٍ.. |
أجمعُهُ.. |
يتناثرُ ثانيةً. |
يتماهى بالشّارِع ِ ، |
يُنكِرُني.. |
أتلمّسُهُ في النّاسِ.. |
لقد صار غريباً مِثلي |
يبحثُ عن رأس ِالتّلِّ ، |
هُنالِكَ ، |
حيثُ يعودُ السّربُ ، |
ويغفو بعدَ عناءِ الرّحلةْ. |
قلبي ، |
لُغتي ودليلي في العتمةْ. |
وحدي ، أتحسّسُ جُدرانَ العُمر ِ |
أُقاسِمُها في الليل ِضياعي |
وتُقاسِمُني الصّمتْ. |
تتعهّدُني |
بجفاء ِ الأحباب ِ ، |
وقسوة ِ من شرِبوا من كأسي ، |
وارتحلوا.. |
تقِف اللّّّحظةُ حيثُ وقفْتُ ، |
(( وما في الجُبّة ِغيري)) .. |
أحبابي رحلوا.. |
رِجلايَ تذوبان ِ |
إلى حدِّ اليأس ِ |
وما عادوا . |
أهْلكْتُ الخيلَ ، |
طوَيتُ الأرضَ ، |
وعُدتُ إلى حيثُ فَنائي |
بينَ الأمصار ِ |
وما عادوا. |
كيفَ أُحنِّي أطرافَ الأمَل ِ |
المعقود ِ بعودتِهِمْ |
بعد ضياع ِ الجِهةِ الأشهى.. |
ولِمَ الأعيادُ ؟ |
جِهتي قلبٌ ، |
لُغةٌ ، |
بُعدٌ ، |
تتوحّد فيه ِالأبعادُ . |
أرصِفةٌ تُؤوي الفُقراءَ |
وتُرضِعُ أبناءَ الشّمس ِ |
من الشّمس ِ |
هُنالِكَ ، |
حيثُ الوجهُ الآخَرُ للدنيا |
أو حيثُ الأشياءُ ، |
بِحالتِها الأولى.. |
مشهد الانكفاء |
في هذا الجُزءِ المعزول ِمن العالم ِ ، |
في هذا المقهى ، |
من هذا الكُرسِيِّ ، |
أُحدّقُ في كُلّ الأشياءِ ، |
أُحمِّلُها ما لا تحملُ ، |
أسبحُ في بحر ِدقائِقِها زَمَناً .. |
وأعودُ بأخبار ِالخَلق ِ المُهملْ . |
من هذا الكُرسِيِّ ، |
عرفتُ الأصعَبَ والأسهلَ |
والأقبحَ والأجملْ . |
وقرأتُ تراتيلَ النّجمةِ في الليل ِ ، |
وما تركَ السّهرُ المجنونُ |
على الطّرْفِ الأكحلْ . |
زاوِيةٌ في هذاالكونِ الشاسِعِ تكفي .. |
زاوِيةٌ تتحمّلُ طينَكَ ، |
أوهامَكَ . |
زاوِيةٌ ، |
تُغريكَ بِعِطرِ اللّحظةِ ، |
تُهديكَ الحبّةَ |
والتُربةَ |
والمِنْجَلْ . |
زاوِيةٌ ، |
منها تستدعي الكونَ ، |
تُحدّثُهُ |
تستفتيهِ |
تُقرّعُهُ تستجديهِ |
تُجرّدُهُ |
تُعطيهِ |
تُؤمّرُهُ .. |
تتواصلُ فيهِ |
بما فاتكَ ، |
تَفصِلُهُ .. |
زاوِيةٌ ، |
تورِقُ في الجدْبِ |
وتُثمِرُ قبلَ المِوسمْ . |
زاوِيةٌ ، |
تُخلي قلبَكَ من وَسَخ ِ المِشْوار ِ |
وتسكُبُ فيكَ اللّونَ المائِيَّ |
لتُصبحَ لوناً أبهى ، |
روضاً أزهى ، |
نهراً أطولْ . |
مشهد القصاص |
ماذا لو تقتَصُّ الأرضُ |
من الُكلِّ |
بما كسبتْ أيدي البعض ِ؟ |
تُراها ، هل تَخْضَرُّ لسائمةٍ ؟ |
أو تُنبِتُ فُلاًّ لحبيبين ِ ، |
تراءى لهُما أنّ العُمرَ طويلٌ |
وبياضٌ كالفُلِّ . |
تُراها ، هل تنضحُ, ماءً ، |
لجبينٍ يتغشّاهُ لهيبُ الصّحراءْ ؟ |
ماذا لو تقتصُّ الأرضُ من الأبناء ِ |
بما كسَبَتْ أيدي الآباءْ ؟ |
مشهد المختار |
زيتونُك ِ يا أرضُ شحيحٌ هذا العامُ |
وأطفالُك ِ جوعى .. |
يقتاتونَ على الخُبزِ اليابِسٍ والماءْ . |
والمُختارُ ، |
يعُدُّ نقودَ العامِ الفائِتْ . |
يُخطِئُ في العَدِّ ، |
ويحسِبُ ثانِيةً .. |
يُخطِئُ ، |
يحسِبُ ، |
يُخطِئُ ، |
يحسِبُ .. |
ثُمّ تضيعُ الحِسبةْ . |
لم يبقَ من العُمرِ كما فاتَ ، |
وتمتدُّ اللّعبةْ .. |
الأطفالُ تجوعُ وتعرى |
والقتلى يزدادونَ ،كما تزداد نُقودُ المُختارْ . |
وهو يعُدُّ القتلى |
والجرحى |
والأموالَ |
ويُخطِئُ في العَدِّ .. |
يُعيدُ الكَرّةَ ، |
تَكْثُرُ في عينيهِ الأصفارْ . |
من أينَ أتى هذا الصِّفرُ ؟ |
وذاكَ الواحَدُ ، والخمسةُ ..؟ |
كيفَ تَكَوَّنَ هذا الرّقمُ الجَبَّارْ ؟ |
زيتٌ |
زيتونٌ |
قتلى |
جرحى .. |
ونُقودٌ بالعُملاتِ الصّعبة ِ ، |
للوضْع ِ الصّعب ِ ، |
وأرصِفةٌ تبكي الشُّهداءَ |
وتهتِفُ باسم ِ المُختارْ . |
مشهد العودة |
تقِفُ الساعةُ ، |
تشهقُ ، |
رجعاً لصدى الصّرخة ِ |
تحتَ لهيبِ الوقتِ . |
يفوحُ دُخانُ اللّيل ِ ، |
وعطرُ الجُرحِ المنقوشِ حديثاً |
فوقَ جبينٍ نرفعُهُ |
كي لا نوصمَ بالعارْ . |
- وطنٌ تولدُ فيهِ ، |
- وطنٌ يولدُ فيكَ ، |
- وثالِثُ، تسمعُ عنهُ .. |
فأيُّ الأوطان ِ المُرّة ِ |
- في الوقتِ الضّائعِ |
تختارْ ؟ |
وجعُ الذّكرى |
وتراتيلُ الليل ِ |
تُحرّضُ فيَّ الشّعرَ فأكتُبُهُ |
بالخطِّ المهزوزِ على كُلّ جدارْ . |
وحدي حينَ ينامُ الليلُ ، |
أفُكُّ رِباطَ الخيل ِ |
وأُطلِقُها .. |
ورِباطَ الفِكرِ ، |
ليسرَحَ في دُنيا الأحرارْ . |
أستدعي كُلَّ طيور ِ الغاب ِ |
المفجوعةِ في الأحبابِ ، |
أُسامِرُها ، |
حتى ينبُتَ قبلَ الفجر ِ جناحي .. |
تقِف الساعةُ ، |
عند الحدّ الفاصِلِ |
بينَ الموتينِ : |
العودةُ ، |
واللاعودةُ ، |
فاسْتَرْشَدْتُ |
بِحَدِّ السّيفِ ، |
وأسرجْتُ من الليل ِ صباحي .. |