حَمدْنَا الذي أدَّى ابنُ يَحْيَى فأصْبَحَتْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حَمدْنَا الذي أدَّى ابنُ يَحْيَى فأصْبَحَتْ | بمقدمهِ تجري لنا الطيرُ أسعداَ |
وما هَجَعَتْ حَتَّى رَأتْهُ عُيُونُنا | وما زلْنَ حتّى آبَ بالدَّمْع حُشَّدَا |
لَقَدْ صَبَحَتْنا خَيْلُهُ ورجَالُهُ | بأرْوَع بَدْءِ النَّاس بَأْساً وسُؤدَدا |
فكانَ مِن الآباءِ أحْنَى وأعْوَدَا | ضُحى الصُّبْحِ جِلْبَابَ الدُّجَى فَتَعَرَّدا |
لقدْ راعَ منْ أمسى بمرو مسيرهُ | إلينا وقالوا شعبنا قدْ تبددا |
عَلى حِينَ ألْقَى قُفْلَ كُلِّ ظُلاَمَة ٍ | وأطْلَقَ بالعَفْوِ الأسيرَ المُقَيَّدَا |
وأفْشَى بِلاَ مَنٍّ مَعَ العَدْلِ فِيهِم | أيادِيَ عُرْفٍ بَاقِيَاتٍ وَعُوَّدَا |
فأذهب روعاتِ المخاوفِ عنهمُ | واصدرَ باغس الأمنِ فيهم وأورداَ |
وأجْدى عَلَى الأيْتَام فيهم بِعْرُفِهِ | فكانَ منَ الآباءِ أحنى وأ‘وداَ |
إذا النَّاسُ رامُوا غَايَة َ الفَضْلِ في النَّدَى | وفي البأسِ ألفوها من النجمِ أبعداَ |
سَمَا صَاعِداً بالفَضْلِ يَحْيَى وَخالِدٌ | إلى كلَّ أمرٍ كان أسنى وأمجداَ |
يلين لمنْ أعطى الخليفة طاعة ً | ويسقي دمَ العاصي الحسامَ المهنداَ |
أدلتْ معَ الشركِ النفاقَ سيوفهُ | وكانَتْ لأهْلِ الدِّينِ عِزاً مُؤبَّدَا |
وشدَّ القوى منْ بيعة ِ المصطفى الذي | عَلَى فَضْلِهِ عَهْدَ الخَلِيفَة ِ قُلِّدَا |
سَمِيُّ النَّبِيِّ الفَاتِح الخَاتم الذي | بهِ الله أعطى كلَّ خيرٍ وسدداَ |
أبحتَ جبالَ الكابليَّ ولمْ تدعْ | بهنَّ لنيرانِ الضلالة ِ موقداَ |
فأطْلَعْتَها خَيْلاً وَطِئْنَ جُمُوعَهُ | قَتِيلاً وَمَأْسُوراً وَفَلاًّ مُشَرَّدَا |
وعدتْ على ابن البرمِ نعماكَ بعدما | تحوبَ مخذولاً يرى الموت مفرداَ |