قفا نقتبس من نور تلك الركائب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قفا نقتبس من نور تلك الركائب | فما ظعنتْ الابزُهرِ الكواكبِ |
وإلا بأَقمارٍ من الحيِّ لُحْنَ في | مشارق من أحداجها ومغاربِ |
سرت وعباب الليل يزخر موجه | ة لا نمنشآت غير هوج لواغبِ |
فما زلتُ أُذري أبحراً من مدامعي | على خائضات أبحراً من غياهبِ |
وما بيَ إلا عارضٌ سلبَ الكرى | بخفة ِ برقٍ آخرَ الليلِ واصبِ |
أضاء بذات الأثل والأثل دونه | وجيف المطايا والعتاق الشوازبِ |
فيا دين قلبي من تألق بارق | سرى قاتَّقَته مُقلَتي بسحائبِ |
ويا لحمامات بكين وإنما | غدوتُ قتيلَ الشوقِ وهي نوادبي |
كِلُوْنَا لأطرافِ الرماحِ فإننا | نكلنا جميعاً عن لحاظ الحبائبِ |
وإنَّا لمنْ قومٍ تهابُ نفوُسُهُمْ | عيون المها دون القنا والقواضبِ |
تمرُّ بنا الأنواءُ وهي هواطلٌ | فترغب عنها بالدوموع السواكبِ |
وفاءً لدهرٍ كان مستشفعاً لنا | بسودِ الليالي عند بيضِ الكواعبِ |
فكم ليلة ليلاء خلّيت مثلها | من الهمّ في غربيبها المتراكبِ |
بكل فتاة إن رمتك بسهمها | فعن حاجب تشبيهه قوس حاجبِ |
تنسمتُ من أنفاسِها أَرَجَ الصَّبا | وجنبت علويّ الصبا والجنائبِ |
وما جنّت الظلماء إلا لبسيتها | دثاراً على ضافي شعور الذوائبِ |
وقد أَذهلتني عن نجومِ سمائِها | نجومُ حُليٍّ في سماءِ ترائبِ |
أَوانَ هصرتُ الوصلَ تندى فروعُهُ | جنى ّ ووردت الأنس المشاربِ |
فقد أَفْلتتْ تلك المها من حبائلي | ونكّب إسعاف المنى عن مطالبي |
تغيرت الأيام حتى تغيرت | بها أَقربائي غدرة ً وأجانبي |
وعلمني صرف الزمان وريبه | بأ نّ اقتناء الناس شرّ المكاسبِ |
وكنت إذا فارقت إلفاً بكيته | بكاءَ عديٍّ صنوَهُ بالذَّنائِبِ |
فها أنا إنْ أُشعِرتُ رحلة َ ظاعنٍ | تلقيته منها بفرحة آيبِ |
فلم تحمِل الغبراءُ أنجبَ من فتى ً | رمى غير أعلام العلا بالنجائبِ |
ولا صحبتْ كفّي على دلجِ السُرى | أبرَّ وأَوفى منْ رقيقِ المضاربِ |
ولا کنتُدبتْ فوقَ البَنان يراعة ٌ | لأوجبَ من تحسين ذكر کبن واجب |
شهابٌ لو کنّ الليل أُلبسَ نُورَهُ | نضا مِعطفيهِ من ثياب الغياهبِ |
وروضة علم أغدقت جنباتها | بشؤبوبِ وبْلٍ للبلاغة صائبِ |
نماه إلى العلياء كلّ مرجب | عظيم رماد النار سبط الرواجبِ |
من القومِ شادوا مجدهمْ بمواهِبٍ | تُريك الغمامَ الوُطف أدنى المواهبِ |
غطارفة شمُّ الأُنوفِ تسنَّمُوا | من الدولة ِ الغَرَّاءِ أعلى المراتبِ |
وَهَيْنُونَ إلا أنهم لِعَدوِّهِمْ | أبيُّونَ أمثالَ القرومِ المصاعبِ |
هم أدبوا الأيام حتى تحصنت | ذنوبُ عواديها بحْسنِ العواقبِ |
وهم أكملوا العلياء من بعد كونها | خداجاً وحلوها بغر المناقبِ |
لها من نجوم السعد أيمن طالب | ومن صاحب الأحكام أفضل صاحبِ |