رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا، | و ستشعروا النصرَ العزيزَ سلاحا |
واستَقبَلُوا أُفُقَ الشَّمالِ بجَحفَلٍ | نَشَرَ القَتامَ، على الشّمالِ، جَناحَا |
قد ماسَ في أرجالهِ شجرُ القنا | وجَرَى بهِ ماءُ الحَديدِ، فَساحَا |
مَطَرَ الأعاجِمَ منهُ عَارِضُ سَطوَة ٍ، | بَرَقَ الحَديدُ بجانِبَيهِ، فَلاحا |
حتى إذا قضمَ المهنّدُ نبوة ً | واندقّ صدرُ السمهريّ فطاحا |
وتَخَايَلَتْ بِهِمِ الجِيادُ، كأنّما | بسطتهمُ فوقَ البطاحِ بطاحا |
قتلى بحيثُ ارفضّ دمعُ المزنِ لا | رحمى فأسعدهُ الحمامُ فناحا |
قد تُرّبَتْ منهم صَحائِفُ أوجُهٍ، | جَعَلَتْ تُمزّقُها السّيوفُ جِراحا |
فلَوِ اطّلَعتَ لَما اطّلَعتَ على سِوَى | سهمٍ تشلّمَ في قتيلٍ طاحا |
فحمتْ حريمَ المسلمينَ مصارعٌ | تَركَتْ حَريمَ المُشرِكينَ مُباحَا |
مُسوَّدَّ ساحاتِ المَنازِلِ وَحشَة ً، | مملوءَ أفنية ِ الديار نياحا |
تأتي صقورٌ منهمُ منقضة ٌ | قدراً على مهجِ العدوّ متاحا |
مَلأوا ضُلُوعَ اللّيلِ زُرْقَ أسِنّة ٍ، | سَالَتْ على أعطافِهِ أوضاحَا |
شربتْ معاطفَ كلِّ طرفٍ راحا | |
من كلّ منصورِ اللّواءِ اذا سرى | مثُلتْ له عقبى السرى فارتاحا |
فانصاع يضحكُ وجههُ عن غرّة ٍ | سالَتْ، ويَلعَبُ في العِنانِ مِرَاحَا |
يسري بأبلحَ ما ادلهمتْ روعة ً | إلاّ تلألأ وجههُ مصباحا |
وأقامَ فَوقَهُمُ العَجاجَة َ كِلّة ً، | و أدارَ بينهمُ الردى أقداحا |
أيسارُ حربٍ كلما اشتجرَ القنا | لم يُعمِلُوا، إلاّ الرّماحَ، قِداحَا |
طالوا العواليَ بسطة ً فكأنما | رَكَزَتْ يَدُ الهَيجا بهم أرماحَا |
من كلّ هَضبَة ِ سُؤدَدٍ، هزّ النّدى | أعطافهُ طرباً فسالَ سماحا |
أدمَى اللّقاءُ، مِنَ القَنا، ظفراً له | ذرباً ومدّ منَ اللواءِ جناحا |
فانجابَ لَيلُ الخَطبِ عن أُفقِ الهُدى ، | و تطلعَ الفتحُ المبينُ صباحا |