أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أهلُ التُّقَى والعِلم أهلُ السُّؤْدُدِ | فأخو السيادة أحمدُ بن محمدِ |
الصاحبُ ابن الصاحبِ ابن الصاحبِ الـ | ـحِبْرُ الْهُمَامُ السَّيِّدُ ابنُ السَّيِّدِ |
لاتشركنَّ به امرأً في وصفهِ | فتكونَ قد خالفْتَ كلَّ مُوَحِّد |
الشمس طالعة ٌ فهل من مبصرٍ | والحَقُّ مُتَّضِحٌ فهل من مُهتَدِي |
إنَّ الفتى منْ سوَّدتهُ نفسهُ | بالفضلِ لامن سادَ غير مسوَّدِ |
والناسُ مُخْتَلِفُوا المذاهِبِ في العُلا | والمذهبُ المختارُ مذهبُ أحمدِ |
وفي علوم الأولين حقوقها | والآخرينَ وفاءَ من لم يجحدِ |
فكأَنهُ فينا خليفة ُ آدمٍ | أوْ آدَمٌ لو أنهُ لم يولَدِ |
أفضَى به علْمُ اليَقِين لعَيْنِه | ورآه حاسدهُ بعيني أرمدِ |
كُشِفَ الغِطَاءُ لهُ فليسَ كحائرٍ | في دينهِ من أمرهِ مترددِ |
قد كان يحكم في الأمور بعلمهِ | شهدَ المحقُّ لديهِ أم لم يشهدِ |
لولا يخاطبنا بقدر عقولنا | جَاءتْ معارفْه بما لم نَعْهَدِ |
ورِثَ النُّبُوَّة َ فَلْيَقُمْ كَقِيَامِهِ | مَنْ حَاوَلَ الميراثَ أو فَلْيَقْعُد |
فلِسَانُهُ العَضْبُ الْحُسَامُ المُنْتَضَى | وبيانه بحرٌ خضمُّ المزبدِ |
وبصيرة ٌ بالله يشرق نورها | ويُضِيءُ مثلَ الكَوْكَبِ المُتَوَقِّد |
وخَلائِقٌ ما شابَها مَنْ شَانَها | فأَتتْ كماءِ المُزْنِ في قَلْبِ الصَّدِي |
فَلِبَابِ زَيْنِ الدِّينِ أحمدَ فلْيَسِرْ | من كان بالأعذارِ غير مُقيَّدِ |
هوَ كَعْبَة ُ الفضلِ الذي قُصَّادُهُ | قد حَقَّقُوا منه بُلوغَ المقصِد |
لَمَّا ورَدْتُ عَلَى كَريمِ جَنَابِهِ | فوردتُ بحر الجودِ عذبَ الموردِ |
لَمَّا وَرَأَيتُ وَجْهاً أَشْرَقَتْ أَنْوَارُه | فَأضاءَ مثلَ الكوكَبِ المُتَوَقِّد |
أعْرَضْتُ عَنْ لهوِ الحَديثِ وَقُلْتُ يا | مَدْحَ الورَى عنِّي فمَا أَنَا مِنْ دَدِ |
وعزمتُ في يومي على العملِ الذي | ألقاهُ لي نعْمَ الذخيرة ُ في غَدِ |
مَدْحٌ إِذا أعمَلْتُ فيهِ مِقْوَلي | جَاهدْتُ عن دينِ الهُدَى بِمهَنَّدِ |
أبقى له الذكرَ المخلدَ علمهُ | أنْ ليس في الدُّنْيَا امرُؤٌ بِمُخَلَّدِ |
فَاسْتُنْفِدَتْ بوجودِهِ آمالهُ | واختار عند الله مالم ينفدِ |
شُغِفَتْ بِه الدُّنْيَا وَآثَرَ أُخْتَها | حُبَّا فَأَوْهَم رَغْبة ً بِتَزَهُّدِ |
وأتى عليها جوده فكأنها | لهوانها في نفسهِ لم توجدِ |
فإذا نظرتَ إلى مقاصدهِ بها | أبَدَتْ إِليكَ حَقيقة َ المُتَجَرِّدِ |
كلِفٌ بِمَا يَعْنِيهِ مِنْ إِسعادِ ذِي الْـ | ــحاجات في الزمنِ القليلِ المسعدِ |
يطوي من التقوى حشاهُ على الطوى | وَيَبِيتُ سَهْرَاناً مُقَضَّ المَرْقَد |
ويغضُّ من مغسولتين بدمعهِ | مَكْحُولَتَيْنِ مِن الظَّلامِ بإِثْمِد |
عوِّلْ عليه في الأمور فإنه | أهلُ الغَرِيبِ وبَيْتُ مالِ المُجْتَدِي |
واستمطر البركات من دعواته | حيث استقل سحاب راحته الندي |
واسمع لما يوحى من الذكر الذي | يُشْجِي القلوبَ لَوَ أنها مِنْ جَلْمَدِ |
صَدَرَتْ جَواهِرُ لفظِهِ مِنْ باطِنٍ | صافِي التُّقَى مِثْلِ الحُسام المُغْمدِ |
فأراكه سحرَ البيانِ منضداً | بِيَدِ البَلاغَة ِ وَهْوَ غيرُ مُنَضَّدِ |
مُتَحَلِّياً بِجَوَامِعِ الكَلِمِ التي | يُعْنى بها حَدِبٌ عناءَ تَجَلُّدِ |
فالقَصُّ منه إذا أتَاكَ تَعَدَّدَتْ | منه المعاني وَهْوَ غيرُ مُعَدَّدِ |
قل للإمام المقتدي بعلومهِ | قد فازَ مِنْ أَضْحى بِرأْيِكَ يَقْتَدِي |
يَا مَنْ يُرَاعِي للفضيلة ِ حَقَّهَا | لتلذذٍ بالفضلِ لا لتزيدِ |
لم تصغ ِ للعلماء إلا مثلما | أصْغَى سُلَيْمانٌ لِقَوْلِ الهُدْهُدِ |
عَجِبَتْ لِزُهْدِكَ في الوزارة ِ مَعْشَرٌ | فأَجَبْتُهُمْ عَجَباً إذَا لم يَزْهَدِ |
ما ضرَّ حبراً قلدتهُ أئمة ٌ | أَنْ لم يكنْ لِمَنَاصِبٍ بِمُبلَّدِ |
وإذا سما باسْمِ العلومِ فلا تَسَلْ | عن حطِ نفس بالحضيض الأوهدِ |
ما المَجْدُ إِلاَّ حِكْمَة ٌ أُولِيتَهَا | ينحط عنها قدر كل ممجدِ |
يارتبة ً لاترتقى بسلالمٍ | وسيادة ً ما تشترى بالعسجدِ |
خيرُ المناصِبِ ما العيُونُ كَليلَة ٌ | عنه وما الأيدي له لمْ تُمْدَدِ |
مَوْلايَ دونَكَ مِنْ ثنائيَ حُلَّة ً | تُبْلِي مِنَ الأيام كلَّ مُجَدَّدِ |
جَاءَتْ مُسارِعَة ً إليكَ بِساعَة ٍ | سَعِدَتْ مُطالِعة ً وإنْ لم تُرصَدِ |
يَوْمُ اتِّصَالٍ بالأَحِبَّة ِ، حَبَّذا | يَوْمٌ به انقَطَعَتْ قلوبُ الحُسَّدِ |
ما سُيِّرَتْ ما بَيْنَ يوسُفَ مِثْلَما | قد سُرَّ فيه أَحْمَدٌ بمُحَمَّدِ |
ياحبذا مدحٌ لآلِ محمدٍ | دون التغزلِ في غزالٍ أغيدِ |
إن الجلالة َ منذ رُمتُ مديحكم | لم تَرْضَ لي ذكْرَ الحِسانِ الخُرَّدِ |
فالله يَجْمَعُ شَمْلَكُمْ ساداتِنا | جَمْعَ السلامَة ِ في نعيمٍ سَرْمَدِ |