غَنّتْ وناصِيَة ُ الظَّلماء لم تَشِبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غَنّتْ وناصِيَة ُ الظَّلماء لم تَشِبِ | فليتها إذ كتمتُ الحبَّ لم تشِ بي |
ناحتْ ونحتُ ولم يدللْ عليّ سوى | دمعٍ يفرقُ بينَ الحزنِ والطربِ |
شجوي طويلٌ ولكنْ ما قنعتُ بهِ | حتى استعنتُ بشجو الورق في القضبِ |
مثل الرميميّ لم يقنعهُ تالدهُ | مجداً فأيدَ موروثاً بمكتسبِ |
للَّهِ علمٌ وإقْدَامٌ حَكى بِهِما | بأسَ الرجومِ ونورَ الأنجمِ الشُّهُبِ |
أوْفى به السبقُ في حُكْمٍ وفي حِكَمٍ | مقسم النفسِ بين البأسِ والأدبِ |
فإنْ يقلْ فزيادٌ غيرُ مستمعٍ | و إن يحاربْ دعا النعمانُ بالحربِ |
راعي اللّيالي بأطرافِ الخُطوبِ كما | أجادَ دفعَ الخطوبِ السودِ بالخُطَبِ |
لم يبقِ صولك عزَّ الملكِ في عجمٍ | ولا بيانُكَ فضلَ القولِ في عربِ |
إذا طغى بحرهُ يومَ الهياجِ ترى | عداهُ أقصرَ أعماراً من الحببِ |
تُشَبُّ نارُ العُلى مِنهُ على عَلَمٍ | وينتهي شبهها مِنهُ إلى قُطُبِ |
... وضوء سِيرَتهِ نورٌ بِلا لهبِ | |
لو شاء بالسعدِ ردَّ السهمَ في لطفٍ | من المروقِ ونالَ النجم من كثبِ |
لا تبغِ للناسِ مثلاً للرئيسِ أبي | يحيى فليس يُقاس الصُّفْرُ بالذهبِ |
لو لم يرجحهُ فضلُ الحلمِ طار به | توقدُ الذهنِ في الأفلاكِ والشهبِ |
أغرُّ ينظرُ طرفُ المجدِ عن صورٍ | منه ويضحكُ سنُّ الدهرِ عن شنبِ |
عفٌّ ترنحُ منه أريحيتهُ | معاطفاً لم تُرَنّحْها ابنة ُ العِنَبِ |
حمى الهدى وأباحَ الرفدَ سائلهُ | فالدِّينُ في حَرَمٍ والمالُ في حَرَبِ |
تنبيكَ عن سرّ جدواهُ طلاقتهُ | كالبرقِ يخبرُ عن فيضِ الحيا السربِ |
شمسٌ لمسترشدٍ، ظلٌّ لملتجىء | عتبٌ لمستعتبٍ، أمنٌ لذي رَهَبِ |
معظَّمٌ كالغنى في عينِ ذي عَدَمٍ | محبَّبٌ كالشّفا في نفس ذي وَصَبِ |
حوَى أقاصي الهُدى والجودِ في مَهَلٍ | و غادر السحبَ والأقمارَ في تعبِ |
نَمّتْ أو انَ الصبا أخبار سُؤْدَدِهِ | وأيُّ روضٍ مع الأطيارِ لم يَطبِ |
يعطي ولم تصدرِ الآمالُ عن عدة ٍ | مِنْهُ، ولا وردَتْ منّا على طَلَبِ |
شذتْ به عن بني الدنيا محاسنهُ | فعاشَ مستوطِناً فيهِمْ كمُغْتَرِبِ |
هذا الوداعُ وعِندي من حديثك ما | مِنَ الغمامة ِ عند النَّوْرِ والعُشُبِ |
وامددْ يمينَكَ ألثُمْها وأُخبرُهُمْ | أني لثمتُ الندى صدقاً بلا كذبِ |