-أن هذه الرسالة على اختصارها - جامعة لأصول مهمة ، وقواعد نافعة في باب الأسماء والصفات ، والشرع والقدر ، فقد حوت التدمرية خلاصة ما حرّره المؤلف في كتبه الكثيرة والمطوّلة . (1)
إن في"التدمرية"أصولاً عظيمة ، وقواعد جليلة ، كقول المؤلف: القول في بعض الصفات كالقول في بعض: وكقاعدة: إنا نعلم ما أخبرنا به من وجه دون وجه ، ومعنى توحيد العبادة والرد على المخالفين، والواجب تجاه الأسباب .. وغير ذلك ..
-أن"التدمرية"تعالج دائين خطيرين ، قد استفحلا في كثير من الفرق والطوائف، وهما: داء التعطيل ، وداء الشرك .
فشملتْ التدمرية أهم المسائل التي كثر فيها النزاع والاضطراب ، وهما مسألة الصفات ، ومسألة القدر ، فإثبات الصفات يضاده التعطيل، والإقرار بالقدر يقابله الإنكار، وقد كان إنكار القدر أول شرك وقع في الإسلام. (2)
وكما قال المؤلف:"إن الخوض في القدر أصل كل شبهة في العالم . (3) "
-استوعب التدمرية الردّ على أرباب المسالك المنحرفة في الاعتقاد، وهم الفلاسفة أهل التخييل ، والمتكلمون أهل التأويل الفاسد ، والمفوضة أهل التجهيل - كما مبسوط في ثنايا الرسالة - .
كما أنها عالجتْ شكوك أهل النظر والكلام ، وشطحات أهل الإرادة والتصوف .
ففي التدمرية جملة من الخصائص والقواعد في الاعتقاد والسلوك ، مثل موقف أهل السنة من الألفاظ المجملة ، سواءً في الاعتقاد - كالجهة والحيّز ونحوهما - أو السلوك - مثل"الفناء"، ووسطية أهل السنة في مسألة الروح ،و وسطيتهم في شأن الأسباب .. ونحو ذلك ..
(1) . انظر: تقريب التدمرية للشيخ ابن عثيمين صـ 10 ، ومقدمة الدكتور عبدالرحمن المحمود للتحفة المهدية صـ 5 ، ومقدمة الدكتور سليمان الغصن لشرح التدمرية صـ 5 .
(2) . انظر: شرح العقيدة الطحاوية 1/ 322 .
(3) . انظر: فصل في صفات المنافقين (المجموعة العلية ) 2/128