الصفحة 11 من 232

جـ: هي أنها تدل بأجمعها على وجوب إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة دون غيره. قال تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [1] .

س: وضح معاني الكلمات الآتية: تعالوا، أتل، ثم اشرح هذه الآية؟

جـ: تعالوا: هلموا وأقبلوا، أتل: أقرأ وأقص.

شرح الآية: يقول الله تعالى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله وحرموا ما رزقهم الله هلموا وأقبلوا أقص عليكم ما حرم ربكم عليكم، وأوصاكم بتركه وهو الشرك.

«قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد - صلى الله عليه وسلم - التي عليها خاتمة فليقرأ قوله تعالى {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} إلى قوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} » رواه الترمذي وحسنه.

س: ما معنى قول ابن مسعود هذا، واذكر مناسبته لكتاب التوحيد؟

جـ: معناه من أراد أن ينظر إلى الوصية التي كأنها كتبت وختم عليها، فلم تغير ولم تبدل -شبهها بالكتاب الذي كتب ثم ختم فلم يزد فيه ولم ينقص- فليقرأ هذه الآيات فإنها متضمنة لوصية محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه لم يوص إلا بكتاب الله كما قال: «وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله» رواه مسلم.

ومناسبته لكتاب التوحيد: أنه أفاد أهمية هذه الأوامر المذكورة في الآيات وقد بدأت بالنهي عن الشرك المنافي للتوحيد. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لو أوصى بشيء لأوصى بها.#

«وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار فقال: يا

(1) سورة الأنعام آية (151) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام