فهرس الكتاب
الصفحة 621 من 1489

وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: (( إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب، ولكن رضي منهم بما دون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات ) ).

وجه الدلالة: (أن الرسول أخبر أن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، وفي حديث ابن مسعود: أيس الشيطان أن تعبد الأصنام بأرض العرب، وهذا بخلاف مذهبكم؛ فإن البصرة ومن حولها والعراق من دون دجلة الموضع فيه قبر علي وقبر الحسين ـ رضي الله عنهما ـ كذلك اليمن كلها والحجاز كل ذلك من أرض العرب، ومذهبكم أن هذه المواضع كلها عبد الشيطان فيها، وعبدت الأصنام، وكلهم كفار، وهذه الأحاديث ترد مذهبكم) .

ويجاب عن هذه الشبهة بما يلي:

أولاً: أن الرواية الأولى لم أجدها في كتب الحديث بهذا اللفظ، وأقرب ما وجدت مما يوافق هذه الرواية ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (( أيها الناس! إن الشيطان قد أَيِس أن يعبد في بلدكم هذا آخر الزمان، وقد رضي منكم بمحقرات الأعمال، فاحذروه على دينكم ) )الحديث.

والحديث ضعيف، فلا احتجاج فيه.

أما الرواية الثانية: فهي ثابتة، ولكن هل الأحاديث الصحيحة تنتاقض

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام