وأن يطيعوا رسولهم الذي بعثه الله إليهم، ونهاهم عن معصية الله وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوا في العالم مما لم يسبقهم أحد من الخلائق إلى فعله من إتيان الذكور دون الإناث).
وهكذا جاء في تاريخه قوله: (فدعاهم لوط إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، ونهاهم عن تعاطي هذه المحرمات والفواحش المنكرات والأفاعيل المستقبحات) .
وأورد القرطبي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنه في ذكر معاصي قوم لوط، فقال بعد تعدادها: (ومع هذا كله كانوا يشركون بالله تعالى، وهم أول من ظهر على أيديهم اللوطية والسحاق) .
ثم هو عليه السلام بدأهم بالأمر بتقوى الله، وأعلمهم بأنه رسول الله، وأن من حق الرسول أن يطاع فيما يخبرهم به من مناهج العبادة لله وحده، ثم أتبع ذلك أن بيَّن لهم بعض مناهجهم المخالفة لأمر الله تعالى، كما جاء في قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ(160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ).
فهو عليه السلام جعل معاني العقيدة في المقام الأول، وربط المفاسد