الذي يعد البوابة الأولى في إدخال القانون اللعين إلى بلاد المسلمين - يعد تمييعه للولاء والبراء لونا جديدا من جهة استجراره للقوانين الكفرية!! [1]
ومازالت تلك الموجات العارمة تزداد يوما بعد يوم حتى فتحت الصحافة أبوابها على مصراعيها للطعن في الولاء والبراء مما لو جمع كلامهم الصريح فيه لاحتمل مجلدا ضخما [2] ، وليس مستغربا من هؤلاء الكتاب الليبراليين -ربائب الغرب- ما ترمي به أقلامهم من شرر لتحرق حصن الولاء والبراء، وإنما الاستغراب من علماء بارزين تأثروا بمثل هذه الأطروحات كالشيخ مصطفى المراغي [3] ، والشيخ محمد أبو زهرة [4] ، والشيخ يوسف القرضاوي [5] ، والشيخ سلمان العودة [6] ، وقبلهم وبعدهم خلق كثير!! [7]
إن استعراض الأسباب التي دعت كثيرا من المتساهلين إلى تمييع الولاء والبراء يطول بسطها لكثرتها، لكني أجملها في سببين تدور عليهما غالب الأسباب، وهي: 1 - الأقيسة الفاسدة 2 - المصطلحات الخداعة.
السبب الأول: الأقيسة الفاسدة:
(1) وموسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1 - 29 - (31/ 130)
(2) ينظر: الحرب على السلفية.
(3) ينظر: الولاء والبراء في الإسلام للقحطاني (347)
(4) ينظر: الولاء والبراء في الإسلام للقحطاني (347)
(5) فقد نقل عنه: (إن العداوة بيننا وبين اليهود من أجل الأرض فقط لا من أجل الدين) كما في: موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1 - 29 - (52/ 496) وقد رأيت له مقالات تهون من شأن البراء من الكافرين بتسميته للنصارى: أخواننا المسيحيين، وهو-رغم جهوده الكبيرة في الدعوة والفقه- من المتأثرين بالغرب كثيرا في السياسة والاقتصاد بل حتى بعض اختياراته الفقهية البحتة تجده متأثرا بالفكر الغربي كبحثه عن بنوك الحليب وجموده الغريب بأن الحرمة لا تنتشر إلا بالتقام الرضيع ثدي أمه، ولو شربه من غير التقام لم تنتشر الحرمة بينهما! وهو نظير الجمود في التفريق بين التقاء الماء بالنجاسة والعكس مع أنه ممن يفتخر بأنه من أرباب المقاصد!، وفي ظني أنه حاول أن يهضم المفاهيم الغربية فما استطاع كأبي حامد الغزالي حين حاول أن يهضم الفلسفة فما استطاع!! وهو ممن يقدم العقل على النقل فقد قال: (كل متن يتوقف فيه العقل المعاصر لا يخلو سنده من كلام فيه) كما في الموسوعة السابقة. والمقصود أنه بهذا المستوى من التفكير طعن في البراء من الكافرين جهلا منه بالنقل والعقل معا كما سيأتي إيضاحه بمشيئة الله.
(6) الشيخ سلمان العودة في مقاله (بين الولاء الإسلامي والولاء الفطري) قال: (وكل الآيات التي جاءت تحرم موالاة غير المؤمنين فالمقصود بها المحاربون) فقد عمم الكلام-عفا الله عنه- على كل آيات الولاء والبراء بأنها خاصة في المحاربين، والشيخ سلمان-رغم مساعيه المشكورة وجهوده المبرورة، وما يتمتع به من أخلاق فاضلة - وقع في فخ الأقيسة الفاسدة مما سيأتي بسطه. والله أعلم.
(7) خاصة من يعرف بالعصرانيين كأمثال محمد عمارة، وفهمي هويدي وغيرهما، ينظر: العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب (381)