فهرس الكتاب
الصفحة 90 من 401

والتشبيه تفعيل من شبه الشيء بالشيء وهو إثبات المشابِه للشيء، والتمثيل كذلك تفعيل من مَثَّلَ يُمَثِّلُ تَمْثِيلاً وهو إثبات الْمَثِيل له، إثبات مثيلٍ لكل وجه، وإثبات الشبيه من بعض الوجوب، أيهما أعمّ؟ التمثيل أعم، لأنه يقتضي المساواة من كل وجه، يعني: أكثر معنى، وأما التشبيه لا، في أكثر الصفات، يعني: لو قلت زيد شبيه بعمرو يعني في بعض الصفات، وإذا قلت: مثيل له بمعنى في كل الصفات، معنى أنه مثيل له في كل الصفات، فالتمثيل يقتضي المماثلة من كل وجهٍ وهي المساواةٌ من كل وجه، والتشبيه يقتضي المشابهة وهي المساواة في أكثر الصفات، ولذلك نقول: نفي التمثيل أولى من نفي التشبيه، يعني: أن نقول بلا تمثيل أولى من أن نقول بلا تشبيه، التشبيه هذا لم يرد في الكتاب نفي التشبيه ما ورد، لا في الكتاب ولا في السنة ولا في الإجماع، وإنما الذي نص عليه في القرآن هو نفي التمثيل، وإذا كان كذلك حينئذٍ نطابق في ألفاظنا الشرعية في التعبير عن معتقد أهل السنة ما جاء في الشرع، وهذا كلما كان - ونص على ذلك ابن تيمية وغيره - كل ما كان التعبير مطابقًا الشرع كان أسلم للمرء، وأما الاصطلاحات الحادثة لأنه محتملة لمعاني، ثم هذه المعاني قد تكون موافقة للشرع وقد تكون مخالفة، هذا كله يبعد الطالب عن القرب من نصوص الشرع. إذًا نفي التمثيل أولى من نفي التشبيه .. 37.42#.

أولاً: أن التشبيه لفظٌ لم يرد في الكتاب ولا في السنة بذمٍ أو مدحٍ أو نفيٍ أو إثبات، ما جاء، ما في الصفات لا بآية ولا بحديث، هل النبي - صلى الله عليه وسلم - مدح من نفي التشبيه أو أثبت شيء يتعلق بالتشبيه.

ثانيًا: أن التمثيل ورد نفيه صريحًا في القرآن {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ... [الشورى: 11] ، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} نفي للمثيل، وكل ما عبر به القرآن فهو أولى من غيره.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام