إلا بعد السؤال فتسبب هذا السؤال في هذه البلية بل ويزداد الأمر سوءاً أن هذا الأستاذ الفاضل عفا الله عنه لما طرح الإشكال سأل بعض الطلاب عن مراجع البحث عن الحل فلم يجبهم وهذا من قلة الفهم فإن بقاء هذا الإشكال في الذهن مدة طويلة يوجب تشرب القلب له ويتحول من إشكال ذهني إلى اعتقاد قلبي ثم لا يزيله الجواب بعد ذلك أو لا يذهبه بالكلية وهذه المفاسد كلها تجعل العاقل يتوقف عن طرح مثل ذلك كما هو هدي السلف الصالح رحمهم الله تعالى, وأضف إلى أنه لو أردنا طرح مثل هذا الإشكال فإنه لا يطرح على كل أحد أو في مجلس عام كقاعة الدراسة في الجامعة فإنها تشتمل على طالب العلم والعاصي والسفيه والفاسق بإسبال ثوب أو حلق لحية أو تدخين كما نعرفه جميعاً فليست قاعة الدراسة حكراً على أهل العلم الذين يناسبهم طرح مثل هذا الإشكال فإن لكل مقام مقال, فإذا كان - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ (( لا تبشرهم فيتكلوا ) )مع أنه مصلحة لكن لما عارضتها هذه المفسدة صار السكوت هو المشروع ولكن أخبر بها معاذ عند موتها تأثماً, فما بالك بطرح هذا الإشكال في مثل هذه الظروف فأي مصلحة بالله عليك نجنيها منه, بل إن المفاسد التي تحفه كثيرة وخطيرة كما ذكرت لك طرفاً منها وإن مصلحة معرفة الجواب يسيرة لا تذكر وقد تقرر في الأصول أنه إذا تعارضت مفسدة ومصلحة والمفسدة أربى من المصلحة فإن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح, بل وحتى لو سلمنا أن المصالح أكبر من المفاسد فإن المفسدة المترتبة عليه الآن وفي هذه الأحوال وفي هذه السن والفترة الدراسية مع قلة العلم ونقص الفهم من كثير من الطلاب يجعلنا نؤخر الأمر إلى حين آخر ووقت مناسب فيدخل ذلك تحت قاعدة سد الذرائع المفضية إلى ما هو ممنوع, فسداً لذريعة تخبط البعض في تشرب الشبهة وعدم فهم الجواب يجعلنا نسد ذلك الباب خوفاً وحرصاً على اعتقاد السامعين بل وأضف إلى هذا أن الذي سمع الشبهة قد لا يحرص على البحث عن