فهرس الكتاب
الصفحة 2 من 28

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:

أما بعد: فإن العلم بالله تعالى وآياته، وأسمائه، وصفاته، وحقوقه على عباده، وكذلك العلم بالنبوات، وكل ما يتعلق بأمور الآخرة من بعث وجنة ونار، من المسائل المهمة، وخاصة اليوم الآخر لتعلقه بالمغيبات.

ولأهميته فقد ذكره الله - عز وجل - في القرآن الكريم كثيراً، وأقام الدليل عليه، ونوع الأدلة فيه، وبسطها وربطها بالفطرة والعقل، ورد على المنكرين له بأنواع الأدلة والأمثلة، وأمر - رضي الله عنه - - رضي الله عنها - - رضي الله عنها - - صلى الله عليه وسلم - نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - أن يقسم به على وقوع اليوم الآخر تأكيداً له، كما قال - عز وجل: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن:7] .

وربط سبحانه وتعالى بين الإيمان به وبين الإيمان باليوم الاخر كما قال تعالى {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة:17]

وقوله: {ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [الطلاق: 2] .

والإيمان باليوم الآخر يعد محركاً ودافعاً قوياً، على العبادة ونيل رضا الله، وماأعده في الآخرة للمتقين.

وقد بينته الكتب السماوية المنزلة من الله تعالى، وحثت على الإيمان به، وأجمعت الرسل على الدعوة إليه، كما أخبرنا القرآن الكريم.

ومن هؤلاء الرسل موسى عليه السلام الذي حدثنا القران الكريم عن إيمانه باليوم الآخر، وابتهاله إلى ربه أن يكتب له فيه حسنة تنجيه:

{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} [الأعراف: 156]

وقد تباينت مواقف اليهود بعد موسى عليه السلام من الإيمان باليوم الآخر، حتى العصور المتأخرة، بسبب موقفهم مما ورد في التوراة والأسفار.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام