امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد؟ حتّى إذا أوعبوا فيها وضع الرّحمن قدمه فيها، وأزوى بعضها إلى بعض، ثمّ قال: قطْ. قالت: قطْ قطْ. فإذا أدخل الله أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، قال: أتي بالموت ملبّبًا، فيوقف على السّور الّذي بين أهل الجنّة وأهل النّار، ثمّ يقال: يا أهل الجنّة. فيطّلعون خائفين، ثمّ يقال: يا أهل النّار. فيطّلعون مستبشرين يرجون الشّفاعة، فيقال لأهل الجنّة وأهل النّار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون هؤلاء وهؤلاء: قد عرفناه هو الموت الّذي وكّل بنا. فيضجع فيذبح ذبحًا على السّور الّذي بين الجنّة والنّار، ثمّ يقال: يا أهل الجنّة خلود لا موت، ويا أهل النّار خلود لا موت )) .
هذا حديث حسن صحيح.
الحديث رواه أحمد (ج2 ص368 - 369) وعنده متابعة حفص بن ميسرة لعبد العزيز بن محمد وهو الدراوردي.
قال أبوعبد الرحمن: وذبْح الموت يكون بعد الشّفاعات، ومن يخرج من النار من الموحدين كما في"مسند أحمد" (ج2 ص344) ، قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا موسى بن داود ثنا ليث [1] عن محمد بن عجلان عن أبي الزناد [2] عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّه قال: (( إذا دخل أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، نادى مناد: يا أهل الجنّة خلودًا فلا موت فيه، ويا أهل النّار خلودًا فلا موت فيه ) ).
(1) ليث: هو ابن سعد المصري.
(2) أبوالزناد لم يسمع من أبي هريرة، فالحديث منقطع من هذا الوجه.