فهل كان هذا الخطاب بواسطة نبيّ كان معه، أو كان هو نبيّاً؟ جزم الفخر الرازي بنبوته [1] ، وقال ابن حجر:"وهذا مرويٌّ عن عبد الله بن عمرو، وعليه ظاهر القرآن" [2] ومن الذين نفوا نبوته عليُّ بن أبي طالب [3] .
2-تبع:
ورد ذكر تبع في القرآن الكريم، قال تعالى: (أهم خير أم قوم تُبَّعٍ والَّذين من قبلهم أهلكناهم إنَّهم كانوا مجرمين) [الدخان: 37] ، وقال: (كذَّبت قبلهم قوم نوحٍ وأصحاب الرَّس وثمود - وعادٌ وفرعون وإخوان لوطٍ - وأصحاب الأيكة وقوم تُبَّعٍ كلٌّ كذَّب الرُّسل فحقَّ وعيد) [ق: 12-14] ، فهل كان نبيّاً مرسلاً إلى قومه فكذبوه فأهلكهم الله؟ الله أعلم بذلك.
الأفضل التوقف في أمر ذي القرنين وتُبّع:
والأفضل أن يتوقف في إثبات النبوة لهذين، لأنه صحّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:"ما أدري أتُبّع نبيّاً أم لا، وما أدري ذا القرين نبياً أم لا" [4] . فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدري، فنحن أحرى بأن لا ندري.
3-الخضر:
الخضر هو العبد الصالح الذي رحل إليه موسى ليطلب منه علماً، وقد حدثنا الله عن خبرهما في سورة الكهف.
وسياق القصة يدلّ على نبوته من وجوه [5] :
أحدها: قوله تعالى: (فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا
(1) فتح الباري: (6/382) .
(2) المصدر السابق.
(3) هذا الأثر أخرجه الحاكم عن علي، وقال: سنده صحيح، انظر فتح الباري: (6/382) .
(4) رواه الحاكم والبيهقي: (انظر صحيح الجامع الصغير:(5/121) .
(5) ذكر هذه الوجوه ابن كثير في البداية والنهاية: (1/326) .