فهرس الكتاب
الصفحة 366 من 428

البيت وألاقيكم، (وأنا سليم الصدر) : من مساويكم، وهذا يشمل سلامة الصدر تجاههم في حياته عليه الصلاة والسلام وبعد مماته. قال الإمام ابن الملك: والمعنى أنّه صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يخرج من الدنيا وقلبه راض عن أصحابه من غير سخط على أحد منهم، وهذا تعليم للأمة أو من مقتضيات البشرية [1] .

وهاهم الصحابة رضي الله عنهم يعرفون لبعضهم فضل بعض، فأخرج الإمام الترمذي عن خيثمة بن أبي سبرة قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليساً صالحاً فوفقت لي، فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، جئت ألتمس الخير وأطلبه، قال: أليس فيكم سعد بن مالك: مجاب الدعوة، وابن مسعود: صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم وبغلته، وحذيفة: صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمار: الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه، وسلمان صاحب الكتابين؟ قال قتادة: والكتابان: الإنجيل والفرقان، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب [2] .

وكذا أخرج الإمام البخاري في صحيحه قول أبي الدرداء لما سأل الرجل: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة، فقال: أليس فيكم - أو منكم - صاحب السر الذي لا يعلمه غيره - يعني حذيفة - قال: قلت: بلى، قال: أليس فيكم - أو منكم - الذي أجاره الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم؟ يعني من الشيطان، يعني: عمار: قلت: بلى، قال: أليس فيكم - أو منكم - صاحب

(1) العظيم آبادي: عون المعبود: 8/ 228، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: 3/ 259

(2) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب المناقب باب مناقب عبد الله بن مسعود (3820)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام