حقوق بعضهم بعضاً، وعلى بيان منزلة كل واحد منهم، وخاصة أهل السبق والإيمان منهم.
ولأبي بكر الصديق رضي الله عنه السبق، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان: هل قلت في أبي بكر؟ قال: نعم، قال: قل وأنا أسمع، فقال حسان:
وثاني اثنين في الغار وقد ... طاف العدو بهم إذا صعدوا الجبلا ...
وكان حب رسول الله قد علموا ... من البرية لم يعدل به رجلا
قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، وقال: صدقت يا حسان.
وروي عن أبي الدرداء قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أمشي أمام أبي بكر، فقال:
يا أبا الدرداء أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة، ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين أفضل من أبي بكر [1]
وقال أبو بكر محمد بن عبد الخالق:
هما ضجيعاه معاً في حضرته ... وخير من قام له في قبلته ...
وصليا من بعده لأمته ... ووفيا من بعده بذمته ...
(1) اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: 7/ 1356، 1358