والعرب تستعمل الكرش في كلامهم موضع البطن والبطن مستودع مكتوم السر، والعيبة: مستودع مكنون المتاع، والأول أمر باطن، والثاني أمر ظاهر، ويحتمل أنه ضرب المثل بهما إرادة اختصاصهم به في أموره الظاهرة والباطنة [1] .
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أبغضهم أبغضه الله) : قال ابن التين: يريد حب جميعهم وبغض جميعهم، لأن ذلك إنما يكون للدين، ومن أبغض بعضهم لمعنى يسوغ له البغض فليس داخلاً في ذلك.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وهو تقرير حسن [2]
وتعقبه الإمام العيني وقال: وقال غيره: هذا مما لا يجوز، فهو إثم، قال الدراوردي: هو من الكبائر وليس من النفاق [3]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فاقبلوا من محسنهم وتجاوزا عن مسيئهم) :
فاقبلوا من محسنهم: أي إن أتوا بعذر مما صدر منهم.
وتجاوزوا عن مسيئهم: أي إن عجزوا عن عذر، والتجاوز عن المسيء مخصوص بغير الحدود وحقوق الناس [4]
قال الإمام ابن حزم: وكيف يتجاوز عن مسيء الأنصار، وقد قال
(1) المباركفوي: تحفة الأحوذي: 10/ 375
(2) ابن حجر: فتح الباري: 7/ 142
(3) العيني: عمدة القاري: 11/ 501
(4) المباركفوري: مرجع سابق: 10/ 375