خير وأفضل من عمر [1] .
واحتجوا بما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة) .
وجه الدلالة منه:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا كان جبل أحد ذهباً لا يبلغ نصف مدّ أحدهم، كان في هذا التفاضل ما يبين أنه لم يبلغ أحد مثل منازلهم التي أدركوها بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم [2] .
القول الثاني: أنه قد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة أفضل ممن كان في جملة الصحابة. وهو قول الإمام ابن عبد البر، ومال إليه الإمام القرطبي [3] .
واحتجوا بما يلي:
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره) [4] .
قال الحافظ ابن حجر: وهو حديث حسن، له طرق قد يرتقي بِها إلى
(1) ابن كثر: البداية والنهاية: 8/ 132
(2) مرجع سابق: 4/ 527
(3) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: 4/ 168، ابن حجر: فتح الباري: 7/ 8
(4) أخرجه الترمذي في جامعه في كتاب الأمثال: (2869)