فهرس الكتاب
الصفحة 185 من 775

فحين السؤال عن المطلوب يقتضي أوضاع البروج وقوى الشكل المعين من الرمال، فتلك الأشكال -بسبب مدلولاتها من البروج- تدل على أحكام مخصوصة تناسب أوضاع البروج" (1) ."

وقد ذكر أهل العلم له صورًا كثيرة، وأشكالًا متعددة (2) ، وما ذكروه لا يعدو أن يكون من أنواعه وأشكاله، وليس حصرًا له في المذكور.

وما ذكره ابن حجر من تحريم الخط والرمل وتعلمه وتعليمه معللًا ذلك بما فيه من إيهام مشاركة الله تعالى في علم الغيب الذي اختص به هو قول أهل السنة والجماعة (3) ، ومن وافقهم (4) .

وقوله بالتحريم لا ينافي كون ذلك شركًا، وكون فاعله كافرًا مشركًا خارجًا من الملة، كما يدل على ذلك تعليله السابق.

يقول العلامة الذهبي (5) رحمه اللهُ:"من العلوم المحرمة: علم السحر ... والطِّيرة، والشّعبذة، والتنجيم، والرمل، وبعضها كفر صراح، ومنها ما يحصل من الكتابة" (6) .

وأما ما أجاب به عن استدلال أولئك المنجمين على تجويز فعلهم

(1) مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم (1/ 336) ، وانظر: مقدمة ابن خلدون (ص 112) .

(2) انظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 648) ، شرح السنة للبغوي (12/ 183 - 184) ، تفسير القرطبي (16/ 180) ، إكمال الإكمال للإبي (2/ 240) ، بلوغ الأرب للألوسي (3/ 323) .

(3) انظر: تفسير ابن جرير (11/ 273) ، شرح السنة (12/ 183 - 184) .

(4) انظر: صحيح مسلم للنووي (5/ 23) ، شرح الإبي إكمال الإكمال (2/ 245) ، تفسير القرطبي (2/ 240) ، الرد على من ذهب إلى تصحيح علم الغيب من جهة الخط لابن رشد (ص 35) .

(5) هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله، شمس الدين أبو عبد الله، الذهبي، عالم متفنن، سلفي المعتقد، من مؤلفاته: سير أعلام النبلاء، والعلو للعلي الغفار، والكبائر، توفي سنة 748 هـ.

انظر: الدرر الكامنة (3/ 426) ، شذرات الذهب (6/ 153) .

(6) مسائل في طلب العلم وأقسامه (ص 214 - 215) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام