فهرس الكتاب
الصفحة 589 من 705

هو سالم بذاته سبحانه وتعالى.

وأيضاً:"السلام"هو الذي يُطلَبُ منه السلام، كما كان النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سلَّم من الصلاة قبل أن ينصرف إلى أصحابه يستغفرُ الله ثلاثاً وهو متوجِّهٌ إلى القبلة، ثم يقول:"اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركتَ يا ذا الجلال والإكرام""ومنك السلام": أنت الذي تمنحُ السلام لعبادِك، وأنت الذي يُطلَب منك السلام، بمعنى: أنّ العباد يسألونك أن تسلِّمهم من الآفات والنقائص والمكاره.

"السلام"من أسماء الله له معنيان كما ذكر أهلُ العلم:

المعنى الأوّل: السالم من النقائص والعيوب.

والثاني: المسلِّم لغيره.

أي: السالم في نفسه، المسلِّّم لغيره، سبحانه وتعالى.

فحينما يقول المسلِّم على النّاس: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فمعناه: أنّه يقول: أدعوا لكم بالسَلامة من الله سبحانه وتعالى، أو (السلام عليكم) أي: اسمُ الله عليكم، بمعنى: أن الله يحفظُكم ممّا تكرهون.

فهذا الحديث فيه مسائل:

المسألة الأولى: أنه لا يُقال:"السلام على الله"من عبادِه، لأنّ هذا معناه: الدعاء، والله جل وعلا لا يدعى له.

المسألة الثانية: في الحديث بيان الحكمة في النّهي عن أنْ يقال:"السلام على الله"لأنّ الله جل وعلا هو السلام، يعني: وإذا كان هو السلام فليس بحاجة إلى أن يسلَّم عليه.

المسألة الثالثة: أنّ مَن نهى عن شيء فإنّه يبيِّن السبب في هذا النّهي، لأنّ النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمّا نهى بقوله:"لا تقولوا: السلام على الله"بيّن المعنى الذي من أجلِه نهى عنه فقال:"إن الله هو السلام"، ففيه: بيان الحكم بعِلَّته، لأنّ هذا أثبت في ذِهْنِ السامع وأدعى للامتثال.

المسألة الرابعة: في الحديث دليلٌ على أنّ مَن نهى عن شيء وكان لهذا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام