فهرس الكتاب
الصفحة 460 من 705

وهذه المصائب إنما هي ابتلاء وامتحان ليظهر الصابر من غير الصابر، وليترتّب الجزاء على ذلك من الله سبحانه وتعالى.

فيُستفاد من هذه النصوص التي ساقها المصنِّف فوائد كثيرة:

الفائدة الأولى: أن جميع المصائب بقضاء الله وقدره: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ} .

الثانية: أن الرضى بقضاء الله وقدره من الإيمان: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ} يعني: يرضى ويصبر، سمى ذلك إيماناً.

الثالثة: أن الإيمان له خصال، منها: الرضى بقضاء الله وقدره، وكما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"الإيمان بِضْعٌ وسبعون شُعبة أعلاها: قولٌ لا إله إلاَّ الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبةٌ من الإيمان".

الرابعة: أن الرضى بقضاء الله وقدره يسبِّب هداية القلوب: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} .

الخامسة: يُستفاد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الطعن في الأنساب والنياحة على الميّت من خصال الجاهلية.

السادسة: أنه ليس كلُّ من اتّصف بشيء من أمور الجاهلية يكون كافراً الكفر الأكبر.

السابعة: أن الكفر أنواع؛ كفرٌ أكبر يُخرج من الملة، وكفرٌ أصغر لا يُخرِج من الملّة.

الثامنة: يُستفاد من حديث ابن مسعود: أن شق الحبوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية أنها كبائر، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبرأ ممّن فعلها.

التاسعة: فيه أنه يجب على المسلم الابتعاد عن خصال الجاهلية، وأنّ كل ما كان من أمور الجاهلية فهو مذموم.

العاشرة: في حديث أنس رضي الله عنه: وصفُ الله سبحانه وتعالى بالرضى والسخط؛ وهما صفتان من صفاته سبحانه وتعالى تليقان بجلاله، ليس كرضى المخلوق ولا كسخط المخلوق.

الحادية عشرة: في حديث أنس الأول: أنّ من علامة إرادة الخير بالمؤمن: أن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام