الصفحة 81 من 122

ثم إن الناظم قد بدأ كلامه عن الإيمان باليوم الآخر بالكلام عن الملكين منكر ونكير إشارة إلى أن القبر وما فيه هو أول منازل الآخرة وأن من مات قامت قيامته، والمؤمن يؤمن بهذا وبكل ما يكون بعده؛ فنؤمن بالنفخ بالصور وهو قرن ينفخ فيه والموكول به إسرافيل. والنفخات ثلاث، نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام، وبعض العلماء جعلها نفختين، والصحيح أنها ثلاث، وكلها ذكرت في القرآن: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} (النمل:87) ، {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (الزمر:68) .

فينفخ في الصور النفخة الأولى فيفزع الناس ثم ينفخ فيه فيصعقون ثم ينفخ فيقومون لرب العالمين وفي الحديث أن بينهما أربعين. ولا يدرى أربعين ماذا؟ وجاء في وصف قيامهم بأنهم:"يقومون حفاة عراة غرلاً"1.

وكذلك الإيمان بالحشر أي حشر الناس في عرصات يوم القيامة لله، ويحشرون كلهم من أولهم إلى آخرهم يجمعون على صعيد واحد {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} (الكهف:47) .

وكذلك الإيمان بدنو الشمس من الخلائق وتفاوت الناس في العرق ومن يظلهم الله ومن لا يظلهم.

1 أخرجه مسلم برقم (2859) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام