جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتوحيد، وهو تخصيص العبادة بالله سبحانه وتعالى دون سواه، واخبر أن جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بعثوا بذلك، قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) (النحل: 36) وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 25) وأخبر أن من دعا غيره وأشركه مع الله، فإن الله عز وجل يحرم عليه الجنة، ويحتم عليه الخلود في النار، كما أخبر سبحانه وتعالى أن من أشرك مع الله غيره فإن عمله حابط، ولو كان من أفضل الرسل، قال جل من قائل: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر: 65) وأخبر أن المدعوين لا يملكون لمن دعاهم كشف ضر ولا تحويله، كما قال تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) (الإسراء: 56) .