إعداد: د. بندر بن فهد السويلم - كلية الشريعة بالرياض
……… بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين،، أما بعد:
فإن الله تعالى بعث رسوله الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وجعل رسالته عالمية ً صالحة لكل زمان ومكان، وبها أكمل الله تعالى الدين وأتم بها النعمة، قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) - سورة المائدة آية 3 -
لقد جاءت الشريعة الإسلامية كاملة، شاملة، مع مقومات تكفل لها البقاء والصمود، وتوفر في أحكامها علاجا لجميع القضايا والمشكلات، في أي مكان وأي زمان، على أسس سليمة متوازنة تراعي متطلبات الحياة وحاجات البشر،ولهذا كانت مليئة بكل ما يغني المسلمين عن غيرها ويكفيهم عما سواها.
وقد أخبر المولى عز وجل أن أمورا يظهر استكشافها في أقطار السموات والأرض من الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والرياح والأمطار والرعد والبرق والصواعق والنبات والأشجار والجبال والبحار وغيرها ن وفي أنفس الناس من لطيف الصنعة وبديع الحكمة، في أكل الإنسان وشربه وفي عينيه وفي أذنيه، وانتقال أحوال الإنسان من نطفة إلى غير ذلك (1) .
قال الله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) - سورة فصلت 53 -
وفي هذا دلالة واضحة على أن الحقائق العلمية التي يكتشفها الإنسان ما هي إلا علامات وبينات على وحدانية الله عز وجل وقدرته العظيمة وأنه بكل شيء محيط.
(1) 1) تفسير القرطبي 25/ 374 - 375.