وكان رحمه الله لا يخرج من المسجد بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس ويصلي فيه صلاة الضحى.
كما كانت له حلقات للتعليم بعد الفجر في جامع الطريف المشهور وبعد الظهر وبعد المغرب فيكون بين معلم أو متعلم.
وذلك إلى جانب تصريف أمور الدولة وتفقد أحوال الرعية.
ومن عادته القيلولة قبل صلاة الظهر على سمة الأوائل في ذلك.
وله ورد من الليل لا يتركه... صاحب دمعة وإنابة كثير الدعاء في جوف الليل خاصة للمسلمين والضعفاء من رعيته له هيبة ووقار من آثار التهجد.
وإلى جانب ذلك فقد كان أبرز قائد عسكري في الجزيرة العربية في أيامه شجاعة وإقداما وجلدا على مقارعة الخطوب وتحمل الأزمات وركوب الصعاب، يجيد فن حرب العصابات وعن طريقها استطاعت غاراته أن تهدم القباب فوق القبور والمشاهد في النجف وكربلاء دون خسائر بشرية تذكر، كما أنه يملك إدارة الجيوش النظامية الجرارة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
ويذكر من تواضعه رحمه الله أن الصبيان من أهل الدرعية إذا خرجوا من عند المعلم آخر العصر يصعدون إليه في مقره ويعرضون عليه ألواحهم ومحفوظاتهم فمن أبدى منهم نشاطا أعطاه عطاءً جزيلا.
ومن صور زهده وعفافه عن مال المسلمين أنه كانت تأتيه الأموال من الغنائم والزكوات من أطراف الجزيرة البعيدة فلا تحرك في نفسه شهوة لحيازتها والتمتع بها بل كما ذكر أنه جاءه في يوم خمس وعشرون حملاً من الريالات فمر بها وهي مطروحة فحركها بطرف سيفه وقال: اللهم سلطني عليها ولا تسلطها على ثم فرقها من يومه ذاك.
رحمته بالرعية:
كان رحمه الله كثير الرأفة بالرعية وكان يبث الصدقة والأموال فيهم وخاصة الضعفاء والمساكين منهم، يكثر الدعاء لهم وكان يقول في ورده «اللهم أبق فيهم كلمة لا إله إلا الله حتى يستقيموا عليها ولا يحيدوا عنها» .