فهرس الكتاب
الصفحة 42 من 179

تأخذه سنة ولا نوم.

والقول بالعصمة يتنافى مع ما ثبت من أن الأئمة يعترفون بالذنوب ويستغفرون الله منها كما تروي كتب الشيعة. فعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول في دعائه كما في نهج البلاغة: «اللهمّ اغفر لي ما أنتَ أعلمُ به مِنّي، فإنْ عدتُ فعُدْ عليّ بالمغفرة ... » . (نهج البلاغة: ص104) .

بل روَتْ بعضُ كتب الشيعة عن علي - رضي الله عنه - قوله: «لا تكفّوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإني لست آمن أن أخطئ» (الكافي 8/ 256) ، (بحار الأنوار 27/ 253) .

ولنا سؤال: يزعم الشيعة أن معاوية - رضي الله عنه - كان كافرًا، ثم نجد أن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قد تنازل له عن الخلافة ـ وهو الإمام المعصوم عند الشيعة ـ، فيلزمهم أن يكون الحسن - رضي الله عنه - قد تنازل عن الخلافة لكافر، وهذا مخالف لعصمته! أو أن يكون معاوية - رضي الله عنه - مسلمًا!! ـ

تنبيه: إن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - هو أحد الصحابة الذين أكرمهم الله - عز وجل - بصحبة نبيه محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وكل كلام يقال في الصحابة فيما يتعلق بفضلهم عمومًا وما يجب لهم عمومًا، فإن معاوية - رضي الله عنه - يدخل في ذلك.

ولمعاوية - رضي الله عنه - فضائل كثيرة، وبسبب ثبوت هذه الفضائل عن السلف، فقد نهوا نهيًا شديدًا عن التكلم في معاوية - رضي الله عنه - وبقية الصحابة، وعدوا ذلك من الكبائر. وكان بعض السلف يجعل حب معاوية - رضي الله عنه - ميزانًا للسنة.

قال الربيع بن نافع: «معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - سِتْرُ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فإذا كشف الرجل الستر اجترأ علَى ما وراءه» .

وسُئل أبوعبد الرحمن النسائي عن معاويةَ بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - ـ صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ـ، فقال: «إنما الإسلام كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابةَ إنما أرادَ الإسلام، كمن نَقرَ البابَ إنما يريدُ دخولَ الدار. قال: فمن أراد معاويةَ - رضي الله عنه - فإنما أراد الصحابة» . (رواه ابن عساكر في تاريخه)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام