الصفحة 18 من 41

أما الله جل وعلا فلم يصف في كتابه نفسه بالقدم، وبعض السلف كره وصفه بالقدم، لتشبيهه بـ: {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: 39] {إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ} [يوسف: 95] {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) } [الشعراء: 76] وقد جاء فيه حديث، بعض العلماء يقول: هو يدل على وصفه بهذا، وبعضهم يقول: لم يثبت.

أما الأولية والآخرية التي نص الله عليهما في قوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} [الحديد: 3] فقد وصف المخلوقين أيضًا بالأولية والآخرية، قال: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) } [المرسلات: 16، 17] ولا شك أن لله أوَّليَّة وآخريَّة لائقتان بكماله وجلاله، كما أن للمخلوقين أولية وآخرية مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.

وصف نفسه بأنه واحد، قال: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163] ووصف بعض المخلوقين بذلك، قال: {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} [الرعد: 4] وصف نفسه بالغنى {إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) } [إبراهيم: 8] {فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6) } [التغابن: 6] ووصف بعض المخلوقين بالغنى، قال {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} [النساء: 6] {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32] . فهذه صفات السلب، جاء في القرآن وصف الخالق والمخلوق بها. ولا شك أن ما وُصِفَ به الخالق منها لائق بكماله وجلاله. وما وُصِف به المخلوق مناسب لحاله وعجزه وفنائه وافتقاره.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام