كتبه/ ياسر برهامي
النوع الثالث: طلب الدعاء من المسلم الصالح الحي
أما النوع الثالث من أنواع التوسل المشروع: فهو التوسل إلى الله -سبحانه وتعالى- بدعاء المسلم الصالح الحي الحاضر، وأعلى ذلك دعاء الأنبياء، كما قال أبناء يعقوب -عليه السلام- لأبيهم: (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [ يوسف: 97-98 ] .
فطلبُ الدعاء من الحي مشروع، وذلك إذا كان في أمرٍ أُخروي مستحب ممن يرجى صلاحه، وأما إذا كان في أمر دنيوي فالأولى تركه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل الأعمى الذي قال له: ادْعُ اللهَ لِي أَنْ يُعَافِيَنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ) ، فَقَالَ: ادْعُهْ، [ وفي رواية قال: يَا رَسُولَ اللهِ إنَّهُ قَدْ شَقَّ عَلَيَّ ذهابُ بَصَرِي ] ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ ؛ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ) [1] ، ففعل الرجل فرد الله -عز وجل- عليه بصره.