رمضان
فرصة للتغيير
تأليف
محمد بن عبدالله الهبدان
إمام وخطيب جامع العز بن عبدالسلام
إصدار المكتب التعاوني للدعوة
والإرشاد وتوعية الجاليات بالربوة
حقوق الطبع محفوظة
إلا لمن أراد طبعه وتوزيعه لوجه الله بشرط عدم التصرف في أي شيء ماعدا الغلاف الخارجي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هيأ لعباده أسباب الهداية، ويسر لهم دروب الاستقامة، وفتح لهم أبواب رحمته، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وهداية للخلق أجمعين وعلى من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فهاهو رمضان قد أقبل بنوره وعطره، و جاء بخيره وطهره، جاء ليربي في الناس قوة الإرادة ورباطة الجأش، ويربي فيهم ملكة الصبر، ويعودهم على احتمال الشدائد، والجلد أمام العقبات ومصاعب الحياة.
فرمضان مدرسة تربوية (يتدرب بها المسلم المؤمن على تقوية الإرادة في الوقوف عند حدود ربه في كل شيء، والتسليم لحكمه في كل شيء، وتنفيذ أوامره وشريعته في كل شيء، وترك ما يضره في دينه أو دنياه أو بدنه من كل شيء، ليضبط جوارحه وأحاسيسه جميعًا عن كل ما لا ينبغي بتدربه الكامل في هذا الشهر المبارك، ليحصل على تقوى الله في كل وقت وحين، وفي أي حال ومكان، وذلك إذا اجتهد على التحفظ في هذه المدرسة الرحمانية بمواصلة الليل مع النهار على ترك كل إثم وقبيح، وضبط جوارحه كلها عما لا يجوز فعله. . لينجح من هذه المدرسة حقًا، ويخرج ظافرًا من جهاده لنفسه، موفرًا مواهبه الإنسانية وطاقاته المادية والمعنوية لجهاد أعدائه.) [1] فحري بهذا الشهر أن يكون فرصة ذهبية، للوقوف مع النفس ومحاسبتها لتصحيح ما فات، واستدراك ما هو آت، قبل أن تحل الزفرات، وتبدأ الآهات، وتشتد السكرات.
رمضان هلْ لي وقفة أستروحُ الذكرى وأرشف كلها المعسولا
رمضان! هل لي وقفة أسترجع الماضي وأرتع في حماه جذولا
(1) انظر: صفوة الآثار والمفاهيم (3/ 96) .