الصفحة 1 من 8

في الحكم بغير ما أنزل الله

يقول رحمه الله:

قال الله تعالى: { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا 58} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً

أمر الله جل شانه جميع الناس ان يرد كل منهم ما لديه من أمانة إلى أهلها أيا كانت تلك الأمانة ، فعم سبحانه بأمره كل مكلف وكل أمانة ، سواء كان ما ورد في نزول الآية صحيحا أم غير صحيح ، فان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

ثم أوصى سبحانه من وكل إليه الحكم في خصومة أو الفصل بين الناس في أمر ما ان يحكم بينهم بالعدل سواء

كان: محكما ، أو ولي أمر عام ، أو خاص .

ولا عدل إلا ما جاء في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذلك الهدى ، والنور ، والصراط المستقيم .

ثم أثنى على ما أسداه إلى عباده من الموعظة ؛ إغراء لهم بالقيام بحقها ، والوقوف عند حدودها .

وختم الآية بالثناء على نفسه بما هو أهل ؛ من كمال السمع والبصر ، ترغيبا في امتثال أمره رجاء ثوابه ، وتحذيرا من مخالفة شرعه خوف عقابه .

ثم أمر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم مطلقا ؛ لان الوحي كله حق ، وأمر بطاعة أولي الأمر فيما وضح أمره من المعروف ؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما دلت عليه النصوص الثابتة الصريحة في ذلك .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام