الصفحة 5 من 3881

أحسنت الأصل في إنكار أو القاعدة إنكار أي أصل من أصول الدين أنه ينقض الإيمان وينقض الإسلام ويخرج به المسلم من مقتضى الإسلام هذا الأصل لكن كما هو معروف في جميع نواقض الدين والكفريات لابد في الحكم فيها على المعين من تطبيق شروط التكفير بمعني أن الذي ينكر أصلا من أصول الدين قد يكون جاهل فيعذر بجهله قد يكون متأولا فيكون التبس عليه الأمر قد يكون مكره ، قد يكون عنده شيء من الاشتباه فهكذا وكذا هناك صوارف كثيرة تعتري الخلق تمنعنا من أن نحكم على المعين إذا صدر منه ما يقتضيه إنكار أصل من الأصول .

أما الحكم المجرد فلا شك أن من أنكر أصلا من الأصول فإن هذا كفر لكن يبقي حكم المجرد تطبيقه على العيان لابد فيه من شروط .

أما المثال الذي ضربته وهو إنكار الرؤية ، الرؤية المقصود بها رؤية المؤمنين لربهم في الجنة نسأل الله أن يجعلنا جميعا ومشاهدينا المستمعين منهم - اللهم آمين - رؤية المؤمنين لربهم في الجنة أصل ثابت في قطعيات النصوص في القرآن والسنة وبتصريح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لقوله صلى الله عليه وسلم عندما فسر آيات الرؤية (إنكم سترون ربكم عيان) فعلى هذا تعتبر الرؤية بهذا المفهوم أصل قطعي من أصول الدين يبقي من أنكرها، من أنكر الرؤية يحكم فيه بالحكم السابق لكم مع ذلك نظرا لأن مسألة الرؤية من المسائل التي لا تستبين لكثير من عامة المسلمين ولا يعرفون معانيها على وجه التفصيل فإن من ينكر الرؤية لابد أن تقام عليه الحجة وبين له وجه الدليل فيحكم بكفره أول وهلة لكن إذا تبين له وجه الدليل وتبين له وجه الحق واستبان له وعاند وكابر فإنه يكون أنكر أصل من أصول الدين فحكمه ما ذكرته قبل قليل .

سلام الله عليكم،أحسن الله إليك،يعني ما ظهر لي من هذه المقدمة أن الحكم على الفعل ليس هو كالحكم على الفاعل؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام