فهرس الكتاب

الصفحة 1 من 311

يقول العبد الفقير إلى مولاه الغني به عما سواه أحمد بن محمد بن عجيبة الحسنى لطف الله به وحباه أن أولى ما عقد عليه الجنان. ونطقت به ألسنة الفصاحة والبيان. وخطت به أقلام البنان. حمد الفتاح العليم الكريم المنان الحمد لله الذي ملأ قلوب أوليائه بمحبته. واختص أرواحهم بشهود عظمته. وهيأ أسرارهم لحمل أعباء معرفته. فقلوبهم في روضات جنات معرفته يحبرون. وأرواحهم في رياض ملكوته يتنزهون. وأسرارهم في بحار جبروته يسبحون. فاستخرجت أفكارهم يواقيت العلوم. ونطقت ألسنتهم بجواهر الحكم ونتائج الفهوم. فسبحان من اصطفاهم لحضرته. واختصهم بمحبته. فهم بين سالك ومجذوب. ومحب ومحبوب. أفناهم في محبة ذاته. وأبقاهم بشهود آثار صفاته. والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد منبع العلوم والأنوار. ومعدن المعارف والأسرار. ورضى الله تعالى عن أصحابه الأبرار. وأهل بيته الأطهار أما بعد كل شيء وقبله ومعه. فعلم التصوف من أجل العلوم قدرًا. وأعظمها محلًا وفخرًا. وأسناها شمسًا وبدرًا. وكيف لا وهو لباب الشريعة. ومنهاج الطريقة. ومن تشرق أنوار الحقيقة. وكان أعظم ما صنف فيه الحكم العطائية. التي هي مواهب لدنية. وأسرار ربانية. نطقت بها أفكار قدوسية. وأسرار جبروتية. ولقد سمعت شيخ شيخنا مولاي العربي رضي الله عنه يقول سمعت الفقيه البناني يقول كادت حكم ابن عطاء الله أن تكون وحيًا ولو كانت الصلاة تجوز بغير القرآن لجازت بكلام الحكم أو كما قال ولقد طلب مني شيخنًا العارف الواصل المحقق الكامل سيدي محمد البوزيدي الحسنى أن أضع عليها شرحًا متوسطًا يبين المعنى ويحقق المبنى معتمدًا في ذلك على حول الله وقوته. وما يفتح الله به من خزائن علمه وحكمته. أو ما كان مناسبًا لتلك الحكمة من كلام القوم فأجبت طلبته وأسعفت رغبته. رجاء أن يقع به الأمناع ويعم به الانتفاع. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وسميته أيقاظ الهمم في شرح الحكم جعله الله خالصا لوجهه العظيم بجاه نبينا المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ولنقدم بين يدي الكتاب مقدمتين احداهما في حد التصوف وموضوعه وواضعه واسمه واستمداده وحكم الشارع فيه وتصور مسائله وفضيلته ونسبته وثمرته والمقدمة الثانية في ترجمة الشيخ وذكر محاسنه أما حده فقال الجنيد هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به وقال أيضًا أن يكون مع الله بلا علاقة وقيل الدخول في كل خلق سني والخروج من كل خلق دني وقيل هو أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم مع قوم كرام وقيل أن لا تملك شيئًا ولا يملكك شيء وقيل أسترسال النفس مع الله على ما يريد وقيل التصوف مبني على ثلاث خصال التمسك بالفقر والافتقار. والتحقق بالبذل والإيثار وترك التدبير والاختيار وقيل الاخذ بالحقائق. والا ياس مما في أيدى الخلائق. وقيل ذكر مع اجتماع. ووجد مع استماع. وعمل مع اتباع وقيل الأنافة على باب الحبيب وأن طرد. وقيل صفوة القرب. بعد كدرة البعد. وقيل الجلوس مع الله بلاهم وقيل هو العصمة عن رؤية الكون والصوفى الصادق علامته ان يفتقر بعد الغني ويذل بعد العز ويخفي بعد الشهرة وعلامة الصوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر ويعز بعد الذل ويشتهر بعد الخفاء قاله أبو حمزة البغدادي وقال الحسن بن منصور الصوفي واحد في الذات لا يقبله أحد ولا يقبل أحدًا وقيل الصوفي كالأرض يطرح عليه كل قبيح ولا يخرج منه الا كل مليح ويطؤه البر والفاجر وقالوا من أقبح كل قبيح صوفي شحيح وقال الشبلي الصوفي منقطع عن الخلق متصل بالحق لقوله تعالى واصطنعتك لنفسي ثم قال أيضا الصوفية أطفال في حجر الحق وقيل الصوفي لا تقله الأرض ولا تظله السماء يعني لا يحصره الكون وقال الشيخ زروق رضى الله عنه قد حد التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الالفين ترجع كلها لصدق التوجه إلى الله تعالى وإنما هي وجوه فيه والله اعلم ثم قال والاختلاف في الحقيقة الواحدة أن كثر دل على بعد ادراك جملتها ثم هو أن رجع لأصل واحد يتضمن جملة ما قيل فيها كانت العبارة عنه بحسب ما فهم منه وجملة الأقوال واقعة على تفاصيله وأعتبار كل واحد على حسب مثاله علمًا وعملًا وحالًا وذوقًا وغير ذلك والاختلاف في التصوف من ذلك فمن أجل ذلك الحق الحافظ أبو نعيم رحمه الله بغالب أهل حليته عند تحلية كل شخص قولًا من أقوالهم يناسب حاله قائلًا وقيل أن التصوف كذا فأقتضى أن كل من له نصيب من صدق التوجه له نصيب من التصوف وأن تصوف كل أحد صدق توجهه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام
. . .
فضلًا انتظر تحميل الصوت