فهرس الكتاب
الصفحة 40 من 218

ومثل ذلك التفصيل (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) إلى الحق ويتركون ما هم عليه من الباطل" [1] أ. هـ."

وقال ابن الوزير اليماني:"ومن ذلك [2] قوله تعالى حاكيا عن الأشقياء: (لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [3] . وقوله في غير آية: (وأنتم تعقلون) [4] (وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ) [5] ."

فإنها وأمثالها تدل على معرفتهم بعقولهم: قبح ما هم عليه وبطلانه معاً. إذ لو عرفوا بطلانه بها دون قبحه لم تقم عليهم الحجة، وإنما أرسلت الرسل لقطع عذرهم لكيلا يقولوا: ما حكى الله تعالى عنهم، وذلك لزيادة الإعذار، لأنه لا أحد أحب إليه العذر من الله تعالى، لا لأنه لا حجة عليهم قبل الرسل أصلاً.

ولذلك صح عند أهل السنة: أن تقوم حجة الله بالخلق الأول في عالم الذر على ما سيأتي بيانه، وذلك قبل الرسل ولم يختلفوا في صحته، وإنما اختلفوا في وقوعه [6] ". [7] أ. هـ."

اللهم منك، البيان. وعلى رسولك، البلاغ. ومنا: التسليم والقبول.

(1) فتح القدير (2/ 263) .

(2) جاء ذلك في سياق الأدلة الدالة على مقتضى حكمة الرب تعالى، وكذلك حكم التحسين والتقبيح العقلي.

(3) سورة الملك، الآية: 20.

(4) (وأنتم تعقلون) كذا! والآيات التي وردت فيها كلمة (تعقلون) كثيرة، ولكن لا يوجد في الآيات (وأنتم تعقلون) ! فلزم التنبيه.

(5) سورة الأنفال، الآية: 20.

(6) أي"في كيفية وقوعه".

(7) إيثار الحق على الخلق/ 193.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام