حديثي معكم عن نعمتين عظيمتين بفقدهما يزهد الانسان في الحياة ويتمنى الموت ولاتطيب له الحياة انها نعمة الامن في الاوطان والصحة في الابدان
اما نعمة الامن فهو نعمة عظيمة من اعظم النعم تسعى الامم الى تحقيقها بشتى الوسائل لكي يكون الانسان فيها امنا على نفسه وماله وعرضه
بل ان نبي الله ابراهيم سال الله الامن قبل الرزق كما في سورة البقرة (رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم)
واذا فقد الانسان الامن لم يستقر له قرار ولم يجد لذة العيش ولم يجد لذة الشراب بل ورد في البخاري عن ابي هريرة مرفوعا (لاتقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ياليتني مكانه) والسبب انه سيقع فتن وبلاء وشدة حتى يكون الموت الذي هو اعظم المصائب اهون على المرء فيتمنى الموت بسبب الشدة والبلاء نسال الله معافاته ومغفرته
لان الانسان اذا اصبح خائفا لم يتلذذ بالحياة فلا تحلو الحياة بدون امن ولايطيب العيش بدون امن وهذه الامم الكافرة تحاول وتبذل الجهد لتحقق الامن عبر المخترعات العصرية وتراقب الجريمة بالاقمار الصناعية ومع ذلك لم يستطيعوا تحقيقه لان الناس اذا كفروا بالله وانتشر الفساد بينهم ولم ينكروه عمهم الله بعقاب من عنده وسلط بعضهم على بعض فهم ما بين ساكت وعاصي
اما نعمة الصحة فهي الملك الخفي وفي الحديث (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) فاذا مرض العبد وسرت الآلآم في جسده فقد لذه الحياة ولم يجد لذه العيش حتى ولو خرج مع الناس في المتنزهات لم يجد لذة الراحة ولن يجد لذة الطعام والشراب وفي الحديث عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (( لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لابد فاعلًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي ) ) (133) (متفق عليه) وفي الحديث (او مرضا مفسدا) رواه الترمذي عن ابي هريرة
المرض المفسد أي يفسد عقله او بدنه فيصبح حبيس الفراش ولا يستطيع القيام بالطاعات ومعناه استغل صحتك خشية عارض مرض يلحقك او يصيبك فتعجز عن الطاعات رجل مريض في مستشفى النقاهة زاره احد الاخوة في شهر رمضان وكان غنيا فاصبه الفقر والمرض فلما راى الزوار بكى فاخذوا يهونون عليه فقال انا لابكي من اجل المرض ولكن ابكي لان الطبيب معني من الصيام واسمع الناس يصلون التراويح ولا استطيع فانا ابكى لذلك