أيها الأئمة
احذروا
الإعتداء في الدعاء
كتبه
محمد بن أحمد الفيفي
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية
بالمملكة العربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
إنّ مما لا شك فيه أنّ «الدعاء هو العبادة» كما صَحّ بذلك الخبر عن المصطفى من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - (1) . ومادام أنّ الدعاء عبادة فإنه يشترط لقبوله شرطان:
الأول: الإخلاص، فلا يدعو العبد إلا وهو يبتغي وجه الله لا رياءً ولا سمعةً، والثاني: المتابعة: أي يقتفي فيه طريقة وهدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإذا اختل واحد من هذين الشرطين فإن العمل يكون باطلًا مردودًا على صاحبه كائنًا من كان؛ لحديث عائشة رضي الله عنها في «الصحيحين» قالت: قال عليه الصلاة
والسلام: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» ولمسلم: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» .
وقال شيخ الإسلام في"الفتاوى" (15/24) :(وقوله تعالى: {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} عقيب قوله: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} دليل على أنّ من لم يدعه تضرعًا وخفيةً فهو من المعتدين الذين
لا يحبهم) .اهـ.
ولاشك أنه مما ينبغي للعبد أن يتفطن له هو ما يتقرب به إلى الله من الطاعات وخاصة الدعاء الذي نحن بصدد الكلام عليه، هل وافق فيها مراد الله وتابع فيها رسول الله ؟ فإنْ كان كذلك فليحمد الله وليسأله المزيد، وإن كان غير ذلك فليتدارك ما بقي من عمره وليصحح ما أفسد من عمله قبل ألا ينفع الندم.
(1) "صحيح الجامع" (3407) .