• والمرتبة الثانية: التكليم الخاص من وراء حجاب بلا واسطة:
والدَّليلُ عليه قوله: {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} .
وهذا تكليمٌ مباشرٌ منَ الرَّبِّ تعالى، بكَلامٍ يُسْمِعُهُ مَنْ شاءَ من رسُلِهِ، من وراءِ حجابٍ.
وهذه المَرتبة أعلى مَراتب التَّكليم وأشْرَفُها وأفضَلُها، قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ...} [البقرة: 253] .
وقد وقعَ هذا النوعُ لثلاثةٍ من الأنبياءِ فيما جاءَ به السَّمعُ، هم:
1 -آدم عليه السلام:
والدليلُ عليه قولُه تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ...} [البقرة: 37] .
ومن السُّنَّةِ: حديثُ أبي أمامَة رضيِ الله عنه أنَّ رجُلًا أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: يا نبيَّ الله، أنبيًّا كانَ آدم؟ قال:"نعَمْ، مكلَّمًا" [17] .
2 -موسى عليه السلام:
والأدلَّة عليه من الكتاب كثيرةٌ منها:
قَولُهُ تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] وقَولُهُ تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 143] وقَوْلُهُ تعالى: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي}
(17) سبق الحديث وتخريجه في المبحث السابق ص 86 - 87.