فهرس الكتاب
الصفحة 179 من 683

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول الله - عز وجل: العز إزاري، والكبرياء ردائي فمن نازعني عذبته) (1) 4).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح ربه سبحانه ويثني عليه في ركوعه وسجوده بهذا الدعاء: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) (2) 5).

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (المتكبر) :

1 -امتلاء القلب بخلق التواضع لله تعالى بتوحيده وعبادته، والانقياد للحق الذي جاء في كتابه سبحانه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. والتواضع لعباد الله وعدم التكبر عليهم، والبعد عن ظلمهم وهضم حقوقهم. قال صلى الله عليه وسلم: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) (3) 1). وبقدر ما في القلب من تعظيم الله تعالى والإيمان بكبريائه وجلاله يكون التواضع للحق وترك احتقار الخلق.

قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لايفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) (4) 2).

وللإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - كلام نفيس عن التواضع للحق وصوره وأصناف الناس في تكبرهم على الحق فيقول:"التواضع للدين هو: الانقياد لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستسلام له، والإذعان. وذلك بثلاثة أشياء:"

الأول: أن لا يعارض شيئًا مما جاء به بشيء من المعارضات الأربعة السارية في العالم، المسماة بالمعقول والقياس، والذوق، والسياسة.

فالأول: للمنحرفين - أهل الكبر من المتكلمين - الذين عارضوا نصوص الوحي بمعقولاتهم الفاسدة، وقالوا: إذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل وعزلنا النقل، إما عَزْل تفويض، وإما عَزْل تأويل.

والثاني: للمتكبرين - من المنتسبين إلى الفقه - قالوا: إذا عارض القياس والرأي النصوص، قدمنا القياس على النص ولم نلتفت إليه.

(1) مسلم (2620) في البر والصلة باب تحريم الكبر، وأحمد في المسند 2/ 376.

(2) رواه النسائي في الصلاة باب أذكار الركوع، وصححه الألباني في صحيح النسائي (1004) .

(3) مسلم (91) .

(4) مسلم (2865) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام