الكاتب؛ حامد بن عبد الله العلي
لو قيل لهؤلاء الداعين، أو المدَّعين، لمّا يسمى حوار الأديان: تعالوا نفتح حوارا بينكم وبين شعوبكم، إذ هذه الشعوب المسحوقة تعاني من شتّى أصناف الظلم، والقهر، والفقر، وتُعامل كقطعان الغنم، فلا يُؤخذ رأيها حتى في قضاياها المصيريّة، إلاّ في شكليات مثيرة للسخرية تُسمّى مجالس الشورى، أو الشعب، أو الأمّة .. إلخ
ويُعبث بثرواتها، بل بكرامتها، ولا يُسمح لأحد أن يتدخل في مساءلة السلطة، ولا يتجرأ أن ينتقدها، كأنَّ القائمين عليها ملائكة نزلوا من السماء! ولا يجرؤ مفكّر أن يطالب بحقوق المسحوقين، أو إصلاح النظام السياسي، أو الأمني أو القضائي ـ وقد امتلأت السجون ببسبب فساد النظام بالمظلومين حتى خيار الناس، من علماء، ومجاهدين ـ ولا يُقبل إخضاع السلطة لنظام يجعلها محاسبة أمام شعبها في مؤسسات قوتها مستمدة من نظام الدولة، أو مساءلة القائمين على الحكم عما يفعلوه من نهب، وسلب، وظلم، وكنز أموال يحسدهم عليها قارون .. إلخ
فستكون المطالبة بهذا الحوار، من أعظم الإجرام في الأرض، لايُقبل من المطالب به صرف، ولاعدل!
فليت شعري، ما معنى أن يُمنع الحوار عن هذه القضايا المصيرية داخل بلادنا، ويحُظر طرح هذه القضايا للنقاش لإنقاذ شعوبنا من بؤسها، ويأسها، ويُجعل هذا كلُّه حرماً حراماً، وحجراً محجوراَ، بينما فجأة يصحو الضمير لتخليص الإنسانية، خارج أوطننا، بحوار مع الأديان الأخرى!
ثمّ تنطلق في حالة من التجلّي الإنساني المفاجىء، تلك الدعوة إلى حوار الأديان!
لاسيما هنا جزيرة العرب، والنفط!!
فوالله ما تذكرنا هذه الصحوة إلاّ بصحوة ضمير البابا بعد ألف عام!!