وأنه يضحك إلى عبده المؤمن بقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ... الحديث" [رواه البخاري وغيره] ).
ثم قال في تعطيل الصفات: (وإن تأولها على مقتضى اللغة وعلى المجاز فهو جهمي) .
وقال في الإيمان بالقدر: (ويجب الإيمان بالقدر، خيره وشره، وحلوه ومره، وقليله وكثيره، وظاهره وباطنه، ومحبوبه ومكروهه، وحسنه وسيئه، وأوله وآخره من الله، قضى قضاءه على عباده، وقدر قدره عليهم، لا أحد يعدو منهم مشيئة الله عز وجل، ولا يجاوز قضاءه، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له، واقعون فيما قدر عليهم لا محالة، وهو عدل من ربنا عز وجل فأراد الطاعة وشاءها ورضيها وأحبها وأمر بها، ولم يأمر بالمعصية، ولا أحبها ولا رضيها، بل قضى بها وقدَّرها وشاءها وأرادها. والمقتول يموت بأجله) .
وقال في الإيمان بعذاب القبر:(ثم الإيمان بعذاب القبر وبمنكر ونكير، قال الله تعالى؛ {فإن له معيشة ضنكا} [طه: 124] ، قال أصحاب التفسير؛"عذاب القبر".
وروى البخاري بإسناده عن أم خالد قالت:"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عذاب القبر".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو نجا أحد من ضمة القبر - أو ضغطة القبر - لنجا سعد بن معاذ") .
وقال في الإيمان بالصراط والميزان والحوض:(ثم الإيمان بالبعث والصراط وشعار المؤمنين يومئذ: سلِّم سلِّم، والصراط جاء في الحديث أنه أحدُّ من السيفَ وأدقُّ من الشَّعر.
ثم الإيمان بالموازين، كما قال تعالى؛ {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} [الأنبياء: 47] .
ثم الإيمان بالحوض والشفاعة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم؛"إن لي حوضًا ما بين أيلة وعدن". وقال أنس بن مالك؛"من كذب بالحوض لم يشرب منه") .
وقال في الشفاعة: (فأما المسيئون الموحدون فإنهم يخرجون منها بالشفاعة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم؛"شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي") .
وقال في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: (ثم الإيمان بأن محمدًا نبينا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وإمام المتقين ورسول رب العالمين، بعثه إلينا وإلى الخلق أجمعين، وهو سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، فآدم ومَن دونه تحت لوائه، الشاهد لكل نبي، والشاهد على كل أمة، أخذ الله تعالى ميثاق الأنبياء بالإيمان، والبشارة به، ووصفه وتبيانه في كتبهم مع ما اختصه الله به من قبل النبوة وبعدها من الآيات المعجزات الباهرات) .
وقال في الاعتقاد في الصحابة: (ثم الإيمان بأن خير الخلق بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأعظمهم منزلة بعد النبيين والمرسلين وأحقهم بخلافة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضوان الله عليه، ثم بعده على هذا الترتيب أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم على هذا النعت والصفة أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ونشهد للعشرة بالجنة وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) .
ثم ختم رسالته بالتحذير من أهل البدع وهجرانهم، فقال: (ويجب هجران أهل البدع والضلال كالمشبهة والمجسمة والأشعرية والمعتزلة والرافضة والمرجئة والقدرية والجهمية والخوارج والسالمية والكرامية وبقية الفرق المذمومة) .
ثم قال المؤلف: (فهذا اعتقادي وما أدين به لربي، وهو الذي مضى عليه والدي رحمه الله، والحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله أجمعين) .
وهذا ما ندين به لربنا عز وجل، ونسأل الله أن يتوفانا عليه.
[إعداد؛ علاء خضر]