…الإسلام بمعناه العام هو إسلام الوجه لله والخلوص من الشرك وأهله، أى التوجه الكامل إلى الله، والخضوع الكامل لأوامر الله 0
…يقول الله سبحانه وتعالى: (( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ) (البقرة: 112) 0
…ويقول: (( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً واتخذ الله إبراهيم خليلاً ) ) (النساء: 125) 0
…وإسلام الوجه لله، بمعنى إسلام النفس كلها لله، هو الأمر الذى يطلبه الله من البشر كافة بما أنه هو خالقهم سبحانه وخالق هذا الكون كله والمتصرف فيه وحده. فهو حق الإله على الخلق، وهو كذلك مقتضى عبودية الخلق لربهم وخالقهم 0
…وهذا الإسلام هو الذى كان عليه آدم ونوح والنبيون من بعده إلى محمد (، حيث كان الاعتقاد واحداً وإن اختلفت الشرائع فى الأحكام الفرعية؛ وكان عليه كذلك كل من اتبع الأنبياء منذ مولد البشرية 0
…جاء فى القرآن الكريم عن إبراهيم عليه السلام: (( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه فى الدنيا وإنه فى الآخرة لمن الصالحين(127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )) (البقرة:127،128) 0
…ويقول الله عن التوراة: (( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا ) ) (المائدة: 44) 0
…ويقول عن يعقوب وبنيه: (( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحداً ونحن له مسلمون ) ) (البقرة: 133) 0
…وجاء على لسان يوسف عليه السلام: (( رب قد آتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلماً وألحقنى بالصالحين ) ) (يوسف: 101)