بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فهذا جزء في التوحيد يسر الله جمعه وتبويبه أردنا فيه بيان أصل دين الإسلام، وأصل هذا الجزء وتبويبه مأخوذ من رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب واسمها (أصل دين الإسلام وقاعدته) ومن شرحها لحفيده عبد الرحمن، وهما موجودان في الدرر السنية 2/ 350.355.22.206,153.110. وشرحها في 2/ 206.110.
وإذا قلنا قال المصنف أو المؤلف أو صاحب الأصل فهو الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب، وإذا قلنا الشارح أو الحفيد فهو الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب مع أننا نكرر الكلام إذا جاء له مناسبة وحاجة في أبواب أخرى.
وهذا الجزء يسّر الله جمعه وتبويبه، وهو مبني على ذكر أدلة من آيات كريمات وأحاديث نبوية وإجماعات منقولات لبعض أهل العلم في مسألة معينة على طريقة تأليف القدماء من السلف في الاقتصار في التأليف على الأدلة الشرعية فقط مع تبويب ما تيسر (إلا تعليقات يسيرة توضيحية في الحاشية) وعند الحاجة ذكر أقوال العلماء الربانيين من أجل التوضيح والبيان.
وقصدي من مصطلح الجزء هو مجموعة الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع وأقوال أهل العلم فقط في بيان مسألة واحدة معينة من مسائل التوحيد والعقيدة على وجه الاختصار، ثم تبويبها لبيان وتوضيح تلك المسألة، والتبويب هو أوضح ما يُبين المقصود من الأدلة الشرعية المذكورة.
وكلمة جزء في اللغة: القطعة من الشيء. أما في اصطلاح أهل العلم فهو: كتاب صغير يشمل موضوعا واحدا.
وكلمة جزء اقتبسناها من كلام أهل العلم في مجال علم الحديث والعقيدة والفقه.
قال المباركفوري رحمه الله في مقدمة كتابه تحفة الاحوذي بشرح الترمذي 1/ 84 قال: الفصل الثامن عشر في ذكر كتب الحديث التي صنفت في أبواب خاصة ويقال لها الأجزاء.
ثم نقل كلام السيوطي في التدريب قال: ويجمعون الأبواب بأن يُفرد كل باب على حده بالتصنيف، كرؤية الله تعالى أفرده الآجرى، و (جزء) رفع اليدين في الصلاة و (جزء) القراءة خلف الإمام أفردهما البخاري، و (جزء) النية أفردها ابن أبي الدنيا، و (جزء) القضاء باليمين والشاهد أفرده الدار قطني، والقنوت أفرده ابن منده، والبسملة أفرده ابن عبد البر اهـ. وما سبق أمثلة للأجزاء في مجال العقيدة والفقه.