الصفحة 1 من 10

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.

واشهد ان لا إله إلا الله وحده لاشريك له.

واشهد ان محمدا عبده ورسوله، القائل: (أنه لم يكن نبى قبلى إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير مايعلمه لهم وينذرهم شر مايعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب أخرها بلاء وأمورتنكرونها وتجئ فتنة فترقق بعضها بعضا وتجئ الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتى ثم تنكشف وتجئ الفتنة فيقول المؤمن هذه، هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر، وليأتى إلى الناس الذى يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن أستطاع، فإن جاء أخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر) ، فدنا عبد الرحمن - راوى الحديث عن الصحابى - من عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: أنشدك الله أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأهوى عبد الله رضي الله عنه إلى أذنيه وقلبه بيديه، وقال: سمعته أذناى ووعاه قلبى. [رواه مسلم / كتاب الامارة] .

وبعد:

فأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم في النصح للأمة وإرشادها للخير وتحذيرها من الشر، بذلت وسعى في جمع احاديث مما صح من أحاديث الفتن وأشراط الساعة لعظم الحاجة إليها اليوم، وقمت بترتيبها حسب أزمنة وأمكنة وقوعها، مع الحرص على التوفيق بين النصوص والجمع بينها وإخراجها في صورة متكاملة لتتم بذلك الفائدة، مع العلم بأنى بدأت بأخبار المغبيات لما فيها من الدلالة القوية على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.

وقد سبق إلى الجمع والتأليف في هذا الموضوع - أعنى موضوع الفتن وأشراط الساعة - كثير من أهل العلم، ولكننى لاحظت فيما كتبوا أمرين هامين:

الامر الاول: عدم الأقتصار على الصحيح من ذلك بل جمعوا بين الصحيح والضعيف ومعلوم أن ديننا لابد ان يصح ثبوته لنعتقده ونعمل به.

الامر الثانى: عدم التوفيق والربط بين دلالتها وتطبيقها على الواقع الذى وردت فيه لذلك تجد القارئ في تلك الكتب يجد فيها شيئا من التعارض بل في بعض المواضع لايكاد ان يفقه مادلت عليه- مع أنهم يعذرون في عدم معرفة ذلك.

فاستخرت الله تعالى وجمعت في ذلك ما تيسر.

وهو حسبى ونعم الوكيل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام